صفات الإنسان المتكبر وهو من الصفات المنبوذة التي تتواجد في الأشخاص المقربين إلينا أو غير المقربين مثل الأهل والأصحاب والجيران و زملاء العمل وغيرهم من الأشخاص، وتعاني الناس من التعامل مع الشخص المتكبر، والتكبر هو أحد أخطر الأمراض الخلقية والتي تدعو الشخص إلى الفخر الشديد بنفسه، والتعاظم على غيره من الناس، لدرجة أن الشخص المتكبر هو وحده الذي يستحق كل شيء في الحياة، أما باقي الخليقة فقد وجدت لتحقيق رغباته .
فالتكبر من أكثر الصفات التي تؤدي إلى بغض الشخص من قبل الأشخاص من حوله، والإنسان المتكبر هو ذلك المتغطرس الذي يرى أنه أعلى منك شأنًا وأنت أقل منه، ودائمًا ما يسعى المتكبر لأن يكون هو الأفضل دون عن باقي البشر، وفي بعض الأحيان يظن بأنه لن يموت أو يبتليه الله بمصيبة من شدة تكبره، فهو شخص تملأه الغطرسة وحب الذات أكثر من أي شيء في الحياة، والكثير من الناس لا تحب التعامل مع الشخص المتكبر ولا تود أن تتعامل معه، ولكن في إحدى الظروف قد يتورط بعض الناس في التعامل مع المتكبرين دون علمهم بحقيقتهم، لأنهم لا يعرفون مواصفات المتكبرين، والآن دعونا نتعرف على صفات الإنسان المتكبر، وكيفية رشده؟ والبعد عنه إذا لزم الأمر.
قبل الدخول إلى وصف الإنسان المتكبر فالكثير من الأشخاص المتكبرين لا يعلموا حقيقة كونهم مغرورين ومتكبرين وذلك بسبب نشأتهم في مجتمع أو أسرة أو عائلة متكبرة، والبعض الآخر يعلم أنه متكبر ويصر على تكبره مهما قمت بتوجيهه وإرشاده، وفي الحالتين قد يقع الأشخاص في التعامل مع أحدهما، ولا يعرفون حقيقتهما ولذا سنقدم إليكم علامات أو صفات إذا وجدتوها في الشخص فتعلموا أنه متكبر ومن هذه الصفات أو العلامات:
نفر الله سبحانه وتعالى من الشخص المتكبر، ونهى عن التكبر حيث قال تعالى في سورة لقمان: “ولا تصعّر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحاً إن اللّه لا يحبُّ كل مُختال فخور” (لقمان: 18)، وقال تعالى في سورة الإسراء: “ولا تمش في الأرض مرحاً، إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا” (الاسراء:37)، وقال تعالى في سورة لقمان: “إنه لا يحب المُستكبرين” (لقمان: 23)، وقال تعالى في سورة الزمر: “أليس في جهنم مثوى للمتكبرين“(الزمر: 60)، كما أن السنة النبوية أيضًا تنفر من الكبير والمتكبير حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع للّه رفعاه. ومن تكبر وضعاه”، وقال صلي الله عليه وسلم: “ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه “، وقد قال واحد من أفضل شيوخ الإسلام الشيخ عائض القرضاني في تشبيهه للمتكبر:
أنت من أنت يا شبيه الزرافة,,يا عظيما في كبره والسخافة
خفف الوطء ما رأيناك شيئا,, كلما زدت كبرا ازددت آفة
من أكثر الأشياء التي قد تسبب ألمًا لكثير من الأشخاص هو التعامل مع الأشخاص المتكبرة، وماذا لو كان هذا المتكبر صديقًا له؟ ولا يستطيع أن يتخلى عنه لحبه الشديد له، فماذا عليه أن يفعل؟
يجب على الشخص عند تعامله مع المتكبر أن يقوم برشده ونصيحته والعمل على الموعظة الحسنة من خلال إيقافه عن ما يقوم به وتوجيهه إلى الطريق السليم، ويقوم الشخص بالعمل على تذكير الشخص المتكبر بمدى سوء أفعاله وقباحتها من خلال تقديم الأدله والبراهين كخوف الناس من التعامل معه والنفور منه، ورده إلى صوابه وتذكيره بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تنهي عن الكبر، وتخويفه من عقاب الله سبحانه وتعالى، وأنه سوف يهلك في الدنيا ولن يدخل الجنة، حيث قال تعالى في حديثه القدسي: ” العزّة ردائي والكبرياء إزاري فمن نازعني شيء منها قصمته ولا أبالي “، والعمل على تحبيبه في التواضع وحب الناس للشخص المتواضع، وتقديم براهين من القرآن على حب الله للمتواضعين مثل ” الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما “.
وهذه القاعدة يتم إتباعها مع المتكبر حتى ينآى عن هذه الصفة البغيضة، حيث أنه إذا تم معاملة الصديق المتكبر بنفس الطريقة التي يعامل بها الناس، سوف يتولد عنده البغض والكراهية للأسلوب الذي يتعامل به صديقه معه، ويبدأ في التفكير في طريقته ويعمد على تغييرها حتى لا يشمئز منه الناس مثلما إشمئز صديقه منه.
في بعض الأحيان يكون أفضل علاج للكبر هو التجاهل، حيث أن الشخص المتكبر يريد دائمًا أن يكون في الواجهة ويريد أن يكون محور حياة الناس، ولكن عند تجاهله والمرور من عليه مرور الكرام يبدأ في تغيير سلوكياته لكي يتعامل مع الناس مرًة أخرى.
أي لا يتم السماح للمتكبر بإعطاء الأوامر لغيره من الناس، والعمل على حده ومنعه ومحاسبته محاسبة عسيرة من قبل تكوين مجموعة من الأقارب والأهل ليكف عن طريقته ويبدأ في تغيير سلوكه نحو الصواب.