انطوني فان ليفينهونك ومسيرته الحياتية ، لا يقترن العلم بالتعليم في احيان كثيره، ولا يشترط التمكن من اليات الثقافة بمجرد معرفة القراءة والكتابة، حيث انطبق ذلك المبدأ على عظماء كثيرين مثل عباس العقاد في الأدب، وانطوني فان ليفينهونك في العلم، لعلكم تتسائلون الان عن هوية انطوني فان ليفينهونك ، موسوعة ستأخذكم في رحلة عن حياته.
انطوني فان ليفينهونك، هو عالم، ومخترع المجهر الضوئي، حيث كان شغوفا منذ صغره بتفقد الاشياء تحت المجهر، وتركيب العدسات فوق بعضها البعض في الميكروسكوب بحثا عن رؤية جيدة، ويعد انطوني هولندي الأصل لأسرة متوسطة الحال، وولد عام 1632 من شهر أكتوبر.
وتبعا لعمل ليفينهونك في الاقمشة كتاجر، فكانت اولى ملاحظاته الميكروسكوبية عن الميكروبات، من خلال رؤية قطعة من القماش تحت المجهر من خلال عدسة مكبرة قام هو بصنعها، ومن ثم اصبح انطوني هو ملك الجزيئات الصغيرة والشعيرات الدموية وكل ما يقدر له حتمية الرؤية تحت المجهر والعدسات المكبرة.
جدير بالذكر، ان انطوني لم يتلق تعليما كاملا رغم انه اصبح فيما بعد من اهم العلماء، وقام بزيارته كبار العلماء والسياسيين في عصره، وان اكتشافه للميكروبات المغموره فتح طريق للتطورات المختلفة في الطب ومجالاته المتشعبة.
توفي والد انطوني وهو في الخامسة من عمره، ثم تزوجت امه ذات الأصل الأرستقراطي من رسام معروف، فلم تسمح له تلك الظروف من استمراره في المسيرة التعليمية، حيث بعثت به امه ليعيش مع عمه، واصبح بائع للاقمشة بعدما عمل في عدد من المجالات الاخرى.
ثم اكمل انطوني مسيرته وتزوج في عام 1654 من فتاه تدعى باربرا، وانتقل معها الى مسقط رأسه مرة أخرى، ولكنها لم تكمل معه المسيرة، حيث توفاها الله، وبعد ذلك تزوج هو مرة اخرى، وفي ذات السياق، كان مجموع ابناء انطوني هو 6 أطفال، ولم يكن لديه اية احفاد.
وطور انطوني من العدسات الميكروسكوبية واصبحت تخدم المجال المجهري الطبي، وذلك بعد ان شغل منصب مدير جمعية المحافظين في مسقط رأسه مدينة ديلفت.
كان ليفينهونك قد اكتشف تركيبة الحيوانات المنوية وكرات الدم الحمراء، وتمكن من فحص الشعيرات الدموية الصغيرة في اذن الارانب، وذلك كله بواسطة المجهر والعدسات المكبرة للرؤية.
وكان من المعروف عن انطوني انه يعتز جدا بلغته الأم، حيث كتب جميع علمه بالهولندية، ولم يكن يحب ان يساعده احد في عمله، حيث كانت لديه مشكلة في الثقة بالاخرين.
سبق وان ذكرنا ان انطوني قد تقلد منصب مدير جمعية المحافظين في مسقط رأسه، لمدة 10 عام، ولكن لم تكن تلك هي نهاية المناصب التي شغلها، حيث عرف عنه المثابرة والعمل الدؤؤب، وقام بمراسلة الجمعية العلمية التي تعمل في نفس مجاله في باريس، وبالرغم من تحدثه الهولندية فقط، الا انه قد شغل منصب فيها واصبح عضوا مهما بعد ذلك.
اصاب انطوني مرض خطير في الجهاز الهضمي، وبخاصة في الحجاب الحاجز، وجزء كبير من خطورته كان يكمن في عدم المعرفة به من الأساس، فلم يكن مكتشف بعد، وبعد وفاته سمى ذلك المرض بإسمه،توفي انطون عن عمر ناهز التسعون عاما، ودفن في مدينته الأصلية، وقيل انه ظل يعمل حتى قبل وفاته بعدد من الساعات فقط.
كان موقع «جوجل»، قد احتفل في اكتوبر الماضي، تحديدا يوم 24 بميلاد العالم انطوني فان ليفينهونك، حيث مر على ميلاده ما يقرب مما يزيد على 350 عام.