فقر الدورة الشهرية هو مشكلة عالمية تضر بصحة النساء فهو يُشير إلى افتقاد القدرة على الحصول على منتجات الرعاية الصحية خلال فترة الحيض نتيجة للفقر مما يؤدي لرفع معدلات الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، وهذه المشكلة لا تؤثر على الدول النامية فحسب، وإنما تعاني منها أغلب الدول بمعدلات متباينة وعلى الرغم من نجاح الجهود في تقليل معدلاتها بشكل كبير في العديد من الدول إلا أن المشكلة زادت بعد جائحة فيروس كورونا نظرًا لتسببها في رفع معدلات الفقر خاصةً في الدول النامية، ولأن الصحة من أكبر النعم وأهم الأولويات على المستوى الفردي والمجتمعي، فإن مكافحة فقر الحيض من الأمور الذي يجب فعل كل ما يلزم للقضاء عليها ولإيمان موقع الموسوعة فقد أعد المقال الحالي للقيام بدوره قي ذلك عبر تنمية الوعي عن هذه المشكلة الخطيرة وطرق مكافحتها.
أسباب فقر الدورة الشهرية
تفاقم معدلات البطالة.
قلة الدخل المادي للدرجة التي تمنع من الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء ورعاية صحية.
ارتفاع أسعار منتجات الرعاية الصحية سواءً بسبب المُصنعين أو فرض ضرائب كبيرة عليها.
انخفاض الوعي بالمخاطر الصحية لعدم استعمال منتجات العناية الصحية المناسبة خلال فترة الدورة الشهرية.
عدم معرفة البدائل الصحية الموفرة للفوط الصحية التي تُمثل أكثر أنواع المنتجات الصحية استعمالًا خلال فترة الدورة الشهرية.
عدم اهتمام المسؤولين عن إدارة مال الأسرة بتوفير منتجات الرعاية الصحية للنساء.
عدم توفر مرافق المياه بالمعدل اللازم لتوفير الرعاية المناسبة في فترة الدورة الشهرية.
صعوبة شراء منتجات العناية الصحية خلال فترة الدورة الشهرية.
أضرار فقر الدورة الشهرية
الأضرار الصحية
ارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من اضطرابات الجهازين التناسلي والبولي لدى الإناث نظرًا لارتفاع معدلات انتقال البكتيريا لعدم تنظيف المنطقة الحميمة بالطرق الصحية.
زيادة احتمالات الإصابة بفقر الدم، فالكثير من الإناث المُعرضات لمشكلة فقر الحيض يعملن جاهدات على تقليل معدل إفراز الدم بتقليل معدل تناول الأطعمة والمشروبات خلال فترة الحيض لأقصى درجة ممكنة.
تزايد مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية نتيجة للشعور بالقلق الشديد من الحركة وأداء المهام اليومية المعتادة؛ بالإضافة إلى الإحساس بالعجز عن إشباع الاحتياجات الأساسية.
الأضرار الاقتصادية
زيادة معدلات التغيب عن العمل؛ وذلك لأن فقر الحيض يتسبب في الغياب عن العمل خلال الدورة الشهرية، ويزيد معدلات الغياب لدى الإناث على المدى البعيد نتيجة لتأثيره على الصحة الجسدية.
ضعف معدل الإنتاج، فالإناث يُشكلن عدد كبير من القوة العاملة.
ارتفاع معدل الحاجة للإنفاق على الرعاية الصحية لعلاج الأضرار الجسدية والنفسية الناجمة عن التعرض لفقر الدورة الشهرية لفترة طويلة.
الأضرار التعليمية
زيادة معدل التسرب من التعليم، فمن الصعب على الطالبات التي تعانين فقر الحيض الحضور للمدرسة خلال أيام الحيض.
رفع معدل الهدر التعليمي ففقر الدورة الشهرية يؤثر على العديد من العوامل المُسببة لذلك لدى الإناث.
تثبيط جودة التعليم فالكثير من العاملات في القطاع التعليمي من الإناث الذين يصعب عليهن أيضًا أداء المهام المعتادة عند المعاناة من فقر الحيض.
إحصائيات عن فقر الحيض
88% من النساء في الهند يعانين من فقر الحيض، ويتسبب ذلك في رفع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم.
تعاني ملايين الإناث في أمريكا من فقر الحيض ويتضمن ذلك آلاف الطالبات، فوفقًا لأحدث الدراسات 1/5 الطالبات الأمريكيات من فقر الحيض.
1/4 الطالبات الأمريكيات يتغيبن عن الدراسة نتيجة للمعاناة من فقر الحيض.
يتسبب فقر الحيض في رواندا في غياب الكثير من الإناث عن العمل والدراسة لمدة 50 يوم سنويًا.
فقر الحيض يُمثل أول أسباب تغيب الإناث عن الدراسة على المستوى العالمي.
1/5 المراهقات غير قادرين على الحصول على منتجات العناية الصحية خلال الدورة الشهرية.
تفاقمت معدلات مواجه فقر الحيض نتيجة لتدني الأوضاع الاقتصادية بعد أزمة فيروس كورونا.
1/10 الطالبات في الدول الإفريقية يتغيبن عن الدراسة بسبب فقر الحيض.
1/2 الطالبات في كينيا يواجهن فقر الحيض.
1/4 الطالبات في غينيا في المرحلة العمرية الممتدة بين 12 و 18 سنة يعانين من فقر الحيض.
طرق مكافحة فقر الدورة الشهرية
تقليل أسعار منتجات الصحية خلال الدورة الشهرية
وتوجد عدة طرق لفعل ذلك وعلى قائمتها ما يلي:
تصنيع منتجات عناية صحية عالية الجودة محليًا، فذلك يُقلل من رسوم استيراد المنتجات.
تقليل الضرائب المفروضة على مصانع إنتاج منتجات العناية الصحية الخاصة بالدورة الشهرية.
تقليل ضرائب شراء منتجات العناية الشخصية خلال الدورية الشهرية.
نشر وعي الأسر بأهمية الحصول على منتجات العناية الصحية
ويعتمد ذلك على النقاط اللاحقة:
توضيح الأضرار الصحية والنفسية الجمة لعدم استخدام المنتجات الملائمة للعناية الصحية خلال الدورة الشهرية.
نشر الوعي بالبدائل الصحية الأقل تكلفة لمنتجات العناية الصحية في فترة الدورة الشهرية والتي من أبرز أمثلته كأس الحيض الذين يُمكن استعماله لمدة تصل إلى 10 سنوات.
توعية الفتيات والمسؤولين عن توفير الدخل المادي للأسر عن الأضرار الاقتصادية لفقر الدورة الشهرية.
توفير منتجات العناية الصحية في المدارس والمؤسسات
وذلك لإعطائها للنساء غير القادرات ماديًا على توفير هذا النوع من المنتجات بالقدر الكافٍ سواءً لقلة الدخل المادي لأسرهن، أو لعدم اهتمام المسؤولين عن الدخل المادي في أسرهن بمنحهن المقابل المادي اللازم لشراء المنتجات الأساسية للعناية الصحية خلال الدورة الشهرية.
مساعدة النساء على الحصول على دخل خاص
وذلك لأن النساء هم أكثر من يُدرك مدى المعاناة من فقر الحيض، ولهذا السبب ففي أغلب الحالات تتمثل الصعوبة بالنسبة لهن في الحصول على المال الكافٍ لذلك سواءً لمعاناة اسرهن من الفقر المدقع أو لضعف الدخل المادي للأسر وعدم جعل منتجات العناية الصحية ضمن الأولويات.
ولهذا السبب فإن مساعدة النساء على الحصول على دخل خاص مهما كان المعدل بسيط فإن يساعد بشكل كبير قي مضاعف قدرتهن على الحصول على منتجات العناية الصحية أثناء الدورة الشهرية، وهنا يجدر الإشارة إلى ضرورة عدم تعارض تشجيع الطالبات ومساعدتهن على الحصول على دخل خاص على التأثير على التعليم.
تشجيع الاهتمام بتوفير منتجات العناية الصحية
ويتطلب ذلك تكاتف المؤسسات الحكومية والخاصة لاسيما من الشركات المُنتجة للمنتجات النسائية بصفة عامة، ويُترجم هذا الاهتمام في عدة أمور من أبرزها:
التشجيع على التبرع بمنتجات العناية الشخصية خلال الحيض.
بذل جهد في التوعية بالبدائل الصحية تنافسية السعر مقارنةً بالفوط الصحية المُعدة للاستخدام مرة واحدة.
تحفيز النساء القادرات ماديًا على المساهمة الفعالة في توفير منتجات العناية الصحية للنساء اللاتي يواجهن فقر الدورة الشهرية.
لاحظ أن مكافحة فقر الحيض لا يقع على كاهل الإناث فقط؛ فيمكنك المساهمة في ذلك بالحرص على توفير منتجات العناية الصحية خلال الدورة الشهرية للنساء اللاتي تتحمل مسؤولية الإنفاق عليهن من إخواتك وبناتك؛ بالإضافة إلى تشجعيهن فدر الإمكان مساعدة من يعرفوهن من الإناث اللاتي يواجهن مشكلة فقر الحيض بالتبرع لهم بالمنتجات اللازمة أو بالتبرع بتسديد الرسوم، أو على أقل تقدير من خلال دعم قدرتهن على الحصول على دخل مادي يُمكنهن من توفير هذا النوع من المنتجات بالقدر المناسب.