يجب أن تعلمي سيدتي أن جسمك قد مر بالكثير من التغيرات الهرمونية خلال فترتي الحمل والولادة القيصرية، وأن الجسم بحاجة إلى فترة من الراحة والنقاهة، حتى يستعيد عافيته مرة ثانية، لذلك ينصح دائمًا الأطباء بترك فرصة كافية بين الحمل والحمل الثاني، حتى نتجنب فرص المعاناة من المضاعفات مثل الولادة المبكرة أو ولادة أطفال بوزن قليل أو متاعب عديدة للجسم وفرص للإجهاض وفتح الجرح مرة ثانية.
الفترة الزمنية قبل الحمل بعد الولادة القيصرية
ينصح الأطباء بالانتظار فترة تتراوح بين 18 و 24 شهراً على الأقل بعد الخضوع إلى عملية الولادة القيصرية، وذلك قبل الحمل مرة ثانية وهي أقل مدة يحدث خلالها التعافي التام والشفاء من الولادة القيصرية وذلك للأسباب الآتية:
العملية القيصرية هي عملية جراحية كبيرة في البطن ويستغرق الشفاء منها فترة كبيرة تختلف بين سيدة وأخرى.
الانتظار فترة كافية قبل حدوث الحمل هو أمر هام حتى نتجنب حدوث أي مضاعفات للسيدة أو للجنين.
يفقد الجسم أثناء الولادة العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات الهامة التي يحتاج الجسم فترة من أجل استعادتها.
التعرض لبعض المخاطر الكبيرة في حالة الحمل بعد العملية القيصرية.
قد يكون من الصعب للغاية قيام السيدة بالاعتناء بطفلين مرة واحدة في هذا العمر مما يجعلها تقصر في حق نفسها وحق الجنين.
تجربتي مع الحمل بعد الولادة القيصرية
سوف نتحدث سويًا عن بعض تجارب السيدات في الحمل بعد الولادة القيصرية وذلك كالآتي:
تقول إحدى السيدات أنها خاضت تجربة الحمل بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من الولادة القيصرية، وقد أخبرني طبيبي بأنني عرضة لحدوث العديد من المضاعفات خاصة مع وجود الجرح، وقد خضت تجربة حمل صعبة للغاية، وخضعت إلى عناية ومتابعة مستمرة من قبل الطبيب، حتى تمت الولادة بسلام.
تقول ثانية أنها قد حملت بعد ثمانية أشهر بعد الولادة القيصرية، وقد كانت تجربة صعبة نتيجة الشعور بالألم شديد في الجرح لا سيما عند التقدم في الحمل، بالإضافة إلى إصابتي بنقص في الفيتامينات والمعادن والإصابة بالأنيميا ونزيف بعد الولادة، فقد كان جسدي يحتاج فترة أطول حتى يستطيع مواجهة الحمل الجديد.
أما هذه السيدة تقول أنها حملت بعد 16 شهراً من الولادة القيصرية، وقد كانت مدة كافية من أجل استعادة عافيتي والوقاية من حدوث أي مضاعفات أثناء الحمل الولادة.
ما هي مخاطر الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة
الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة ينتج عنه العديد من المخاطر الصحية ومن بينها ما يلي:
التصاق المشيمة بالرحم: في هذه الحالة تلتصق المشيمة بجدار الرحم السفلي مما يؤدي إلى المعاناة الشديدة من النزيف سواء وقت الولادة أو بعدها.
انفصال المشيمة: في هذه الحالة يحدث انفصال كلي المشيمة عن الرحم الأمر الذي ينتج عنه نزيف شديد يشكل خطر على حياة الأم والجنين.
تمزق الرحم: تزيد فرص الإصابة بتمزق الرحم في حالة الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة.
الولادة المبكرة: إذا حدث الحمل بعد أقل من ستة أشهر من الولادة قد تعانين من مخاطر التعرض للولادة المبكرة عادة قبل الوصول إلى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل.
انخفاض وزن الجنين: يعد هذا العرض من الأعراض الشائعة ومن أكثر المخاطر التي قد تتعرض لها السيدة الحامل في حالة الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة، وعادة ما يكون وزن الطفل عند الولادة أقل من 2.5 كيلو جرام.
صعوبة الحمل بعد الولادة القيصرية
بعد الولادة القيصرية قد تتعرض السيدة إلى بعض المضاعفات الصحية والتي تؤثر على حدوث الحمل بصورة سريعة مرة ثانية ومن بين هذه المضاعفات ما يلي:
قد تؤدي إلى حدوث جروح وندوب والتصاقات والتهابات في البطن؛ مما يصعب من حدوث الحمل مرة ثانية.
قد تنمو أنسجة جرح العملية القيصرية بصورة خاطئة؛ مما يؤدي إلى حدوث نمو غير طبيعي لبطانة الرحم الأمر الذي يسبب الشعور بألم شديد وتأخر في حدوث الحمل.
في بعض الحالات النادرة قد تصاب السيدة بانسداد أو قطع في قناة فالوب وهي القناة المسؤولة عن توصيل البويضات للرحم بسبب العملية القيصرية مما يجعل فرصة حدوث الحمل الطبيعي صعبة للغاية.
حدوث اضطرابات في التبويض وعدم انتظام في الدورة الشهرية.
طرق زيادة فرص الحمل بعد الولادة القيصرية
يجب العلم أن الولادة القيصرية لا تؤثر على مستويات الخصوبة ويمكن للسيدة الحمل بصورة سريعة دون أي مشكلات إذا لم تكن تعاني من مشكلات تعيقها عن الإنجاب، لكن ينصح دائمًا الأطباء بعدم الحمل قبل عامان على الأقل ومن بين الوسائل التي تساعد على حدوث الحمل بصورة طبيعية ما يلي:
اعرفي وقت الإباضة يحتاج الجسم عادة إلى فترة من أجل العودة إلى انتظام الدورة الشهرية، واستعادة التوازن الهرموني مرة ثانية، لذلك احرصي على معرفة وقت التبويض فهو الوقت المثالي من أجل العلاقة الحميمية.
احرصي على اتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على جميع العناصر الهامة التي يحتاج إليها الجسم، ومارسي الرياضة بصورة منتظمة وابتعدي عن القلق والتوتر الزائد.
لا تهملي تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بعد الولادة، فهي تساعدك في استعادة نشاطك وصحتك بصورة سريعة بعد الولادة، لكن استشيري الطبيب حتى يصف لك المكملات الغذائية المناسبة لك.
استمتعي بحياتك بممارسة العلاقة مع الزوج والاستمتاع بقدوم الطفل قبل التفكير في الإنجاب مرة ثانية.
هل يؤثر الحمل على جرح العملية القيصرية؟
عند حدوث الحمل بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على الولادة القيصرية قد تعاني السيدة كثيرًا وتزيد فرص التأثير على الجرح، نتيجة حدوث تمدد في عضلات البطن الناتج عن الحمل، لذلك تحتاج السيدات إلى فترة أطول من ذلك حتى تستطيع استعادة عافيتها دون تأثير على جرح عملية الولادة القيصرية.
ما هو أفضل وقت للحمل بعد العملية القيصرية الأولى؟
يوصي أطباء النساء عادة بالانتظار لمدة تصل إلى سنة ونصف إلى سنتين حتى يحدث الحمل مرة ثانية وقد تزداد الفترة على حسب العديد من العوامل التي يشاهدها الطبيب المختص، لكن في بعض الأوقات لاسيما إذا كانت السيدة متقدمة في السن يمكن الحمل بعد مرور عام على الولادة لكن بعد استشارة الطبيب.
