قبل التعرف على تأثير الجنس على الحمل لا بد من التطرق إلى تأثير الحمل على الجنس أولًا، والحمل هو أحد العوامل التي تؤثر على الجنس، حيث أن عدد مرات الجنس تقل في الشهور الأولى للمرأة الحامل، بالإضافة إلى أن المرأة الحامل قد تكون متعبة ومنهكة من شدة الإعياء بسبب الحمل، مما يعمل على تثبيط الرغبة الجنسية عندها، وتقل عدد مرات الجماع، وأما عن التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على المرأة الحامل مثل كبر ثدييها وتضخم المهبل وزيادة إفرازته، كل هذه الأمور مثيرة لشهوة زوجها مما يجعله يعمل على مداعبتها لتتم العلاقة الحميمية أو الجنس، وبسبب كثرة الإفرازات التي يفرزها المهبل ستشعر المرأة بالأور غازم، وهو وصول المرأة إلى أقصى شهوة جنسية ممكنة مسببة ما يسمى بالرعشة الجنسية.
يجب الحذر أثناء العلاقة الحميمية في الشهور الأولى، وذلك بسبب كثرة وجود الأوعية الدموية والتي توجد على عنق الرحم، والناتجة عن الحمل، والتي قد تسبب نزول قطرات الدم أو نزيف بسيط لدى بعض السيدات بسبب إحتكاك قضيب الرجل بهذه الأوعية، وعند نزول أي إفرازات دموية لا بد من الرجوع إلى الطبيب المعالج، وفي بعض الأحيان قد يؤدي الجنس إلى ظهور إلتهابات وفطريات بالمهبل بسبب الحمل، وهذا لا مشكلة فيه على الجنين، أما إذا كانت المرأة الحامل تعاني من شدة الألم فعليها الرجوع إلى الطبيب لكي يصف لها الدواء المناسب ويتم التخلص من هذه الآلام.
وبوجه عام ليس هناك أي خطر على صحة المرأة الحامل أو جنينها من ممارسة الجنس في الشهور الأولى، ولكن ينصح بتقليل عدد مرات الجماع، ولكن هناك حالات استثنائية لا يتم فيها الجماع إلا بإذن من الطبيب في هذه الشهور وهي أن تعاني المرأة الحامل من قصور في عنق الرحم أو المشيمة المنزاحة.
يذكر الطبيب أحمد الناحي أستاذ النساء والتوليد بكلية طب جامعة الأزهر بأنه يجب الحذر الشديد خلال الثلث الأول من الحمل، فيجب الابتعاد عن أي مجهود شاق، والسبب يرجع في ذلك إلى أن تلك الفترة هي التي يبدأ الجنين فيها بالنمو والتكون، الأمر الذي يوجب على المرأة الحامل أن تلتزم الفراش قدر المستطاع.
الأمر الذي يجعل الأفضلية هي الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمية خلال الأشهر الثالث الأولى من الحمل، وذلك إلى أن يسمح الطبيب المختص بالشروع في ذلك.
بعد المرور من مرحلة الخطر، وهي الأشهر الثلاث الأولى للحمل، فيمكن ممارسة العلاقة زوجية بشكل طبيعي، ولكن مع الالتزام ببعض المحاذير، والتي لا يمكن إهمالها، والتي من بينها ما يلي:
توجد الكثير من العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على معدل الرغبة لدى الحامل في ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل، والتي من بنيها ما يلي:
إن السائل المنوي أو قضيب الرجل لا يؤثر على الجنين في فترة الحمل بأكملها منذ بداية الحمل وحتى الشهور الأخيرة، وذلك حيث أن الجنين يوجد محفوظًا بأمان بين عضلات الرحم القوية، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل المرأة تفرز مادة مخاطية أثناء العلاقة الجنسية في فترة الحمل وذلك لتقوم بسد قناة الرحم، منعًا لمرور أي شئ سيؤذي الجنين.هل من المقبول ممارسة الجنس أثناء الحمل؟
والجماع بصفة عامة يحدث في المهبل وليس الرحم، والزوج لن يستطيع الوصول للرحم بأي حال من الأحوال وطالما السائل المنوي لا يستطيع الوصول إلى الرحم فليس هناك أي ضرر على صحة الجنين، وأن الأثر الجانبي الوحيد الذي قد يتم لنسبة قليلة جدًا من السيدات الحوامل، هو حدوث انقباضات خفيفة، بسبب وصول ماء المني للرحم والتي قد تعجل الولادة وهنا يستدعى الطبيب المعالج ويعالج هذا الموضوع بآمان وليس منه أي قلق أو خوف، وللإطمئنان أكثر في هذه الحالات القليلة. يفضل أن يولج الرجل ويقوم بإنزال منيه خارج المهبل.
تعتبر أكثر ما ينصح به من قبل أطباء الولادة هو العلاقة الزوجية أثناء الحمل، لأنها تعتبر مسهل طبيعي من مسهلات الحمل، حيث أن كثرة العلاقة الزوجية في هذه الفترة تعمل على توسعة عنق الرحم التي تسهل عملية الولادة، فإن العلاقة الزوجية في هذا الشهر مفيدة جدًا، حيث أن المداعبات الزوجية تزيد من إفرازات الرحم التي تسهل عليها عملية الولادة خاصًة إذا كانت حامل للمرة الأولى.
خلال تطور الجنين يكون محمياً داخل السائل الأمينوسي في رحم الأم، إلى جانب عضلة الرحم القوية نفسها، ولن تؤثر العلاقة الزوجية على الطفل طالما لا تعاني الأم من مضاعفات مثل الولادة المبكرة، أو مشاكل في المشيمة أو مخاط الرحم، ولكن سيؤثر الحمل بمراحله المختلفة في إحداث بعض التغيرات في مستوى الراحة والرغبة لدى الأم، ولكن يفضل تجنب ذلك خلال الأشهر الثلاث الأولى للحمل.
تحدث غالبية حالات الإجهاض بسبب عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، وممارسة العلاقة الزوجية لا يؤثر بأي حال من الأحوال في حدوث إجهاض، ولكن قد تكون تلك العملية مؤثرة على الجنين خلال الأشهر الثلاث الأولى للحمل، فيفضل تجنبها في تلك الفترة.
المراجع: