للتفكير الإيجابي دور غاية في الأهمية، كونه يرجع بتأثير مفيد على الصحة العامة سواء كانت النفسية أو الجسدية، فالأشخاص الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للحياة يستطيعون التعامل بشكل أفضل مع التوتر، وهم يتمتعون بمناعة أفضل، الأمر الذي يقلل من مدى تعرضهم للأمراض بشكل كبير، ذلك إلى جانب أنهم يصيرون أقل عرضة للوفاة في سن مبكر، ولعل من أكثر فوائد التفكير الإيجابي انتشاراً كل مما يلي.
اكتشف الباحثون أن الدماغ البشري قد يكون له تأثير قوي على الجسم بشكل عام، وعلى وجه الخصوص الجهاز المناعي، بحيث تزيد كفاءة الجهاز المناعي بكل ما يحتويه من عناصر مختلفة بالتفكير الإيجابي، وقد أظهرت الدراسات العلمية، أن التفكير السلبي ينتج عنه تنشيط في مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف السلبية، الأمر الذي ينتج عنه ضعف في الاستجابة المناعية حتى لأنواع لقاحات مؤكدة التأثير والتفاعل مثل لقاح الأنفلونزا.
يعمل التفكير الإيجابي على زيادة من الثقة بالنفس، الأمر الذي يوضح أن الشخص صاحب التفكير الإيجابي ينجذب الناس إليه بشكل كبير، ويصبح محبوباً أكثر مقارنة بالآخرين.
يرجع تأثير التفكير الإيجابي حتى على الأداء المهني والوظيفي، بحيث يعمل التفكير الإيجابي على تسهيل عمليات التفكير والتخطيط للوصول لأداء الوظائف والواجبات المطلوبة، كما والعمل على تجاوز أي مشكلات طارئة تظهر خلال القيام بالعمل.
تعتبر واحدة من أهم مزايا التفكير الإيجابي الرئيسية، والتي تؤثر على المزاج العام، والتفكير والعادات والقرارات والأفعال لدى الشخص، وقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية مدى التأثير السلبي الناتج عن قيام الأشخاص بالتفكير بشكل سلبي، والذي ينتج عنه ظهور الانحرافات في المشاعر السلبية، وظهورها بشكل أقوى من المعتاد، واستمرارها لأوقات أكبر، وعلى رأس تلك المشاعر الخوف والقلق وحتى الاكتئاب.
يستطيع الأشخاص أصحاب التفكير الإيجابي أن يكونوا أكثر مرونة وقدرة أكبر على مواجهة الأزمات بمختلف أنواعها، أو حتى الصدمات العاطفية أو النفسية بشكل قوي، وبعزيمة شديدة، وذلك عوضاً عن الانهيار الذي يتعرض له أصحاب التفكير السلبي، كما لذوي التفكير الإيجابي القدرة الكبيرة على الاستمرار والتغلب في النهاية على ما يواجهونه من شدائد وأزمات.
يستطيع الأشخاص الذين يستطيعون التفكير بشكل إيجابي تجاوز المواقف المزعجة والعصيبة، بحيث يصبحون قادرين على التعامل بفاعلية والمواجهة، كونهم يستطيعون وضع الخطط التي تساعدهم على الخروج بأنفسهم من المواقف العصيبة، بل والمشاكل، كما أنهم يعملون على استشارة الغير، ويستطيعون البحث عن العديد من الحلول، الأمر الذي يبقيهم بعيداً عن الشعور بحدة التوتر مثل غيرهم من أصحاب النظرة التشاؤمية، أصحاب التفكير السلبي.
إلى جانب كل ما سبق فما زال للتفكير الإيجابي الكثير من الفوائد الصحية التي يوفرها للجسم، والتي من بينها كل مما يلي.
تعتبر أولى الخطوات تجاه التفكير بإيجابية تكمن في التخلي عن أي أفكار سلبية، وبعد ذلك يمكنك استغلال العديد من الطرق التي ستساعدك على التفكير بإيجابية، والتي من بينها ما يلي.
في بعض الأوقات ستجد أن الحياة قد صارت أصعب قليلاً، الأمر الذي يجعل من الأخبار القاسية أو حتى الشعور بالخسارة قد تجعل من التفكير بإيجابية أمراً صعباً، وفي مثل تلك الحالات يوصي العلماء بأن يتم استخدام ما تم وصفه “تغييرات المزاج”
عرضت المعالجة النفسية الأمريكية “تيري كول إن” أن العنصر الأساسي الذي يعمل على تحريك المشاعر السلبية بلا جدال هو الخوف، فأغلب الذين يعانون من الشعور بالخوف بشكل دائم تقريباً سواء من المستقبل أو مما قد يحدث، أو مما قد لا يحدث هم أكثر نظرة تشاؤمية عن غيرهم.
لمعرفة المزيد عن طرق التخلص من الخوف يمكنك قراءة: كيف ارتاح من الخوف
توجد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تعمل على علاج التفكير السلبي بشكل عام، وتجعلك تتعامل مع مختلف المواقف التي تتعرض بشكل إيجابي، وذلك كون المسلم بشكل عام أمره كله يرجع له بالخير، سواء كان هذا الأمر خير أم شر، وهذا ليس كلامي، بل كلام رسول الله- صلى الله عليه وسلم،
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ.)
رواه مسلم
إذن فكل ما يمر به المسلم من أمور يعود عليه بالخير، بل واجعلني أزيدك من الشعر بيت، حتى في حالة ضياع فرصة أو شيء ما عليه، فيجب عليه التفكير بإيجابية، وذلك كان في قوله- تبارك وتعالى-: (عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ) (سورة القلم الآية: 32)