اضطراب الشخصية المرتابة أو الظنونية ينتمي للمجموعة A من الاضطرابات الشخصية الموضحة في الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية؛ والتي تتسم بالاختلال السلوكي الناجم عن الأفكار غير الواقعية مما يتتسبب في الإخلال بقدرة المصاب على القيام بالكثير من المهام اليومية البسيطة خاصةً التي تحتاج للتواصل مع الآخرين، ولذلك فالضرر الأكبر يتضح في القدرة على تكوين علاقات سوية، مما يجعل المصاب بالاضطراب يتجنب المشاركة في التفاعلات الاجتماعية سواءً لعدم الرغبة أو بسبب الخوف والقلق؛ وترتفع معدلات الإصاب باضطراب الشخصية المرتابة بين الذكور أكثر من الإناث، ومن خلال الفقرات التالية من موقع الموسوعة ستتعرف على أهم الحقائق عن أعراض هذا المرض، وتأثيره على حياة المصاب، وكيفية التشخيص والعلاج أيضًا.
أعراض اضطراب الشخصية المرتابة
الحذر الدائم نظرًا للخوف من المكائد التي يظن أن الآخرين يدبرونها.
عدم الثقة في إخلاص الآخرين.
الاعتقاد بأن الآخرين مستغلين أو مخادعين.
الإفراط في عدم الإفصاح عن المعلومات الشخصية خوفً من استغلال الآخرين لها.
عدم التسامح في معظم الأمور.
الحساسية الفائقة تجاه النقد.
تفسير الكلام المبهم والنظرات غير المفهومة كدليل لإدانة الآخرين.
رد الفعل الغاضب بشدة في كثير من الأوقات.
سهولة الاستثارة.
الشك المتكرر بدون أسباب في إخلاص رفيق الحياة.
الغيرة المبالغ فيها.
الرغبة المفرطة في السيطرة على العلاقات المقربة.
الاعتقاد بالقيام بالصواب دائمًا.
الجدال بدرجة مبالغ فيها.
ضعف القدرة على الاسترخاء.
افتقار القدرة على تكوين علاقات قوية.
سبب الإصابة باضطراب الشخصية المرتابة
تحدث الإصابة نتيجة لتفاعل عوامل عدة من أبرزها ما يلي:
الخبرات الحياتية: التعرض لصدمات حياية قوية كالتنمر والعنف الأسري الحاد؛ أو الشعور الحاد بالعزلة والضغط النفسي الشديد في مواقف اجتماعية متعددة؛ فكل ذلك يتسبب في تفاقم مشاعر سلبية تجاه الذات وتكون اعتقادات غير واقعية عن مدى استحقاق الآخرين للثقة.
العوامل البيئية: من أبرزها العزلة لفترة طويلة، والإقامة في منطقة غير آمنة لفترة طويلة كمناطق الحروب والمناطق التي ترتفع فيها معدلات الجرائم.
الاضطرابات النفسية: فالإصابة بالاضطرابات النفسية القوية كالاكتئاب ترفع مخاطر الإصابة بعدد من أنواع اضطرابات الشخصية من بينها الشخصية المرتابة.
الاضطرابات الجسدية: ففي بعض الحالات تكون الإصابة أحد الأعراض المترافقة مع الإصابة بأحد الاضطرابات كفقدان السمع، والزهايمر، والخرف، ومرض باركنسون، والسكتات الدماغية.
اضطرابات النوم المزمنة: من أمثلتها الأراق المزمن، وتتسبب هذه الاضطرابات على المدى البعيد في العديد من العواقف الوخيمة على الصحة الجسدية والنفسية، من بينما احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية المرتابة.
تعاطي المخدرات: من أكثر أنواع المخدرات تسببًا في ذلك الكوكايين والحشيش، وبالإضافة إلى ذلك فإن بعض أنواع المنشطات التي يلجأ لها يعض الرياضيين قد تُحفز الإصابة باضطراب الشخصية المرتابة.
العوامل الجينية: فاحتمالية الإصابة بهذا الاضطراب تزيد لدى العائلات التي لديها إصابة مُسبقة بذلك.
تشخيص اضطراب الشخصية المرتابة
يعتمد التشخيص على أمرين وهما: الفحص الجسدي، والتشخيص النفسي لمعرفة نوع اضطراب الشخصية بالتحديد وفق الدليل الإحصائي للاضطرابات النفسية؛ وخلال التشخيص النفسي يطرح الطبيب الأسئلة التالية:
ما هي الأعراض السلوكية والنفسية المزعجة؟
كيفية وصف الذات؟
كيفية تفسير جودة العلاقات مع الآخرين؟
مدى ملائمة الاستجابات السلوكية للأحداث اليومية؟
ما درجة تأثير الأعراض على القدرة على مزاولة المهام اليومية؟
مدى القدرة على التحكم في الانفعالات والسلوكيات غير الملائمة؟
ما الأحداث الحياتية السلبية القوية التي تم تعرض لها وكيف تم التعامل معها؟
نوعية العقاقير القوية التي التي يتم التداوي بها في الفترة الحالية أو تم التداوي بها مُسبقًا؟
ومن الأسئلة التي من المقترح طرحها على الطبيب ما يلي:
ما الاختيارات العلاجية المتاحة؟ وما الأنسب من بينهم، ولماذا؟
هل التعافي ممكن؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فكم الفترة التقريبية التي يتطلبها ذلك؟
هل للأدوية النفسية أعراض جانبية؟ وما مدى شيوع هذه الأعراض؟
كيف يُمكن تقليل الأعراض المرضية المزعجة سريعًا؟
هل يوجد نظام غذائي يُساعد اتباعه في مكافحة الاضطراب؟
تأثير الإصابة باضطراب الشخصية
تؤثر الإصابة بهذا الاضطراب على حياة المصاب بدرجات متباينة، ومن أبرز التأثيرات السلبية الشائعة ما يلي:
تجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.
تجنب التعامل مع أشخاص محددين أو التواجد في أماكن معينة دون أي أسباب منطقية.
الإسراف في اتباع سبل الحماية الشخصية من الآخرين.
الإقدام على إيذاء الآخرين، في حالة الوصول إلى درجة حادة من الاعتقاد أنم يسببون خطر على حياة المصاب.
تجنب الآخرين للتعامل مع المصاب في حالة الإسراف في ردود العنيفة المبالغ فيها.
سيطرة الشعور بالخوف والقلق للدرجة التي تعوق عن القيام بأبسط المهام اليومية.
علاج اضطراب الشخصية المرتابة
يعتمد العلاج بشكل أساسي على شدة الإصابة ومدى تأثيرها على حياة المصاب والأشخاص الذين يتعاملون معه دوريًا، ولكن الأمر المشترك أن جميع الحالات المصابة بهذا الاضطراب تحتاج إلى تلقي العلاج النفسي للتعافي أو تثبيط شدة الأعراض الأكثر إزعاجًا لأقصى درجة ممكنة.
وتتمثل أكثر أنواع العلاج النفسي التي أثبت فعاليتها مع المصابين بهذه الاضطراب فيما يلي:
العلاج المعرفي السلوكي (cognitive behavioural therapy (CBT
يساعد المريض في إدراك الخلل في أفكاره، ومعتقداته، وسلوكياته.
يُعلم المريض كيفية إحداث تغييرات سلوكية بالاعتماد على تغيير الأفكار الخاطئة المُتسببة في الإقدام على السلوكيات المرضية.
يُساهم في السيطرة على أبرز الأعراض النفسية كالقلق، والضغط النفسي، كما يساعد في تعزيز مستوى الثقة بالنفس.
العلاج بالفن
يعتمد على نوع أو أكثر من الفنون في تحقيق الأهداف العلاجية المتمثلة وعلى قائمتها خفيف شدة الأفكار غير السوية المحفزة للسلوكيات المرضية.
يُمكن اتباعه بالتزامن مع العلاج المعرفي السلوكي أو من أنواع العلاجات النفسية الأخرى المعتمدة على الكلام.
بالإضافة إلى ذلك يلجأ الطبيب النفسي إلى وصف نوع أو أكثر من العقاقير النفسية من بينها الأدوية المضادة للذهان، وأدوية مكافحة الاكتئاب، والأدوية المساعدة على الاسترخاء.
الدعم الذاتي لاضطراب الشخصية المرتابة
اللجوء لطبيب نفسي مختص في أقرب وقت ممكن سواءً بشكل مباشر أو عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة في تقديم خدمات العلاج النفسي إلكترونيًا.
تدوين الأفكار المزعجة دوريًا مع تسجيل المشاعر المرتبطة بكل منها.
تسجيل قائمة بالأحداث الحياتية شديدة التأثير مع كتابة كافة الأفكار والمشاعر المرتبطة بها سواءُ عند حدوثها أو عند تذكرها.
الحرص على النوم مدة كافية للشعور بالنشاط في الصباح.
تحديد أهداف مثيرة للاهتمام.
تدوين قائمة يومية بالمهام التي ينبغي القيام بها في سبيل تحقيق الأهداف، مع محاولة تجاهل الأفكار المزعجة بالتركيز على أداء هذه المهام.
تسجيل قائمة بالعوامل المحفزة للسلوكيات المزعجة واستشارة الطبيب النفسي في أفضل الطرق للتعامل معها.
محاولة التحدث مع أحد الأشخاص المقربين عن المشاعر والأفكار المزعجة وغير المزعجة.