لقد أثبتت الدراسات أن نصف البشر بصورة تقريبية مصابون بمرض السرطان، وبوجه خاص من هم تجاوزت أعمارهم 55 عاما، كما نشرت جمعيات العناية بمرض السرطان الكتيب الذي يشمل العلامات الشائعة التي تؤكد على الإصابة بمرض السرطان اللعين، ولكن هناك الكثير يتساءلون عن متى تظهر أعراض السرطان؟.
والإجابة هي أن أعراض السرطان تظهر مع نموه وازدياد حجمه، وذلك لأن السرطان في بدايته يكون عبارة عن كتلة صغيرة من الخلايا لا تسبب أياً من الأعراض.
فعندما يكبر السرطان، فتتأثر النسج التي تجاوره، وهناك البعض من أنواع السرطان التي تفرز مواد معينة، أو تحفز بعض التفاعلات المناعية.
كما ينتج عنها العديد من الأعراض على الجسم، وفي بعض الأحيان يكون المؤشر الأول على الإصابة النتيجة المخبرية.
مثل الإصابة بفقر الدم الذي ينتج من سرطان القولون، من خلال اكتشاف الإنسان التغيرات الغير طبيعية التي تطرأ على جسده.
أو بعض التغيرات في جسمه التي ترجح الإصابة بأي من الأمراض الخطيرة وليست السرطان.
حيث إن السرطان يؤثر في الأنسجة القريبة من خلال النمو داخلها، أو الضغط عليها مما يسبب تهيجها أو الضغط عليها.
ومثال ذلك الإصابة بسرطان المثانة أو العقد السرطانية في البطن، التي تؤدي إلى الضغط على الحالب؛ مما يعمل على إعاقة تدفق البول.
كما أن سرطان الرئة يعيق تدفق الهواء في أحد أجزاء الرئة، مما يسبب الانخماص الرئوي وزيادة خطر العدوى الرئوية.
كما أن وجود السرطان في مساحة واسعة مثل الأمعاء الغليظة، لا يسبب أي من الأعراض إلى أن يصبح كبيرا جدا.
وعلى عكس ذلك يسبب نمو السرطان في المساحة المحدودة، مثل سرطان الأحبال الصوتية في ظهور بعض الأعراض مثل بحة الصوت
وقد أوضح ذلك يوهانس برونس رئيس جمعية السرطان الألمانية، حيث قال إن التغيرات الغير مألوفة التي تستمر لفترات طويلة في جسم الإنسان التي لا تحمل أسباباً واضحة، تعتبر علامة تحذيرية تستدعي مراجعة الطبيب.
نظرة عامة عن مرض السرطان
نوضح من خلال السطور التالية بعض المعلومات الهامة حول مرض السرطان، وذلك على النحو الآتي:
يعتبر مرض السرطان اللعين من ضمن فئة الأمراض، التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بصورة لا يمكن السيطرة عليها.
حيث يكون لها القدرة العالية على التسلسل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية، وفي الكثير من الأحيان يكون للسرطان القدرة الهائلة على الانتشار في كافة أنحاء الجسم.
كما يعتبر السرطان هو ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، ولكن تتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة من خلال التحسينات التي أوضحتها طرق الكشف على السرطان.
وكذلك علاجه والوقاية منه، كما ذكرت إحدى الدراسات البريطانية الحديثة، أنه يمكن معالجة السرطان في مراحله الأولى والقضاء عليه بنجاح.
أعراض السرطان بشكل عام
من الجدير بالذكر أن الأعراض والعلامات الناجمة عن الإصابة بالسرطان، تختلف بناء على الجزء المصاب من الجسم، حيث تضمن بعض العلامات والأعراض العامة التي ترتبط بمرض السرطان على العموم بالآتي:
التعرض للنزيف أو الكدمات بلا سبب معروف.
الحمى والتعرق الليلي بصورة مستمرة ولكن بلا سبب معروف.
الألم المستمر في المفاصل والعضلات.
الإصابة بعسر الهضم المستمر والشعور بالانزعاج بعد الأكل.
بحة في الصوت.
الصعوبة في البلع.
السعال المستمر أو الصعوبة في التنفس.
الإرهاق.
وجود كتلة سمكية أو منطقة سميكة يمكن الإحساس بها تحت الجلد.
التغيرات في وزن الجسم، ويشمل ذلك الزيادة أو فقدان الوزن غير المبرر.
التغيرات في عادات التبول والتبرز.
التغيرات في مظهر الجلد، ومثال ذلك اصفرار الجلد أو احمراره أو اسمرارة، أو الإصابة ببعض التقرحات التي لا تلتئم بسهولة.
أسباب الإصابة بالسرطان
يصاب الإنسان بالسرطان نتيجة لبعض التغيرات والطفرات الجينية في الحمض النووي بداخل الخلايا، فيتجمع الحامض النووي بداخل الخلايا في العديد من الجينات الفردية، حيث يحتوي كلا منها على عدد من التعليمات التي توجه وظائف الخلايا المحددة لتقوم بها، وكذلك كيفية نموها وانقسامها، ويتمثل دور الطفرات الجينية فيما يلي:
ماذا تفعل الطفرات الجينية
تتسبب الطفرة الجينية في توجيه أحد الخلايا السليمة إلى القيام بعدة عمليات تؤدي إلى الخلل، وهي كالآتي:
إعطاء الفرصة للنمو السريع، فتؤدي الطفرة الجينية إلى نمو الخلايا وانقسامها بصورة سريعة، مما ينتج عن ذلك العديد من الخلايا الجديدة التي تحتوي على ذات الطفرة.
الفشل في وقف النمو غير الطبيعي للخلايا، حيث إن الخلايا الطبيعية تعرف الوقت الذي تتوقف فيه عن النمو، وذلك ليحتوي جسم الإنسان على العدد السليم لكل عدد من أنواع الخلايا، ولكن تفقد الخلايا السرطانية أدوات السيطرة (الجينات الكابتة للورم) التي تحدد لها وقت التوقف عن النمو، كما تسمح الطفرة داخل الجين الكابت للورم بالاستمرار في النمو للخلايا السرطانية.
ارتكاب بعض الأخطاء عند إصلاح الحامض النووي، حيث تبحث جينات الحمض النووي عن الأخطاء التي توجد بالحمض النووي للخلية، وتعني الطفرة التي تحدث في جين محدد إصلاح الحمض النووي عدم تصحيح الأخطاء الأخرى، مما يسبب ذلك تسرطن الخلايا.
وتعتبر هذا الطفرات من مسببات السرطان الأكثر شيوعاً، ولكن هناك العديد من الطفرات الجينية الأخرى التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالسرطان.
ما هي أسباب الطفرات الجينية
تحدث الطفرات الجينة لعدة أسباب، وهي كالآتي:
الطفرات الجينية التي يولد بها الإنسان، من خلال العامل الوراثي، حيث يكون هذا النوع من الطفرات مسؤولا عن نسبة صغيرة من أنواع السرطانات.
الطفرات الجينية التي تحدث بعد الولادة، حيث إن معظم الطفرات الجينية تحدث بعد أولاده، ولا تكون وراثية، وهناك عدد من العوامل التي تسبب حدوث الطفرات الجينية، وذلك مثل التدخين أو التعرض لبعض المواد الكيميائية أو الإشعاع أو نتيجة للإصابة بالسمنة، أو الالتهابات المزمنة وعدم ممارسة الرياضة.
كما أن الطفرات الجينية تحدث بصورة متكررة أثناء نمو الخلايا الطبيعي، ولكن تحتوي الخلايا على سمه يمكنها من خلالها التعرف على وقت حدوث الخطأ، وتعمل على تصليحه، ولكن على الرغم من هذه السمة تفشل هذه الآلية في التعرف على الأخطاء من وقت لآخر، مما ينتج عن ذلك أن تصبح الخلية سرطانية.
كيفية تفاعل الطفرات الجيينة مع بعضها البعض
من الممكن أن تتفاعل الطفرات الجينية مع بعضها البعض، مما ينتج عن ذلك الإصابة بالسرطان، وذلك أن كانت هذه الطفرات ولد بها الإنسان، أو اكتسبها على مدار حياته.
ومثال ذلك لذا ورث الإنسان طفرة جينة تعرضه للإصابة بالسرطان، فذلك لا يؤكد على الإصابة بالسرطان.
ولكن يحتاج الإنسان إلى طفرة جينية أخرى أو أكثر لكي يصاب بالسرطان، كما أن الطفرة الجينية الموروثة تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة عند التعرض لأي من المواد التي تسبب السرطان.
ومن الجدير من الذكر أنه ليس من الواضح عدد الطفرات الجينية، التي يجب أن تتكون لكي يصاب الإنسان بالسرطان، حيث من المحتمل أن يختلف ذلك باختلاف نوع السرطان.
مضاعفات السرطان
ينتج عن مرض السرطان وكذلك علاجه العديد من المضاعفات وهي كالآتي:
يشعر الأشخاص المصابون بالسرطان بصورة كبيرة بالإرهاق المبالغ فيه، ولكن في الغالب من الممكن علاجه، وذلك مثل الإرهاق الذي ينتج عن العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي الذي يعد من الأمور الشائعة.
الألم الشديد، حيث أن السرطان وعلاجه يتسبب في شعور المريض بالألم، ولكن على الرغم من ذلك ليست كل أنواع السرطان مؤلمة.
الشعور بالصعوبة بالتنفس، وذلك لأن السرطان وعلاجه ينتج عنهما الشعور بضيق التنفس، ولكن يتناول المريض بعض العلاجات التي تخفف من هذه المشكلة.
الغثيان فيتسبب السرطان وكذلك علاجه بوجه خاص في الشعور بالغثيان، ومن ثم يصرف الطبيب بعض الأدوية التي تسيطر على هذه المشكلة.
الإصابة ببعض الاضطربات الهضمية مثل الإمساك أو الإسهال، وذلك نتيجة طبيعة لبعض الأدوية التي تعالج السرطان.
فقدان الوزن المبالغ فيه، حيث إن الطعام يسرق من الخلية الطبيعية ويمنعها من الاستفادة من العناصر المغذية، ولا يمكن علاج ذلك من خلال عدد السعرات الحرارية أو نوع الطعام المتناول، كما لا تساعد التغذية الصناعية من خلال أنابيب المعدة أو الوريد على محاربة فقدان الوزن.
الإصابة بالمشكلات في الجهاز العصبي والدماغ، حيث إن السرطان يضغط على الأعصاب القريبة، ويسبب الألم وكذلك فقدان جزء من وظائف الجسم، كما من الممكن أن يسبب السرطان الذي يؤثر على الدماغ في بعض الأعراض التي تتشابه مع السكتة الدماغية، مثل الشعور بالضعف في جانب واحد من الجسم.