نوضح في هذا المقال ما هو السعال وما هي أعراضه، تُعد الأمراض الصدرية من أكثر الأمراض شيوعًا بين الجنسين من مختلف الفئات العمرية، وهي عبارة عن اضطرابات تصيب الرئتين وتؤثر على أدائهما، ومن تلك الاضطرابات التعرض للهواء الملوث أو التدخين أو الإصابة بالعدوى البكتيرية، وقد يعلق في الرئتين والشعب الهوائية سوائل ومخاط وميكروبات وغيرها، فيصبح الجسم بحاجة إلى التخلص مما تعلق برئتيه وشعبه الهوائية وأثر على جهازه التنفسي فيحدث ما يُعرف بالسُعال، ولكن ما هو تعريف السعال علميًا؟ وما هي أسبابه وأنواعه؟ سنوضح إجابات تلك الأسئلة من خلال السطور التالية على موسوعة.
ما هو السعال
يمكن تعريف السعال بأنه الجهد الذي يُبذله الإنسان حتى يخلص رئتيه وحلقه وممراته التنفسية من كل شيء يمكن أن يكون عالقًا بهم مثل السوائل والمواد المهيجة والمخاط.
ويسعل الإنسان بشكل إرادي أو لا إرادي، فيمكنه التحكم في السعال ويمكنه أن يسعل دون إرادة منه.
وفي الكثير من الحالات يمكن أن يستمر السعال لبضعة أيام ثم ينتهي، أما في حالات أخرى يمكن أن يكون السعال دلالة على الإصابة بمشكلة صحية خاصة إذا كان مزمنًا.
وخلال الليل يزداد السعال لدى المصاب بشكل أكبر، فيمنعه من النوم بشكل طبيعي ويسبب له الأرق والتعب المستمر.
ويحدث السعال عندما تشعر اللاقطات الحسية الموجودة في المجاري التنفسية بوجود جسم غريب أو التهاب فترسل محفز لجذع الدماغ، فتعمل عضلات التنفس والحجاب الحاجز على الرد على هذا المحفز من خلال نقل الهواء سريعًا إلى المجاري التنفسية.
ويحتاج السعال إلى المرور بثلاثة مراحل حتى يخرج من جسم الإنسان، تتمثل المرحلة الأولى في أخذ نفس، وفي المرحلة الثانية تنغلق الأحبال الصوتية ويزداد الضغط على الحلق والرئتين، والمرحلة الثالثة يخرج فيها الهواء بعد فتح الأحبال الصوتية وبالتالي يخرج الصوت الذي يصاحب السعال.
ويُعد السعال من أكثر الأمراض التي تسبب الانزعاج للمريض، فدومًا ما ينتابه شعورًا بعدم الراحة خاصة إذا جاءت له نوبة السعال خلال الليل.
وإذا استمر السعال لفترة تزيد عن 3 أسابيع أو إذا رافقه نزول دم أو شعور بعدم القدرة على التنفس أو ألم صدري أو ارتفاع في درجة الحرارة أو عدم القدرة على البلع بشكل طبيعي؛ فعلى المريض الذهاب إلى الطبيب المختص.
الفرق بين السعال والكحة
ليس هناك فرقًا بينهما، فالسعال هو الكحة.
هل السعال هو العطس
لا، فالسعال هو مجهود يخلص رئة الإنسان ومجاريه التنفسية من أي شيء يمكن أن يكون عالقًا بها.
حيث تعمل الشعب الهوائية على إنتاج مخاط حتى تحمي وتنظف نفسها من الأجسام الغريبة والملوثات، وهذا ما يفسر خروج بلغم مصاحب للسعال.
أما العطس فهو الاستجابة التي يحدثها الجسم بعد تعرضه لمؤثرات خارجية تؤدي إلى تهييج الغشاء المخاطي في بطانة الأنف، وبالتالي يحدث العطس حتى يتم طرد تلك المؤثرات.
حيث يخرج الهواء من الأنف أو من الفم لا إراديًا وبشكل مفاجئ، وهناك من يعطس مرة واحدة، وهناك من يعطس أكثر من مرة في بضعة ثوانِ.
أسباب السعال
هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسعال أو الكحة وهي:
الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية والتي تتمثل في الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد، فإذا كان سبب الإصابة هو عدوى بكتيرية فيتم علاجه بالمضادات الحيوية غالبًا، وإذا كان سبب الإصابة هو عدوى فيروسية ففي الغالب تزول وحدها.
الإصابة بالربو والتي تسبب في حدوث كحة مصحوبة بصوت صفير، وعندما تشتد أعراض الربو تشتد الكحة معها، ويُعد الأطفال من أكثر الفئات العمرية إصابة بالربو، وفي الغالب يشفون منه بعد بلوغهم.
إذا كان المريض مدخنًا فيكون التدخين من أهم عوامل الإصابة بالكحة، ويتميز صوت الكحة الناجم عن التدخين.
إصابة القصبة الهوائية بالتهاب مزمن يظل ملازمًا للمريض طوال حياته، وهناك عوامل تؤدي إلى الإصابة بهذا الالتهاب مثل التعرض للملوثات الصناعية أو التدخين.
استخدام بعض العقارات التي تُعد الكحة واحدة من أعراضها الجانبية، وبمجرد التوقف عن استخدام تلك الأدوية تختفي الكحة.
تضرر الأحبال الصوتية أو إصابتها بالتلف.
الإصابة بأمراض أخرى مثل الارتداد المعدي المريئي، الفشل القلبي، الانصمام الرئوي، التنقيط الأنفي الخلقي، التليف الكيسي، سرطان الرئة، توسع القصبات الهوائية، السعال الديكي، الالتهاب الرئوي، التهاب الحنجرة، التهاب الجيوب الأنفية، السل، انتفاخ الرئة، التعرض للاختناق، مرض باركنسون.
أنواع السعال
تلعب فترة الإصابة بالكحة دورًا هامًا في تحديد نوعها وما إذا كانت حادة أو فوق حادة أو مزمنة، فإذا لم تتجاوز الثلاث أسابيع فهي كحة حادة، وإذا تراوحت فترة الإصابة بها ما بين 3 أسابيع إلى 8 أسابيع فهي فوق حادة، وإذا زادت فترة الإصابة بها عن 8 أسابيع فهي كحة مزمنة ، كما تختلف أنواع الكحة حسب رطوبتها وذلك على النحو التالي:
كحة رطبة
وتلك الكحة تكون مصحوبة ببلغم، كما يشعر المريض بعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، ويخرج معها صوت أزيز، والكحة الرطبة ناتجة عن الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية أو نزلات البرد أو الإنفلونزا أو القيام بالتدخين، وإذا استمرت لفترة طويلة فقد يكون ذلك بسبب الإصابة بتوسع الشعب الهوائية أو بالتنقيط الأنفي الخلقي أو بالانسداد الرئوي المزمن.
كحة جافة
وهي الكحة المصحوبة بنزلات البرد والإنفلونزا وتخرج دون بلغم وهي عبارة عن رد فعل لإصابة الحلق بالتهيج، وفي الغالب تختفي الكحة الجافة وحدها، وإن كانت مزمنة فقد يكون ذلك نتيجة الإصابة بارتجاع المريء أو بالربو.
وهناك أنواع أخرى من الكحة وهي:
السعال الديكي
سُمي هذا النوع من الكحة بهذا الاسم نظرًا لأن صوتها ينتهي بصوت يشبه صياح الديك، ويعاني مرضى هذا النوع من الكحة بنوبات سعال متكررة ومستمرة، فضلًا عن أعراض شبيهة بأعراض نزلات البرد مثل الحمى ودموع العين وسيلان الأنف وانسدادها، وتزداد درجة حدة تلك الكحة بمرور الوقت.
الكحة الجافة التي تتحول إلى رطبة
عند إصابة المريض بالتهاب رئوي تتحول كحته الجافة إلى كحة رطبة مصحوبة بمخاط أخضر أو أصفر وعدم القدرة على التنفس وارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة.
الكحة التي تسببها الأدوية
مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين التي تعالج ارتفاع ضغط الدم والتي ينتج عن تناولها الإصابة بالكحة الجافة، ولا تختفي تلك الكحة إلا بالتوقف عن تناول الدواء.
علاج فوري للسعال
يعتمد علاج السعال على عدة عوامل أهمها فترة الإصابة وشدة السعال، وما إذا كان مصحوبًا بمخاط أو دم.
وإذا كانت حالة السعال بسيطة فيمكن علاجها منزليًا باتباع عدة إرشادات أبرزها تناول السوائل بكثرة، تناول عصير الليمون والتفاح والبطيخ والعصائر الطبيعية عمومًا.
والحصول على قسط كافِ من الراحة، تناول مسكنات الألم والتي لا تحتاج إلى استشارة الطبيب مثل الآيبوبروفين والباراسيتامول.
وأيضًا الحفاظ على رطوبة الهواء لتجنب جفاف الأنف وإصابة الحلق بالالتهاب.
والابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية والشاي والقهوة.
والتوقف عن التدخين والذي يُعد من أبرز مسببات الكحة، وكذلك تجنب التعرض لأي غبار.
واستخدام البخاخات المعالجة للاحتقان والتي تسهل من عملية التنفس.
والابتعاد عن تناول الأدوية التي ينتج عنها الإصابة بالكحة كأحد أعراضها الجانبية.
والغرغرة بالماء والملح.
تناول المشروبات الدافئة مخلوطة بالعسل مثل الشاي والبابونج، للتخفيف من حدة الكحة وللتخلص من البلغم.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله ما هو السعال وأسبابه وأنواعه وكيفية علاجه، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.