يُعد سرطان العمود الفقري من أكثر الأمراض خطورة والتي يجب علاجها في وقت مبكر فور اكتشافها، لتجنب حدوث مضاعفات، وإليكم فيما تجربة أحد المرضى مع هذا المرض:
تقول إحدى الفتيات أنها كانت مصابة بورم سرطاني في الفقرة القطنية الأولى من عمودها الفقري، وقامت بإجراء عملية جراحية من أجل استئصال هذا الورم، بعد فشل العلاج الكيميائي والفيزيائي معها، وبعد معاناة لمدة شهرين من آلام شديدة في الظهر والرجلين، مضيفة أن وقت العملية كان طويلًا، وقد عانت بعدها من بعض المضاعفات، ولكنها تمكنت من استعادة قدرتها على المشي من جديد.
سرطان العمود الفقري
سرطان العمود الفقري أو الورم الفقري هو أحد أنواع الأورام التي تصيب العمود الفقري، فيؤثر على فقراته وعظامه.
وهي عبارة عن كتلة من الأنسجة تنمو، وتتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه حول الحبل الشوكي أو داخله أو داخل العمود الفقري، حيث تخرج تلك الأورام عن الآليات التي تسيطر على نمو الخلايا الطبيعية في الجسم.
يمكن أن تكون الأورام التي تصيب العمود الفقري حميدة أي غير سرطانية، أو أورام خبيثة أي أورام سرطانية.
وطبقًا لآلية التطور، فإن أورام العمود الفقري تنقسم إلى نوعين، الأول هو أورام العمود الفقري الأساسية والتي يكون منشأها العمود الفقري، وهي أورام حميدة تحدث نادرًا، والنوع الثاني هو أورام العمود الفقري الثانوية، وهي أورام منشأها أورام سرطانية أخرى في الجسم انتقلت إلى العمود الفقري ومنها الأورام التي تصيب الثدي، البروستاتا، الرئة، الجلد، الجهاز الهضمي، الكلى، الغدة الدرقية.
وطبقًا لمكان ظهور أورام العمود الفقري، فيمكن تقسيمها إلى الأنواع التالية:
أورام داخل النخاع الشوكي: منشأ هذه الأورام هو الخلايا التي تحمي الجهاز العصبي وتدعمه فيزيائيًا وهي تنمو داخل الحبل الشوكي، وتظهر في فقرات الرقبة وفي الغالب تكون حميدة، ومن أنواعها الأورام البطانية العصبية والأورام النجمية.
أورام خارج النخاع الشوكي: وهي الأورام الواقعة خارج الجافية، داخل غطاء الحبل الشوكي وخارج الحبل نفسه، ومن أنواعها الورم الشفاني الذي ينشأ في جذور الأعصاب الممتدة من النخاع الشوكي، أو الأورام السحائية التي تنشأ في الغشاء العنكبوتي الذي يغطي الحبل الشوكي، والتي على الرغم من أنها حميدة؛ إلا أن عملية إزالتها صعبة، واحتمالية عودتها مرة أخرى كبيرة.
أورام خارج الجافية: وهي الأورام الواقعة خارج طبقة الجافية الواقية للحبل الشوكي، وسبب تكون تلك الأورام هو انتشار ورم سرطاني آخر، أو وجود أورام شفانية مشتقة من الخلايا المغطاة لجذور الأعصاب، ومن خلال الثقب الموجود بين الفقرات يمكن أن يمتد الورم خارج الجافية، فيكون جزءًا منه خارج القناة الشوكية وآخر بداخلها.
أسباب سرطان العمود الفقري
يُعد سرطان العمود الفقري من الأمراض النادرة، والتي لم تتوصل الدراسات العلمية إلى أسباب واضحة لحدوثه حتى الآن.
وهناك بعض الخبراء ممن يعتقدون أن الجينات المعيبة من أسباب الإصابة، دون أن يحددوا هل تلك العيوب موروثة أو ناتجة عن إحدى المشكلات البيئية مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية، أو تتطور بمرور الوقت.
والغالبية العظمى من الأورام الفقرية تنشأ نتيجة انتشارها من أورام في أعضاء أخرى بالجسم، فالعمود الفقري قابل للإصابة بورم سرطاني منتقل من أي عضو آخر بالجسم، ولذلك فالأورام الفقرية شائعة لدى المصابين سابقًا بأورام سرطانية.
أعراض سرطان العمود الفقري المبكرة
في حالة الإصابة بسرطان العمود الفقري؛ فهناك العديد من الأعراض التي تظهر على المريض وهي:
الشعور بألم مستمر في منطقة الظهر، تزداد شدته خلال الليل، ويمكن أن يصل هذا الألم إلى الرقبة والذراعين والأرجل.
يشعر المريض بخدر في يديه وقدميه.
وجود ثقل في حركة الأطراف.
عدم التحكم في عملية الإخراج، نظرًا لفقدان السيطرة على المثانة، بسبب تأثر الأعصاب المسؤولة عن نقل الإحساس إلى تلك الأعضاء بضغط الورم.
قلة الشعور بالحرارة والبرودة والألم.
هناك أعراض أشد حدة تظهر على المريض في حال نمو الورم وزيادة ضغطه على العمود الفقري والأعصاب، وتتمثل تلك الأعراض فيما يلي:
عدم القدرة على المشي بشكل طبيعي خاصة في الأماكن المظلمة.
انحراف العمود الفقري إلى الجنب، ومن ثم المعاناة من اعوجاج الظهر، وهو ما يؤثر على الشكل الطبيعي لاستقامة العمود الفقري.
الإصابة بالشلل الخفيف أو الشديد في مختلف مناطق الجسم.
أعراض سرطان العمود الفقري عند النساء
لا تختلف أعراض سرطان العمود الفقري لدى الرجال عن الأعراض التي تظهر لدى النساء المصابات بالمرض.
هل سرطان العمود الفقري مميت
نعم، يمكن أن يؤدي سرطان العمود الفقري إلى الموت، خاصة في حال تركه دون علاج.
فالأورام التي تصيب العمود الفقري تؤدي إلى عدم القدرة على الحركة والإحساس، ونظرًا لضغط الأورام، فتُصاب الأعصاب بالتلف، وهو ما يؤدي إلى الشلل والإعاقة بشكل دائم، وبالتالي تلف العمود الفقري وجرح النخاع الشوكي، وقد ينتج عن ذلك الوفاة.
ويكون سرطان العمود الفقري مميتًا أيضًا إذا كان سببه ثانويًا، أو أن الإصابة به نتيجة إصابة أعضاء أخرى حيوية في الجسم بورم سرطاني، حيث تفشل وظائف تلك الأعضاء، وينتج عن ذلك الوفاة.
علاج سرطان العمود الفقري
يلجأ الأطباء لعلاج مرض سرطان العمود الفقري إلى أيًا من الوسائل التالية:
إجراء جراحة: وهو الخيار الأكثر شيوعًا، حيث يتم استئصال الورم كليًا أو جزئيًا من العمود الفقري، أو تفتيت الورم وإزالة بقاياه باستخدام الموجات فوق الصوتية ، وفي هذه الحالة يلجأ الجراحون لمجاهر ذات طاقة عالية في الجراحة المجهرية، وذلك للتفرقة بين الأنسجة السليمة والورم بكل سهولة، وخلال تلك الجراحة يستطيع الأطباء مراقبة وظائف الأعصاب والحبل الشوكي، حتى تقل مخاطر إصابتها.
العلاج الإشعاعي: وهو الإجراء الذي يلجأ إليه الجراحون بعد العملية الجراحية، حيث يساعد هذا النوع من العلاج على إزالة بقايا الأورام التي لا يمكن التخلص منها بشكل كامل، أو يُستخدم العلاج الإشعاعي في علاج الأورام التي تشكل خطورة في حال إزالتها جراحيًا، أو الأورام التي لا يمكن استئصالها بالجراحة، وقد يُستخدم هذا العلاج لتقليل الألم أو عند خطورة الجراحة أو لعلاج الأورام الفقرية، ومن آثاره الجانبية الغثيان والقيء، وهي آثار يمكن علاجها بالأدوية.
العلاج الكيميائي: يعمل هذا النوع من العلاج على منع نمو الخلايا السرطانية أو قتلها، والطبيب وحده هو من يحدد ما إذا كان العلاج الكيميائي يتناسب مع حالة المريض أم لا، وتتمثل الآثار الجانبية لهذا العلاج في تساقط الشعر، الغثيان، التقيؤ، الشعور بالإرهاق، زيادة فرص الإصابة بالعدوى.
الجراحة الإشعاعية المجسمة: يوفر هذا النوع من العلاج أعلى جرعة من الإشعاع المستهدف في الجراحة، حيث يركز الأطباء حزم الإشعاع على الورم في تحديد موقع الورم بدقة عالية، مستخدمين أجهزة الكمبيوتر، وهناك عدة أنواع من التقنيات التي يتم استخدامها في الجراحة الإشعاعية، لضمان وصول الإشعاع المجسم إلى الأورام الفقرية.
أدوية أخرى: قد يتأثر الحبل الشوكي للمريض ويُصاب بالتهابات، نتيجة لإجراء الجراحة واستخدام العلاج الإشعاعي، وفي هذه الحالة يلجأ الأطباء إلى وصف الهرمونات المنشطة الكورتيكوستيرويدات حتى يقل الورم، سواء خلال العلاج الإشعاعي أو عقب إجراء الجراحة، ويتم استخدام تلك الهرمونات لفترات زمنية قصيرة؛ نظرًا لآثارها الجانبية الخطيرة وهي ارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام، ارتفاع نسبة السكر في الدم، زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى، ضعف العضلات.
كم يعيش مريض سرطان العمود الفقري
أثبتت الدراسات أن معدل بقاء مرضى سرطان العمود الفقري على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، تصل إلى 83%.
