إليكم اذاعة مدرسية عن الوطن كاملة الذي عندما تسمع حروف اسمه تنتبه آذانك، وتثبت عيناك، ويتحرك قلبك من مكانهح انتماءً لهذا البلد الأمين، حب الوطن لا ينتهي مهما مر عليه من ظروف قاسية عملت على زعزعة استقراره، وراحته، فهو المعشوق من أبنائه، وهو المكان الأول، والمسكن، والمأوى، كما أنه لا يوجد شعور في الدنيا يُماثل شعور الأمان الذي تشعر به داخل وطنك، وبيتك؛ لهذا تعرض موسوعة اليوم إذاعة مدرسية عن الوطن.
الوطن هو أول الأمان التي تحتضنك منذ صغرك، وأول من يعترف بوجودك، وأول الأشياء التي تُساعد أسرتك على الاهتمام بك منذ لحظاتك الأولى على أرضه؛ فمنذ صغرك يسمح لك بالعيش على أرضه، والتداوي في مستشفياته، وتلقي جميع مراحل التعليم في مؤسساته التعليمية المختلفة الأنواع، والمراحل، وفيه تلتقي بأصحابك المخلصين الذين يبقون معك طيلة حياتك، وفيه نٌجرب شعور “أول الأشياء” ذلك الشعور الذي لا يُنسى، الذي يتميز بطابعه الخاص الذي يظل عالق في ذهنك؛ فالوطن حياة بالنسبة لنا.
مهما انبهرنا بأوطان أخرى فلوطننا طابعه الخاص الذي لا مثيل له؛ فهكذا هي الأوطان تعج بالذكريات التي لا تنسى، ويترك بداخلنا طابعه العظيم الذي يظهر علينا في أي دولة أخرى نذهب إليها، ويكون هذا الطابع سبب قوي لنفخر بانتمائنا إليه؛ فمهما مر الوطن بأزمات، أو ظروف اقتصادية قاسية يظل هو الأول، وهو الأَولى، وهو الأهم.
صباح الخير إليك وطني الحبيب العظيم الذي توالت عليك الأحداث الكثيرة بانتصاراتها، وأفراحها، وأحداث أخرى قاسية، فكم قهرت أعداءك، وكم أكرمت أبناءك، وكم قدمت الكثير للدول العربية الشقيقة، كم تحملت من أزمات طويلة، وكم حققت انتصارات عظيمة، فجاءت السبع العجاف وولت، ونعمل جميعنا الآن من أجل رفعتك؛ لتأتي السبع السمان، ولتزدهر أيها الوطن العظيم الأبي.
قال الله تعالى في القرآن الكريم على لسان سيدنا إبراهيم:”وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)” سورة البقرة.
وفي هذه الآية دعاء سيدنا إبراهيم لمكة، وأهلها من شدة حبه لهذا البلد.
من أشهر الأحاديث التي ترتبط بحب الوطن هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موطنه “مكة”.
عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واقفًا على الحزوَرةِ فقالَ: واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ”. حديث صحيح حدثه الألباني، وورد في صحيح الترمذي.
قال أحمد شوقي في حب الوطن:
تاجَ البِلادِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ رَدَّتكَ مِصرُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ.
العِلمُ وَالمُلكُ الرَفيعُ كِلاهُما لَكَ يا فُؤادُ جَلالَةٌ وَمَقامُ.
فَكَأَنَّكَ المَأمونُ في سُلطانِهِ في ظِلِّكَ الأَعلامُ وَالأَقلامُ.
أَهدى إِلَيكَ الغَربُ مِن أَلقابِهِ في العِلمِ ما تَسمو لَهُ الأَعلامُ.
مِن كُلِّ مَملَكَةٍ وَكُلِّ جَماعَةٍ يَسعى لَكَ التَقديرُ وَالإِعظامُ.
ما هَذِهِ الغُرَفُ الزَواهِرُ كَالضُحى الشامِخاتُ كَأَنَّها الأَعلامُ.
مِن كُلِّ مَرفوعِ العَمودِ مُنَوِّرٍ كَالصُبحِ مُنصَدِعٌ بِهِ الإِظلامُ.
تَتَحَطَّمُ الأُمِّيَةُ الكُبرى عَلى عَرَصاتِهِ وَتُمَزَّقُ الأَوهامُ.
هَذا البِناءُ الفاطِمِيُّ مَنارَةٌ وَقَواعِدٌ لِحَضارَةٍ وَدِعامُ.
مَهدٌ تَهَيَّأَ لِلوَليدِ وَأَيكَةٌ سَيَرِنُّ فيها بُلبُلٌ وَحَمامُ.
شُرُفاتُهُ نورُ السَبيلِ وَرُكنُهُ لِلعَبقَرِيَّةِ مَنزِلٌ وَمُقامُ.
وَمَلاعِبٌ تُجري الحُظوظُ مَعَ الصِبا في ظِلِّهِنَّ وَتوهَبُ الأَقسامُ.
يَمشي بِها الفِتيانُ هَذا مالَهُ نَفسٌ تُسَوِّدُهُ وَذاكَ عِصامُ.
أَلقى أَواسيهِ وَطالَ بِرُكنِهِ نَفسٌ مِنَ الصَيدِ المُلوكِ كِرامُ.
مِن آلِ إِسماعيلَ لا العَمّاتُ قَد قَصَّرنَ عَن كَرَمٍ وَلا الأَعمامُ.
لَم يُعطَ هِمَّتَهُم وَلا إِحسانَهُم بانٍ عَلى وادي المُلوكِ هُمامُ.
وفي نهاية إذاعتنا المدرسية اليوم نذكر طلابنا بقيمة حب الوطن، وأن الإنسان بلا وطن يكون بلا قيمة، وأنه بدون حب وطنه يكون شخصًا جاحدًا، كما أنه يكون شخص غير موثوق فيه، ولا يُأمن غدره؛ فحب الوطن هو القيمة العظيمة التي نحيا بها.