إنحراف السلوك هو كل سلوك منحرف أو سيء يتم القيام به من جانب المراهقين أو الشباب، وينتج عن هذا السلوك المنحرف الضرر له ولمن حوله، وانحراف السلوك يتمثل في انحراف السلوك القيمي، وانحراف السلوك الأخلاقي، ويقصد بالقيمي قيام المراهق أو الشاب بتصرف ينتج عنه ضياع للوقت أو المال أو الجهد … إلخ، أما الأخلاقي فينتج بسبب قيام المراهق بتصرف أخلاقي مثل: خدش الحياء، القيام بتصرف عدواني، القيام بالتصرف انحلالي، …إلخ، ويحدث انحراف السلوك نتيجة مجموعة من الاسباب والعوامل التي يتم شرحها بشكل واضح ومبسط من خلال هذا المقال، حتى يتم التعرف عليها ومحاولة تجنبها وعلاجها.
تتعدد الاسباب التي ينتج عنها الانحراف السلوكي عند الإنسان، وخاصة في مرحلتي المراهقة والشباب، ويمكن التعرف على أهم أسباب انحراف السلوك، من خلال ما يلي:
من العوامل والأسباب الرئيسية المؤدية إلى انحراف السلوك هي التربية غير السليمة، وتتعدد جوانب التربية غير السليمة التي ينتج عنها الانحراف السلوكي، فمثلاً: كثرة المشاكل والنزاعات بين الأبوين، التربية غير الصحية، التربية المتركزة على الجانب المادي، غياب الرقابة على الأبناء، عدم الاهتمام بالأبناء والسماع إليهم، الحرية الزائدة للأبناء، غياب الجو الأسري المبني على تقديم النصح والتشاور بين جميع أفراد الأسرة، … إلخ، كل هذه الجوانب تتسبب في انحراف سلوك الابناء في مرحلتي المراهقة والشباب.
من الأسباب والعوامل الهامة والرئيسية التي تتسبب في انحراف السلوك هي عدم تربية الأبناء على القيم والاصول الدينية، حيث ان التربية الدينية السليمة والصحيحة تمنعهم من ارتكاب الذنوب والمعاصي، وبالتالي تجعل الشباب يتبعون الطريق المستقيم، لهذا فأن غياب القيم والأصول الدينية من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى انحراف السلوك.
الرقابة المجتمعية تعد أحد العوامل الرئيسية التي ينتج عنها سلوك الإنسان الجيد أو المنحرف، بمعنى إذا زادت الرقابة المجتمعية ترتب على ذلك السلوك الجيد للإنسان، أما إذا غابت الرقابة المجتمعية فينتج عن ذلك انحراف في السلوك.
يمثل الفراغ أحد أهم الاسباب الجوهرية لانحراف السلوك، حيث قد يترتب على الفراغ تولد أفكار سيئة تقود الإنسان إلى القيام بتصرفات غير مرغوبة، وخاصة إذا تم اشغال أوقات الفراغ بأشياء غير مفيدة، مثل: الجلوس لعدة ساعات طويلة ومتواصلة أمام ان الإنترنت، أو بمعنى أوضح استخدام الإنترنت بشكل يؤدي إلى انحراف السلوك، لهذا ينصح بملئ أوقات الفراغ بالأشياء المفيدة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال تنمية المهارات والقدرات التي يتمتع بها الإنسان.
من الأسباب التي تشكل خطر كبير لانحراف السلوك عند الشباب هي هروبهم من الزواج، ويرجع هروب الشباب من قضية الزواج بسبب العديد من الأمور، ترجع أهمها إلى: عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، الفقر أو عدم توافر الامكانيات المادية التي تمكن من الزواج، اعتقاد الشباب بأن الزواج تقيد للحرية، عدم توفر العمل، … إلخ، كل هذه الأمور قد تدفع الشباب إلى القيام بالتصرفات غير المرغوبة والتي تنتج على انحراف السلوك.
من أسباب انحراف السلوك الهامة هي أصحاب السوء، حيث تزيد فرصة الانحراف السلوكي عند الشباب مع وجود الصحبة غير صالحة، لهذا يجب اختيار الصحبة الصالحة والابتعاد تماماً عن أصدقاء السوء، وقد أوضح رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – في قوله: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافع الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافع الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة).