كشف الله لنا عن جزء بسيط من قدره سبحانه وتعالى حين خلقنا من ذرية واحدة وهي ذرية النبي آدم (عليه السلام)، كما أنه سبحانه وضح لنا السبب في حدوث الكثير من الظواهر الطبيعية، والتي يعد كسوف الشمس من أهمها، حيث إنه من أهم الظاهر الذي ذكرها الله سبحانه في القرآن الكريم.
كما بَيّن لنا أن السبب الرئيسي في وجودها هو تخويف الناس من قدرة الله وبيان بعض الأمور لهم والتي يعد أهمها أن الله واحد أحد لا يوجد أله غيره في الكون كله، وأنه سبحانه قادر على فعل ما يريد، لذا ومن خلال السطور التالية، سوف نعرض بعض الفقرات عن الإذاعة المدرسية بخصوص كسوف الشمس:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أما بعد: بعرف جميعًا أن الله قادر على فعل ما يريد وأنه سبحانه أبدع فخلق الإنسان في أحسن تقويم وجعل له في الحياة الدنيا سب الحياة والعيش، ومنها المأكل المتمثل في الحيوانات والزرع ومنها المشرب، وغيره.
كما أنه سبحانه أخفى عنه علم بعض الأمور في الحياة الدنيا، وأستأثر بها في علم الغيب عنده، كما علمه الحكمة من بعض الأمور الأخرى والتي يعد كسوف الشمس من أهمها، كسوف الشمس تلك الظاهرة الطبيعية التي تحدث حين يدور القمر حول الكرة الأرضية ويستقر أمام الشمس ليحجب أشعتها أو جزء منها، بإذن من الله الواحد الأحد.
ذلك ليثبت الله للإنسان أنه ما من أله غيره في الكون، وأنه هو القادر الفعال لما يريد ولا يوجد في الكون من هو قادر على الانسياب من أمره، حتى لو كان الشمس أو القمر، والذين يعبدونهم بعض الجهلة الفاسقين.
لذا وجب علينا نحن عباد الله توضيح الآيات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وبعض المعلومات الأخرى عن كسوف الشمس في فقرات اليم للإذاعة المدرسية، لذا نرجو منكم معلمينا الكرام وزملائنا الأفاضل الانتباه لما هو آتي:
من المتعارف عليه أن ما من شيء في الأرض ولا في السماء لا يخضع لأوامر الله سبحانه وتعالى، ويندرج تحت هذا كلًا من القمر والشمس، والذين يأمرهما الله بدوران حول الأرض كل ستة أشهر في فك معين حتى يتقابلان لفترة قصيرة من الوقت يحجب فيها القمر أشعة الشمس بشكل كلي أو جزئي عن الأرض، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض الآيات العطرة لتلك الظاهرة الطبيعية، وهي تتمثل في التالي:
“وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)“
(سورة يوسف: الآيات من 105 إلى 107).
“فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)كَلَّا لَا وَزَرَ (11)إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)“
(سورة ص : الآيات من 7 إلى 12).
إن جميع المخلوقات على الأرض تسير وفق نظام دقيق مدبر من الله سبحانه وتعالى لا يوجد به أي نوع من الخلل أو الخطأ أو السهو، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة والتي يتحدث في النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كسوف الشمس، سوف نعرضها لكم في التالي ذكره:
“خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا، يَخْشَى أنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فأتَى المَسْجِدَ، فَصَلَّى بأَطْوَلِ قِيامٍ ورُكُوعٍ وسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وقالَ: هذِه الآياتُ الَّتي يُرْسِلُ اللَّهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ به عِبادَهُ، فإذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ”.
( أبو موسى الأشعري: حكمه : صحيح).
أكد العلماء على أن ظاهرة كسوف الشمس من الظواهر الطبيعية والتي لا يمكن للإنسان التحكم فيها، فهي من أمر الله سبحانه وتعالى، كما أوضحوا بعض المعلومات المهمة عنها، نتعرف عليها معًا من خلال النقاط التالية:
” كسَفَتِ الشَّمسُ علَى عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قيامًا شديدًا يقومُ بالنَّاسِ ثمَّ يركعُ ثمَّ يقومُ ثمَّ يركعُ ثمَّ يقومُ ثمَّ يركعُ فرَكَعَ رَكعتَينِ في كلِّ رَكْعةٍ ثلاثُ رَكَعاتٍ يركعُ الثَّالثةَ ثمَّ يسجدُ حتَّى إنَّ رجالًا يومئذٍ ليُغشَى عليهِم مِمَّا قامَ بِهِم حتَّى إنَّ سجالَ الماءِ لتُصبُّ عليهِم يقولُ إذا رَكَعَ اللَّهُ أكبرُ وإذا رفعَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ حتَّى تجلَّتِ الشَّمسُ ثمَّ قالَ إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّهما آيتانِ من آياتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ يخوِّفُ بِهِما عبادَهُ فإذا كَسَفا فافزَعوا إلى الصَّلاةِ”
( عائشة أم المؤمنين: حكم الحديث : صحيح لكن قول ثلاث ركوعات شاذ).
“كَسَفتِ الشَّمسُ يَومَ ماتَ إبراهيمُ ابنُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا: كَسَفتِ الشَّمسُ لموتِ إبراهيمَ ابنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ألَا وإنَّهما لا يُكسَفانِ لمَوتِ أحَدٍ ولا لحَياتِه، فإذا رَأيتُموهما كذلك فافزَعوا إلى المساجِدِ، ثم قامَ فقرَأَ بعضَ الذِّارياتِ، ثم ركَعَ ثم اعتَدَلَ ثم سجَدَ سَجدَتينِ ثم قام، ففعَلَ كما فعَلَ في الأُولى”.
( محمود بن لبيد الأنصاري: رجاله رجال الصحيح).
في النهاية، نكون قد وصلنا غلى نهاية الإذاعة المدرسية لليوم والتي كانت عن أحدى الظواهر الطبيعة والتي شعلت بال الكثير من العلماء إلى أن توصلوا مع التكور التكنولوجي الحديث إلى السبب وراء ظهورها، وقد ذكرها وصلى صلاتها النبي الأمي محمد (صلى الله عليه وسلم) في السنة العاشرة من الهجرة، أي قبل أي تكور في الحياة الإنسانية.
لذا نحمد الله على بعثته لنا النبي الكريم، وعلى بيان جزء من قوته سبحانه وتعالى، ليتعظ الناس ويبتعدون عن أمور اللهو والمعاصي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.