نقدم لكم اليوم خطبة عن الصداقه حقوق وواجبات ولكن قبل البدء في عرض خطبة عن الصداقة تجدر بنا الإشارة إلى أن الخطبة عبارة عن ارتجال بغير تحضير مُسبق يقوم به المتحدث من خلال طرح موضوع ومناقشته مع المستمعين، لذا لا يمكن مثلًا عند الحاجة في إلقاء خطبة عن الصداقة حفظ نص معين وإلقائه على المستمعين بل ينبغي على المستمع منح نفسه فرصة حرية التعبير أثناء الحديث.
علاقة الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية وأرقاها وذلك إذا توفرت فيها شروط الحب الخالية من الأنانية، حيث تقوم علاقة الصداقة الناجحة على طرفين يحب كلًا منهما الآخر ويُخلص له ويتمنى له الخير، وهي من أروع العلاقات التي يحتاج إليها جميع الأفراد في حياتهم فوجود صديق مخلص يساندك في هذه الحياة أمر ضروري للغاية، ولكون الصداقة واحد من أهم العلاقات سنتناول الحديث عنها بشيء من التفصيل من خلال سطورنا التالية على موسوعة.
نبدأ خطبتنا اليوم بالحمد والثناء على الله عز وجل والصلاة والسلام على رسولنا الكريم خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد فالإنسان اجتماعي بطبعه لا يمكنه العيش بمفرده بل يفضل الانتماء إلى جماعة، وتعتبر علاقة الصداقة واحدة من أهم العلاقات التي يمكن أن تربط بين فردين أو مجموعة من الأفراد، فهذه العلاقة قائمة على الود وحب الخير للغير دون النظر إلى المصالح الشخصية.
لتؤتي الصداقة ثمارها المرجوة لابد أن تتوافر بها مجموعة من الشروط، فالصديق بمثابة السند والمعين وهو الذي نتمكن معه من تخطب صعوبات الحياة، وتتمثل الصداقة الحقيقية في التضحية دون انتظار الخير ومساندة الصديق في أوقات الشدة ومشاركته أوقات حزنه قبل أوقات الفرح، وخير مثال على الصادقة الحقيقة هي تلك العلاقة التي كانت تربط بين الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر، فقد بذل أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه الكثير من التضحيات في سبيل حماية النبي ﷺ والدفاع عنه.
لضمان استمرار علاقة الصداقة ينبغي الحرص على تقديم الحقوق التي تُمليها علينا تلك العلاقة، فللصديق على صديقة حقوق وواجبات لا يمكن إغفالها ومن ضمنها الإخلاص والصدق في التعامل فكلمة الصداقة في الأساس مشتقة من الصدق وهو أروع صفة يمكن أن يتصف بها أي فرد، كذلك من أبرز حقوق الصديق على صديقة تقديم يد العون له عندما يحتاج إلى ذلك والإصغاء إليه عندما يكون بحاجة إلى التحدث دون مقاطعته، فالحرص على جميع هذه الأمور يضمن استمرارية العلاقة ويعمل على تقوية الروابط التي تجمع بين الأفراد.
الصداقة مهمة جدًا في حياة الفرد فهي التي تمنح للحياة قيمتها، فالصديق الحقيقي هو الشريك في الحياة وهو المُعين على الطريق، فمن منا لا يحتاج إلى علاقة صداقة حقيقية تجمع بينه وبين أحد الأشخاص وتظل مستمره معه طوال حياته.
نبدأ خطبتنا اليوم بشكر الله عز وجل على جميع عطاياه والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وستدور خطبتنا اليوم حول الصُحبة الخيرة تلك التي يتمناها كل فرد منا، فهي واحدة من أفضل العلاقات التي تجمع بين الأفراد حيث تقوم على المشاعر الإنسانية النبيلة.
يشعر الفرد بتحسن طالما يمتلك صديق وفي لعلمه أنه عندما يتعرض لأي عائق سيجد من يسانده ويشاطره الأحزان، ومما لا شك فيه أن علاقة الصداقة من العلاقات الإنسانية الرائعة فامتلك عدد كبير من الأصدقاء يعزز ثقة الفرد بنفسه فينعكس ذلك على حياته بشكل إيجابي سواء في الدراسة أو في العمل أو في تحقيق النجاح بخلاف الفرد الذي لا يمتلك أصدقاء نجده منطوي على نفسه غير مُحب للحياة يشعر بأن الحياة بلا قيمة وبالتالي تقل دافعيته نجو تحقيق الأفضل.
أمرنا الله عز وجل في آيات القرآن الكريم باتخاذ الصالحين أصحابا في العديد من السور القرآنية ومن بينهم قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾
الحمد لله الذي هدانا وما كنا لولاه لنهتدي والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ﷺ، موضوع خطبتنا اليوم سيدور حول أهمية اختيار الصديق بعناية فمما لا شك فيه أن صُحبة الأخيار تجلب الفوائد بخلاف صحبة الأشرار التي تأتي بعواقب وخيمة على حياة الفرد ونستند في هذه الحقيقة على قول رسول الله صلى الله {المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ} [رواه أبو هريرة].
ينبغي على الفرد عندما يختار صديقه أن يختاره بعناية حتى لا يندم وقت لا ينفع الندم، فقد قال الله عز وجل في آيات كتابه الحكيم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) [سورة الفرقان الآية رقم 27-28].
حرص النبي ﷺ على تعليم أمته ما ينفعهم في دينهم ودنياهم من خلال الأحاديث النبوية فدعانا إلى مصاحبة المؤمنين من خلال حديثه الشريف الذي ورد عن أبو سعيد الخدري حيث قال: {لا تصاحبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ}.
عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ-رضي الله عنه-: أَن النَّبِيّ-صلى الله عليه وسلّم، قَالَ: {إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً} لذا ينبغي على كل فرد أن يصادق صديق صادق الوعد مُنصفًا.
بهذا نكون قدمنا لكم خطبة عن الصداقه حقوق وواجبات من خلال مقالنا اليوم وإلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام حديثنا اليوم نأمل أن يكون مقالنا قد نال إعجابكم وإلى اللقاء في مقال آخر من الموسوعة العربية الشاملة