يحكى أن أحد زعماء إفريقيا وكان فقيرا وعاديا قبل أن يصير زعيما كان ينتظر القطار، ثم تأخر لبعض الوقت انشغالا بشيء ما، وسرعان ما تحرك القطار متجها لوجهته، فأسرع هذا الزعيم إلى القطار فسقطت منه فردة حذائه، فلما صعد القطار رمى بالفردة الأخرى إلى جانب الأولى.
تعجب من شاهده من معارف وأصدقاء وسافرين، فلما سألوه أجاب: أحببت أن يستفيد أي فقير سيجده بالفردتين، إذ لن تفيد فردة حذاء واحدة له ولا لي.
عاش زوجان في سعادة وهناء، بإخلاص ومودة وحب، كان التفاهم هوعنوان الألفة بينهما، كما كان سابق عهدهما خلال الخطبة التي كللت بزواجهما الناجح، لم يكتب لهما أن ينجبا، ولكن هذا لم يحول بين قلبيهما واستمرا على حالهما فترة طويلة من الزمن.
استدعى الزوج في أحد الأيام إلى سفر من جهة عمله يمكث فيه فترة حتى انتهاء الأعمال، سافر الزوج بعد أن ودع زوجته الجميلة التي كانت مشرقة الوجه نضرة البشرة ذات عينين جميلتين وشفاه كالورود مع حسن أخلاق وطيبة قلب.
وخلا تلك الفترة تعرضت الزوجة لمرض ألم بها، ولم تخبر الزوج، كان المرض جلدي وبالتحديد شوه مظهر وجهها وجعلها تبدو كالبشعة، كانت تؤلمها مشاعرها ولكنها لم تستطع أن تبلغه بما آل إليه حالها ومظهرها.
عاد الزوج من سفره كالعادة، ولكنه ما إن شاهد زوجته حتى اعتذر منها وطلب أن تدله على مكان للجلوس، ثم أخبرها أن قد أصيب بحادث وكان نتيجته أن فقد البصر.
تألمت الزوجة الحنون على ما أصابه من، ولكنها كانت تحمد الله كثيرا في قلبها أن لم يعد يرى بشاعتها وقبحها.
استمرت حياتهما على سابق عهدها من الرأفة والسلام والمحبة، حتى أصيبت الزوجة بمرض خطير وتوفت، وبينما كانت مراسم الدفن تقام، ووقف أحد الحاضرين يراقب الزوج من بعيد الذي كان يبكي حزنا عليها.
بعد قليل التف الزوج عائدا إلى منزله، فسأله الرجل عن وجهته مستنكر ذلك وهو لا يبصر؟، تبسم الزوج بحزن قائلا: لقد كنت أدعي العمى حتى لا أجرح زوجتي الوفية ولا أعرضها لإحراج لما أصابها من مرض لم يكن لها ذنب فيه، ولكني أبصر.
اقترحت زوجة على زوجها ذات مساء وهما يتسامران أن يتزوج عليها بأخرى؟ فتعجب الزوج وسألها عن السبب، أخبرته بأن هما يعيشان في هناء وسعادة ولكن فرحتهما منقوصة بعد أن اكتشفت عدم قدرتها على الإنجاب.
وأنها تحب أن ترى له ذرية تحمل اسمه وتفرحه وتكون قرة عين له، فوافق الزوج على ما طلبت وأخبرها أنه سيختار واحدة من حيث لا يعرفان لا هو ولا هي.
استعد الزوج للزواج بأخرى فأنشأ منزلا خاصا للزوجة الثانية وجهزه كما ينبغي، ثم ذهب الزوج إلى عمله، وبعد فترة جاء بالزوجة مغطاة لا أحد يتبين منها شيئًا، كانت صامتة وجامدة وكأنها مأمورة بالصمت، تركها الزوج في منزلها المخصص لها.
عاد الزوج إلى زوجته الأولى يخبرها بالأمر، وأنه نفذ ما طلبت، وفي اليوم التالي بدأ يومه كالمعتاد واتجه إلى أعماله الروتينية، وبعد انتهاء الدوام رجع إلى زوجته الأولى فوجدها تنتحب وتبكي متألمة، شاكية له ما كان من أمر الزوجة الثانية وأنها ضربتها وأهانتها وسبتها.. ‘إلخ
لم يرض الزوج بهذا الأمر وتناول عصا غليظة ثم قام بها إلى الزوجة الثانية ومعه الأولى لترى كيف يؤدبها، ثم ضربها ضربة على رأسها فتهشمت وتحطمت، وإذ بها جرة كبيرة من الفخار مغطاة بملابس وأغطية لتبدو كالإنسان، وعندها قال الزوج لزوجته: والأن هل أدبتها لك؟
خجلت الزوجة وقالت: اعذرني فالضرة مرة ولو كانت جرة.
في يوم من الأيام استيقظ علاء من نومه باكرًا على ألم غير معتاد في ساقيه، كان الألم شديدا فأخذ يصرخ وينادي على والديه اللذان أسرعا لتلبية النداء ورؤية ما يحدث، أخبرهما بما يشعر فتفحصا ساقيه فإذا بهما أثر من تورم.
سأل والد علاء ابنه قائلا: ماذا فعلت البارحة يا علاء؟، قال علاء: لقد كنت أركض يا أبي في ساحة المدرسة مع زملائي نتسابق، ولكننا نفعل هذا كل يوم ولم يحدث لي شيء.
قال الأب: وهل هذا التسابق تحت إشراف المعلم يا علاء واتباع نصائحه؟، قال علاء: لا يا أبي كنا نلعب من تلقاء أنفسنا، ولكن أحد زملائنا قال لنا أن هناك شروطًا للتسابق وذكر أنه يجب أن نقوم بإحماء قبل اللعب، لكننا لم نستمع إليه.
تدخلت الأم قائلة: يجب أن نذهب بك إلى الطبيب فورا؟، اصطحب الأب والأم ابنهما إلى عيادة الطبيب المختص بالعظام وإصابات الرياضة، الذي فحص ساقي علاء وأخبرهما بأنها متورمة بسبب الضغط والتعامل غير السليم أثناء اللعب، وكان من الممكن أن تؤدي إلى كسور تستلزم معالجة كبيرة.
ضمد الطبيب علاء وربط ساقيه بالشاش وطلب منه ألا يتحرك لمدة أسبوع حتى تبدأ ساقيه بالتحسن ويخف الورم عنهما، وأن يتناول الفاكهة والخضار بدلا من الحلوى والمأكولات الدهنية والدسمة، كذلك الألبان والبيض.
اتصل وائل زميل علاء به في اليوم التالي يخبره بأن موعد الحفل المنتظر قد تم تقديمة ليكون في اليوم التالي بعد هذا الاتصال، وأن المعلمين وضعوا خططًا جميلة للحفل وجديدة عما كانت معدة له سابقا، أخبر علاء زميله بأنه لن يستطيع الحضور بسبب إصابة ساقيه وما قاله الطبيب له.
قام وائل بتصوير الحفل وذهب لزيارة علاء المريض وراه الحفل ووصف له كيف كان مبهجا وكل من حضره كان مسرورا، ندم علاء على أنه لم يستمع للنصيحة وقرر أنه سيلتزم بالتعليمات بعد ذلك في أي عمل يقوم به.
في وقت مضى من بعيد كانت قرية جحا تعيش أمنة ومطمئنة، كان بها شخص فقير، كان لديه فقط بهيمة واحدة من نوع الماعز، كان يسمنها ويهتم بها وكأنها صديقته وأنيسته أو كأحد أبنائه.
رأها الناس ذات مرة فأعجبتهم، فطمعوا في أن يأكلوا منها، وألحوا على مالكها بهذا الأمر، رفض الرجل بإلحاح، وأنكر عليهم طلبهم واستكثارهم إياها عليه، فهي فقط ما يملك من البهيم وهي سلوانه ورفيق سكونه.
لما يئسوا منه مكروا له ودبروا حيلة واختاروا منهم واحد الذي اختطف النعجة وسرقها من الرجل الفقير، ثم قاموا بذبحها وأكلها كما خططوا.
علم الرجل بالأمر فحزن بشدة ولكنه لم يظهر لهم ذلك وتظاهر بأنه فقدها وسوف يعثر عليها يوما، لكنه أضمر الانتقام من الشخص الذي فعل بهيمته الماعز هذا الفعل.
كان لهذا الرجل بهيمة كبيرة من البقر، كانت محل اهتمامه وعنايته، مكر بها صاحب الماعز وسرقها كما سرقت بهيمته من قبل، ثم ذبحها وأكلها.
حزن صاحب البقرة عليها وكان يردد ويشعر في أوصافها مرارا وتكرارا، حتى أنه كرر نفس الأمر في مجلس مع الجمع في وجود صاحب الماعز، الذي اعترض عليه وعلى مبالغاته، فاحتدم الخلاف بينهما، ما استدعى صاحب الماعز أن يطلب من ابنه الإتيان بجلد البقرة وبعض منها ليتأكد للحشد أنه كاذب ومبالغ.
عرف الرجل أنه قد تم المكر به كما مكر من قبل بماعز الرجل، وان عاقبة المكر وخيمة، وكما تدين تدان.
حكاية تراثية من قصص بلاد أوروبا، يحكى فيها أن ملكًا من أحد الملوك كانت لديه ابنة بارعة الحسن والجمال، كانت نظيفة وأنيقة وحسن الوجه وذات شعر حريري فضفاض طويل، وعيناها كحبات العنب خضرة وصفاء، لكنها كانت أنانية ومدللة.
تقدم لها كثير من الخطاب من أبناء الأمراء والنبلاء، فكانت تعيب عليهم أتفه الأمور وتسخر من مظهرهم، هذا قصير، وهذا أسمر، وهذا ليس وسيمًا، وهذا أنفه طويل كالمنقار، وهذا كالطفل وهكذا.
سأم والدها من تعجرفها وغطرستها وتكبرها على جميع العرسان، فأقسم أن يزوجها أول رجل فقير يطلب يدها، شهقت الفتاة وأنكرت على أباها هذا الأمر لكنه لم يستمع لها. بالفعل زوجها الأب الملك لعازف فقير كثيف الشعر واللحية مهلهل الثياب يرتدي دوما قبعة عريضة، يظهر كالمتشرد.
بكت العروس بكاءًا حارا وهي تتجه إلى منزل زوجها المتواضع بعد أن كانت تسكن القصر ويخدمها خدم وحشم كثير، طلب منها الزوج أن تعد له الطعام، لم تعرف كيف تتصرف وأفسدت الطاعم الموجود.
أخذ الزوج الغاضب يكيل لها الإهانات وأنها عديمة النفع ولا تصلح لأي شيء، بدأ يعلمها وكانت تحاول أن تتجنبه وتتجنب هذه الحياة لكنها لم تفلح، اعتادت الأميرة على هذه الحياة خاصة بعد أن كانت ترتاح لحديث زوجها وعزفه لها كلما جلسا بالمساء، حتى شعرت من داخلها بالألفة نحوه.
ذات يوم عاد الزوج مقهورًا حزينًا، يصف لها تعبه وتعرضه لقهر الحاكم في مملكته التي كانا يعشان فيها بعيدا عن مملكة والدها، وانه طلب منه العزف وتسلية الجماهير فيها وإلا عاقبه عقابًا شديدًا.
رأفت الزوجة بحال وجها وتطوعت هي للمساعدة، وبالفعل اتجهت مع آلة العزف إلى القصر وعملت على تسلية الجماهير، وبعد الانتهاء قامت بجمع الطعام اللازم لها ولزوجها ثم عادت على المنزل، ولكن قبل ان تخرج من قاعة الاحتفال نادها الحاكم وسألها عن بعض أحوالها.
لكن سرعان ما شعرت بغصة وألمًا في قلبها حيث أدركت ما كانت عليه من التوحش والغرور والأنانية فبكت وسقطت منها جرة الطعام، فتركتها وأخذت تجري خارجة من القصر والدمع يملأ مقلتيها، فوجئت عند أسفل الدرج بزوجها يبسط يده لها يتلقفها.
سألته عن سبب مجيئه، ولماذا لم يرتاح، أزاح الزوج الشعر الكثيف ولقبعة واللحية، وكذلك الملابس المهترئة فاتضح لها أنه ذلك الحاكم ذو الأنف الطويل الذي كان يحادثها منذ قليل في القصر.
طمأنها وأخبرها بأن كل هذا إنما كان مدبرًا مع والدها حتى تعود على الإنسانية وتتعلم معنى الحياة وقيمة الأشخاص، فالمظاهر ليست بأساس للحكم، وغنما الجوهر والأخلاق الحميدة.
يحكى أن مجموعة من البسطاء كانوا يعيشون في قرية صغيرة محدودة المساكن والساكنين، كانوا يتعاونون على أمور حياتهم بكل هدوء وألفة وسلام، حتى بدأت الأجيال الجديدة تكبر وتتدخل في مجريات الأمور ويكون لها سلطة وكلمة مسموعة.
بدا الخلاف يدب بين أفراد المجموعة في القرية، حتى أنهم بدأوا يتصرفون على أهوائهم وحسب ما يراه كل منهم في تحقيق المصلحة.
الأمر الذي نتج عنه تشتت وخراب عظيم حل بهم وبمزروعاتهم وكذلك أدى للشحناء والبغضاء فيما بينهم حتى كادت الحرب تقع بينهم.
اقترح واحد منهم أن يعينوا عليهم حاكما يرجعون إليه في اتخاذ أي قرار، فوافقوه على هذا الرأي وبالفعل نفذوا هذا الأمر لكنهم اختلفوا فيمن سيتولى السلطة عليهم، ولمّا أعياهم الاختيار قرروا اتخاذ حاكم من مكان آخر.
أرسلوا لوالي المدينة الكبيرة التي تنتمي قريتهم إليها لكي يرسل إليهم حاكمًا غريبًا عنهم، فسخر الوالي من هذا الأمر وقرر أن يلقنهم درسًا، فأرسل لهم شخصا من قرية كانت بينهم وبينها عداوة قديمة لكنهم نسوا هذا واختلطوا معا في مشاغل الحياة وأمورها.
قدم هذا الحاكم الجديد على القرية لكنه لم يختلط بالسكان ولا تعرف على أهلها، ظنه أهل القرية يعاني من رهبة الحكم لأول مرة أو لأنهم غرباء عنه، فقرروا ترك فرصة له لكي يختلط بهم.
نام القرويون أمنين إلا أن أحد السكان وكان عاقلا ارتأى أن هذا تصرف غريب لحاكم، فراقبه ولم ينم، لاحظ هذا القروي أن الحاكم يدبر في الخفاء للاحتلال القرية من أعدائها السابقين، سلب كل ما فيها لصالح تلك القرية، كما لاحظ استعداده لإهلاك القرويين إن تطلب الأمر.
حذر القروي الأمين أهل القرية فاستعدوا واتخذوا لهم أماكن أمنة، فلما طلع الصباح لم يجد ذاك الغريب أي من السكان فوجئ بارتداد تدبيره عليه ففر هاربا ولم يعد، وقرر أهل القرية أن لا ينصبوا أي غريب عليهم بعد هذا اليوم.
وتعلموا أن التعاون والاختيار الأصلح يتم بموافقة الجميع واختيار الأصلح من أهل القرية لا من خارجها.
هذه القصة منها عبرة أكثر منها حكاية، إذ يحكى بأن حكيما كان يجلس فري زاوية من السوق، اشتهر عنه قصه المضحك، تجمع حوله الناس كي يحكي لهم قصة من قصص مخيلته الخصبة المضحكة، فانتقى لهم إحدى هذه القصص وسردها بإتقان.
كان نتيجة ذلك أن ضحك الحشد بأكمله ضحك القهقرة العميق، ثم ما لبث أن رواها مرة أخرى بعد ساعة، فتقلص عدد الضاحكين إلى النصف، وأعد الأمر بعد نصف ساعة فقل الدد، وهكذا حتى لم يعد أي واحد في الجماهير يستسيغها كشيء مضحك، عندئذ ماذا قال الحكيم؟
قصة أضحكتكم وتكررت لساعات فلما لم تعودوا تضحكون؟، إن كان هذا حالكم مع الشيء المضحك، فلماذا تستمرون بالعويل والنحيب والأحزان على الجروح والألم إلى ما لانهاية؟
روي أنه بأحد الأزمنة كان هناك حاكمًا عادلاً، يكافئ المجتهد ويعاقب الظالم، ذات يوم أرسل إلى أحد المواطنين الذي سمع عنهم خيرا كثيرا بأن الملك يستطيع مكافأتك بملكية كل الأراضي التي تستطيع الوصول إليها سيرًا على قدميك.
فرح المواطن وجدّ في السير أميالا وأميالا، وفي كل مرة أراد أن يستريح ويتوقف كان الطمع يغلبه وتزدان في عينه الأرض الشاسعة التي يمكنه امتلاكها، فظل يسير أشهرا حتى قيل إنه هلك بعد أن ضاع ولم يعد يستطيع العودة، فقد ضل الطريق، ونال منه التعب مبلغا عظيما.
فلم يستطع أن ينال ما اشتهى ولا هو قنع بالقليل أو الممكن، وهكذا يمكن أن يكون الطموح قاتلا إن لم يقف عند حدود معينة، فإن تجاوزتها يمكنك إعلاء الطموح لسقف محدد حتى تتجاوزه، وإلا أصبحت كهذا المواطن لا خيرًا نال ولا بقي حيث كان.
روي عن حجا زواجه من اثنتين، فكانت كل واحدة منهما تتدلل وتستفسر منه عن مدى حبه وتعلقه بها، كان جحا زكيا ونبيها، فأراد ألا يقع في فخ ومكائد الضرائر خاصة إن اتحدوا عليه، فماذا فعل؟
قام جحا بإعطاء كل زوجة عقدا بلون معين، ونبه على كل منهما ألا تريه لضرتها بحجة أنه دلاله حبه لها، فحدث أن تشاجرتا ذات مرة فانقضا عليه وسألتاه عن مدى تعلقه بكل منهما، فاحتار جحا وفكر قليلا ثم قال: إني أحب التي معها العقد الأزرق، فهدأت المرأتان وظنت كل منهما أنه يحبها أكثر عن ضرتها الأخرى.
للمزيد يمكنك متابعة : –