نسرد لكم بعض القصص التي تساعد الطفل على اكتساب بعض المهارات العقلية والحياتية، وغرس بعض القيم الإيجابية في نفوسهم من سنا صغيرا وتتضمن تلك القصص الآتية:
الأسد والغزالة
إلى أن جاء اليوم على الغزالة ووقع اختيار الأسد عليها لكى يأكلها.
كان الحزن والخوف يمتلكان الغزالة، كما كانت تمتلك بعض الأطفال الصغار الذين كانوا يبكون وهى ذاهبة إلى الأسد لكى يأكلها.
وفجأة خطرت فكرة في بال الغزالة وهو يقترب منها لكى يلتهمها.
قالت له الغزالة بأن هناك أحد الأسود الآخرين الذين يودون أن يستحوذوا على نفوذه ويستولى على الغابة.
اشتد غضب الأسد كثير مما قالته الغزالة وطلب منها أن تريه مكان هذا الأسد الدخيل على الغابة.
استطاعت الغزالة أن تقوم باستدراجه إلى إحدى البحيرات العميقة، وفور أن رأى الأسد انعكاس صورته قام بالهجوم عليها ظنا منه بأنه العدو، وسرعان ما سقط في تلك البحيرة إلى أن غرق تماما ومات.
العبرة المستخلصة من هذه القصة عدم الاستسلام وضرورة التحكم في الغضب الذي لا يهلك إلا صاحبه.
الرجل الكهل والكلب
في يوم من الأيام كان هناك رجلا كهلا يمشى في الصحراء نهارا قاصدا وجهته، كانت درجة الحرارة عالية للغاية مما جعل الرجل يشعر بعطش شديد.
حاول أن يبحث عن الماء لكى يروى عطشه ولكنه لم يجد.
استمر عطش الرجل لمدة زادت عن الثلاث ساعات وفجأة ظهر له بئرا يحتوى على ماء بعد أن جلس يسترح طويلا بعد أن أرهقه التعب.
لم يصدق الرجل نفسه فور رؤيته البئر وهرع إلى البئر لكى يشرب منه.
بعد أن قام الرجل بالارتواء وبدأ يستعد للذهاب واستكمال رحلته ظهر له إحدى الكلاب.
نظر إليه الكلب طويلا وهو يلهث مما يشير بكونه عطشا.
لم يتردد الرجل كثيرا وقام على الفور بخلع حذاءه ليملئ به الماء من البئر ويضعه للكلب.
انتظر العجوز حتى ارتوى الكلب، وذهبا كلا منهما في طريقهما.
القطة الحائرة
يحكى أن كان هناك بعض القطط التي كانت لا تحب شكلها بالرغم من كونها جميلة وتتمتع بفرو أبيض وعيون زرقاء
إذ أنها كلما رأت أحد الحيوانات تمنت أن تكون مثله، فكلما كانت ترى الطيور كانت تتمنى لو أنها استطاعت الطيران مثله.
وكلما رأت أحد الأسماك تمنت أن تعوم مثله في البحار.
وفى يوم من الأيام وهى تتجول في أحد الشوارع رأت إحدى الخراف وتمنت أن تحظى بفرو بنيا مثله.
تمنت أن تصبح ثمرة في إحدى الأيام وبالفعل قامت بغطاء كامل جسدها ببعض أوراق الشجرة وذهبت لتأخذ بعض القيلولة.
شعر بأن هناك شيئا غريبا يتحرك بالقرب منها ويريد أن يلتهمها.
اتضح بأنه الخروف الذي ظن بكونها ثمرة وأرد أن يأكلها، ففرت القطة هاربة وظلت تحمد الله عز وجل على كونها قطة ومنذ ذلك اليوم لم تتمنى القطة أن تصبح شيئا أخر غير هذا.
قصص مسلية للأطفال قبل النوم
نستكمل معكم أبرز القصص التي تزيد من قدرات الطفل الذهنية والعقلية وتزوده بخبرات الحياة في إطار أخلاقي، وتتمثل هذه القصص في الآتي:
الأعمى البصير
يحكى أحدهم عن زوجان كان يعيشان في سعادة وحب وتسود الرحمة والمودة بين علاقتهما كما أمر الله عز وجل.
وفى يوما من الأيام سافر الرجل إلى إحدى رحلات عمله لمدة شهر من الزمن بعد أن أبلغ زوجته بهذا الأمر واتفق معها، وقام بتوديعها مثلما يفعل دائما.
وكانت زوجته امرأة شديدة الجمال، فلقد حباها الله شكلا رقيقا مميزا وكان زوجها يحمد الله كل يوم لكونها زوجته كما أن كانت تتمتع بأخلاق رفيعة.
كانت تتصدق على الفقراء والمحتاجين، وكانت تعطف على الحيوانات وتقدم لهم الطعام والشراب.
وفى يوما من الأيام أصاب الزوجة أحد الأمراض الجلدية النادرة والتي ليست لها علاج.
أصاب هذا المرض كافة مناطق وجهها وجسدها، كانت تبكى وهى تصلى وتحمد الله على البلاء الذي أصابها.
بعد مرور شهرا واحدا عاد الزوج إلى بيته وطرق الباب ففتحت له الزوجة ودخلا معا إلى البيت.
طلب منها أن تقوم بإسناده إلى الفراش لأنه لا يستطيع أن يرى بعد أن فقد بصره في إحدى حوادث السير في رحلة عمله.
تألمت الزوجة شديدا لما حدث مع زوجها ولكنها حمدت الله بأنه لم يعد يرى جمالها الذي شوهه المرض.
عاشا الزوجان معا إلى أن توفت الزوجة، حزن الزوج كثيرا على زوجته وبعد الانتهاء من مراسم الحزن توجه الرجل قاصدا بيته وهو يبكى.
فسأله أحد الحاضرين كيف له أن يقصد منزله وحده وهو لا يرى؟
أجاب الزوج بأنه طيلة الأيام التي عشاها معا بعد إصابتها بالمرض كان يدعى إصابته بالعمى حتى لا يجرح شعور زوجته.
الراعي والذئب
يحكى أن كان هناك أحدى راعى الأغنام يعيش في قرية بسيطة ويقوم بالاسترزاق من وراء الخراف والأغنام ولكنه كان يحب أن يلهو بالناس كلما أحس بالملل.
فقد كان يخرج إلى شوارع القرية كل ليلة ويصيح بأن هناك أحد الذئاب الين يحاولون أن يلتهمون خرافه، فيسرع إليه أهل القرية لإنقاذ خرافه فيضحك هو ويخبرهم بأنه كان يلهو معهم.
كان يكرر كذبته دائما إلى أن جاء أحد الأيام ورأى أحد الذئاب يقترب من خرافه، فصاح إلى أهل القرية وهو يبكى، ولكنه في هذه المرة لم يستطع أحد تصديقه واعتقدوا بأنه يكذب مثلما الحال في كل مرة.
قام الذئب بالتهام خرافه ولم يستطع أحد إنقاذ وخسر خسرانا شديدا على كذبه ولهوه.
أهمية القصص للأطفال بعمر الثلاث سنوات
تكمن أهمية القصص في تقويم سلوك الاستماع عند الطفل، إذ أن الأطفال في هذا العمر يحبون أن يستمعوا جيدا لكافة ما يقال لهم، إذ أن عقولهم لا تزال صفحة بيضاء يقوم الآباء والأمهات بملئها عن طريق هذه القصص وغرس القيم الإيجابية فيهم.
تعمل القصص أيضا على تحسين مهارات التواصل مع الوالدين، فتظل عالقة في أذهانهم إلى حين يكبرون ويتذكرون تلك الأوقات التي كان فيها أحد والديهم يهتم بهم ويسرد لهم القصص الشيقة.
تزيد القصص من التخيل عند الأطفال، فبمجرد سماعه القصص وشخصياتها يقوم على الفور برسم صورة خيالية في ذهنه يستطيع الغوص معها والاندماج أثناء سردها.
تساهم في اكتساب الطفل مزيدا من المعاني وتقوية الجانب اللغوي.
تساعد في بناء شخصية الطفل بصورة إيجابية، فهم يميلون إلى المحاكاة دائما والربط ما بين المواقف البسيطة وما يُروى عليهم.
تزيد من التركيز عند الأطفال وتقضى على تشتت الانتباه الذي ينتابهم عادة في هذا العمر.
