يعني مفهوم الظلم أن يجور شخص على حق شخص آخر، وهي من الخصال الذميمة فقد نهى الرسول عن ظلم الآخرين فقد قال” اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة” فإن الإنسان الظالم يخسر أعماله الصالحة ويصبح آثم وسينال عقاب الله في الدنيا والآخرة.
قصة العامل الفقيرِ
في بلده بعيدة كان هناك عامل فقير يعمل في إحدى المصانع، وفي يوم قرر صاحب العمل استبعاد بعض العمال ولم يعطيهم حقوقهم المالية.
شعر العامل بقلة الحيلة والظلم، فلم ينال حقه ولا يعلم كيف سيعيش بدون عمل.
عزم الشاب على الانتحار بعد أن فقد الأمل في الحياة، وقرر أن ينتحر غرقا في البحر.
أثناء وجوده على شاطئ البحر، كان هناك رجل يجلس ويتعقبه من بعيد وحين رآه يعتزم على الانتحار اسرع في إنقاذه.
جلس الرجل الحكيم مع العامل يتحدث معه ويفهم لماذا قرر إنهاء حياته بتلك الطريقة.
شرح العامل ما مر به من ظلم، فقد أصبح بدون عمل ولا يريد أن يعود لأسرته بدون مال ولا طعام.
تحدث الرجل مع العامل بضرورة الرضا بقضاء الله والتوكل عليه، وان الله يعاقب الظالمين وينصر المظلومين وعليه السعي وراء رزقه فلن يضيع حقه بإذن الله.
شعر العامل بالراحة النفسية بعد التحدث مع الرجل الحكيم، وعاد إلى أسرته.
بعد فترة بدأ العامل العمل في مصنع آخر وحصل على أجر مالي كبير، وعلم أن صاحب المصنع الظالم قد خسر أمواله بعد استبعاده لجميع العمال وظلمه للعاملين معه.
تذكر العامل حديث الرجل الحكيم بأن الله قادر على تغيير الأحوال لصالح العباد، وإن لكل ظالم نهاية وعلى جميع البشر التوكل على الله وعدم اليأس فإن أقدارنا بيد الله وعلينا الرضا بها.
قصة الحاكم الطاغي وظلم الوالدين
كان هناك حاكم قوي يحكم مملكته بكل جبروت وظلم، وفي يوم من الأيام شعر بالتعب الشديد.
استدعى الوزير أكبر أطباء المملكة، وشخص مرض الملك ووصف له العلاج.
ظل الحاكم الطاغي يتناول العلاج لفترات طويلة إلا حالته لم تتحسن وظل المرض محتل جسده.
اجمع الحاكم كافة أعوانه في القصر وقال لهم إن لم تأتوا إليا بطبيب ماهر ينجح في علاجي سوف أقتلكم.
خاف الوزراء من بطش الحاكم، وبعد فتره من البحث وجدوا رجل حكيم يعالج الناس من الأمراض النادرة، وقاموا بإحضاره إلى الحاكم.
خاف الحكيم من الملك الطاغي، وقال له إن علاجك هو تناول كبد شاب قوي ذو بشرة بيضاء وعيون غزلان ويملك شجاعة الفرسان وحكمه النبلاء.
أمر الحاكم بالبحث في البلدة عن شاب بتلك المواصفات والإتيان به إلى القصر.
كان هناك شاب قوي وعاقل يعيش مع أبويه ويقوم بزراعه الأرض ورعي الغنم، لكن أسرته كانت شديدة الفقر.
أثناء بحث الوزراء عن شاب يقتل لعلاج الحاكم، وجدوا ذلك الشاب المتطابق للمواصفات، لذا عرضوا على الأهل الكثير من المال مقابل أخذ المال.
وافق الوالدين بكل افتراء وجحود على طلب مساعد الملك، وقاموا بإحضار الشاب إلى القصر.
بدأ الوزراء في تجهيز مكان إعدام الشاب حتى يأخذ الحاكم كبده لكي يشفي من المرض.
لاحظ جميع الأشخاص هدوء الشاب وعدم الاعتراض على القرار، بل كان مبتسم وهادئ.
اجتمع الناس في الساحة لمشاهدة الحاكم الطاغي يقتل الشاب، وجاء الوزراء والأطباء والرجل الحكيم.
وجد الحاكم أن الشاب مبتسم ولا يعترض على أي شئ، وحين سأله كيف تصبح هادئ بتلك الدرجة وسوف تقتل بعد بضع دقائق.
رد الشاب: أنني اتق في الله واعلم أنكم سوف تحاسبون على ظلمكم لي حساب عسير.
تعجب الملك من حكمه الشاب، وشعر بالخوف من عقاب الله له على ذلك الإثم والظلم البين، لذا قرر ترك الشاب.
أصبح الملك رجل صالح يخشى الظلم، وبعد أنتشار العدل في البلدة تحسنت حالة وشفي من المرض.
قصه عن الظلم للأطفال
تساعد القصص والروايات في تعلم الصغار السلوكيات الحميدة وغرز الخصال السليمة في نفس الطفل، لذا يجب المداومة على قراءة الروايات المفيدة حتى يتعلم الأطفال الحقوق والواجبات وطرق التعامل مع الآخرين.
قصه نهاية كل ظالم
كان هناك رجل ظالم يعيش وسط الناس ويرى أن من حقه أخذ ما يشاء من أي شخص، إذ أنه الأقوى والأشجع.
وفي يوم أثناء سير الرجل في القرية، لاحظ أن هناك رجل فقير يصطاد من البحيرة.
رأى الرجل أن الصياد نجح في صيد سمكه كبيره للغايه، وطمع فيها ورأى أن من حقه أخذها.
ذهب الرجل إلى الصياد وقال له سأخد منك السمكة.
رد الصياد: تلك السمكة هي رزق وقوت أسرتي، فلا املك المال حتى اشتري لهم الطعام.
قال الرجل الظالم: اخرس أيها الصياد، فلا شأن لي بقصتك.
أخذ الرجل السمكة من يد الصياد، وذهب بها مسرعاً.
مرت الأيام وأصيب الرجل الظالم بمرض شديد، وعلى أثره سوف تقطع يد حتى لا يصل المرض لجميع أجزاء جسده.
ذهب الرجل لكافه الأطباء واجمع الجميع على بتر ذراعه فلا يوجد علاج غير ذلك.
كبر سن الرجل وشعر بمدى طغيانه، وتذكر ظلمه للصياد فقرر البحث عنه حتى ينال عفوه.
أخذ يبحث عن الصياد وفي النهاية وجده وطلب مقابلته.
قال الصياد: أنني دعوت الله أن يريني عجائب قدرته في ظلمك لي.
رد الرجل: لقد تبت عن ظلمي وبطشي في الناس، وقد حقق الله دعاك فإنني مريض وأريد مسامحتك.
سامح الصياد الرجل حيث شعر أنه أدرك أن الظلم من الآثام التي يعاقب عليها العباد في الدنيا والآخرة.
قصه عقاب الظلم في الدنيا
كان هناك سيده كبيره تعيش مع ابنها وزوجته التي ترعاها وتساعده في أمورها وتجهز لها الطعام كل يوم.
في يوم قالت الأم لابنها: أنني أريد تناول اللحم فقد اشتهيت مذاقه.
تعجب الرجل من كلام امه، فقد كان يحضر اللحم كل يوم حتى تطهي منه زوجته لهم ولامه.
تحدث الرجل مع زوجته وقد أخبرته أن هناك طائر غريب يأتي كل يوم يأكل نصيب امه من اللحم ولا تعلم من أين يأتي.
ظن الرجل بأن زوجته تكذب، لذا قرر أن يراقب زوجته أثناء إعدادها للطعام.
وجدت الرجل أن زوجته تقوم بإعداد الطعام وحين وضعته في الوعاء، أتي طائر وأخذ اللحم بفمه ثم طار بعيد.
اندهش الرجل من ذلك المشهد الغريب، وعلى الفور ذهب إلى والدته.
حكى الشاب القصة لوالدته باندهاش شديد، وحين سمعت السيدة حديثة بدأت في البكاء بقوه دون توقف.
حاول الشاب تهدأت والدته لكي يفهم ما يحدث ولما تبكي.
قصت السيدة على ابنها أنها كانت تسيء معاملة أم زوجها، ودائما تتناول اللحم قبل أن تجهز لها الطعام، وما يحدث الآن هو عقاب الله لي على ما قمت به من ذنب.
أخذت السيدة تدعو الله وتستغفره عن ما قامت به من ذنوب، وتأمل أن يسامحها الله عز وجل ويقبل توبتها.
نتعلم من تلك القصة أن غضب الله يحل على الظالمين في الدنيا، فمهما طال الوقت سوف يعاقب الظالم على ظلمه وسوف يرد الحق لصاحبه.