تنمي القصص والروايات قدرات الأطفال وتساعد في تقوية الذاكرة والخيال الابداعي، كما يتعلم الطفل السلوكيات الحسنة والخصال الحميدة، لذا يفضل قراءة القصص التي بها عبرة وموعظة حتى يدرك الطفل المفاهيم الصحيحة.
أن الله يراني
يذهب مجموعة من الأطفال إلى معلم القرية من أجل حفظ وفهم آيات القرآن الكريم، وفي يوم أحضر المعلم مجموعة من التفاح وأعطى كل طفل ثمرة.
قال المعلم: ليذهب كل منكم إلى مكان لا يراه فيه أحد لكي يأكل التفاح.
بالفعل ذهب كل طفل إلى مكان مختلف، وفي اليوم التالي حضر الجميع إلى الدرس.
بدأ المعلم يسأل الطفل الأول: أين أكلت التفاح؟ أجاب في المنزل.
قال الثاني: أكلت التفاح في الحديقة، والثالث أضاف أنه أكلها بداخل الدولاب.
وجد المعلم أن الطفل الرابع لم يأكل التفاح، فقال له لماذا لم تأكلها؟
جاوب الطفل: لأنني لم أجد مكان لن يراني فيه الله، لذا لما أكلها.
قال المعلم: هذا بالضبط المقصد من الاختبار، أن الله يرى جميع أفعالنا.
قصة عمر بن الخطاب والمرأة الفقيرة
كان هناك سيدة فقيرة تعيش بجانب الجبل على أطراف البلدة، وفي يوم حين ذهب الخليفة عمر بن الخطاب ليتفقد أحوال الرعية والقوم، سمع بكاء شديد لأطفال يأتي من بعيد.
تتبع عمر الصوت إلى أن وصل لكوخ ووجد طفلين يبكيان بشدة، والأم تضع وعاء ماء فارغ على النار لتلهي الصغار بأنها تعد الطعام.
دخل عمر وبدأ التحدث مع السيدة وسألها عن الأطفال فقالت: أنني لا أملك طعام أو أموال حتى أجلب الأكل لصغاري، وحين يبكون أقوم بوضع وعاء الماء على النار حتى يهدأن قليلا إلى أن يناموا.
شعر عمر بالحزن الشديد بوجود فقراء في المدينة وهو لا يعلم عنهم شيء ولام نفسه بتركه للصغار بحاجه إليه، وعلى الفور ذهب مسرعاً لإحضار كيس من الدقيق وكيس آخر وبدأ في تحضير الطعام للأطفال.
طهي عمر الطعام وبدأ في إيقاظ الأطفال حتى تتناول الأم وصغارها وجبة العشاء، ووفر لها جميع احتياجاتها.
دعي عمر ربه أن يغفر له تقصيره مع تلك السيدة، فأخذ يصلي ويستغفر خوفاً من ذنب المرأة ومن مثلها.
نتعلم من تلك القصة أن الراعي يجب أن يهتم برعاياه ويحرص على توفير احتياجاتهم، لأنه مسئوليته وسوف يُسال عنهم في الآخرة.
قصة أبي بكر من الضيوف
من أبرز القصص عن الكرم خلال عهد الرسول قصة أبي بكر مع أهل الصفة وهم الذين لا يمتلكون مأوى أو مكان يعيشون فيه.
أعتاد الصحابة على ضيافته، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم”طَعامُ الواحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وطَعامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأرْبَعَةَ”، ومن الحديث يتضح أن النبي الطعام سيكفي الجميع بإذن الله.
قرر أبي بكر الصديق أن يطعم الضيوف، لذا أمر أبنه عبد الرحمن بإعداد الطعام لهم ويأكلوا ما يشاءون منه.
عاد أبي بكر ووجد الطعام كما هو لم يأكل منه الضيوف، فتعجب وسأل أبنه.
قال الضيوف أنهم لا يريدون البدء في الطعام بدونه، وبالفعل بعد حضور أبي بكر بدأ الجميع في تناول الطعام حتى شبعوا.
يتضح من القصة كرم الصحابة مع الضيوف وكيفية التعامل معهم، إذ يجب أن يكون المرء على قدر كبير من الجود فأن الله سوف يجزيه الخير والرزق على مساعدته للآخرين.
قصص لغرس القيم للاطفال
يتعلم الطفل من القصص الإسلامية لتعامل النبي مع الصحابة أهمية الصدق والأمانة وحسن الخلق، وضرورة التحلي بتلك الخصال والاقتداء بالرسول فأن هذا يرفع من شأن العبد وبذلك يصبح المرء مؤمن صالح.
شهاب الكذاب
يتعلم الطفل من تلك القصة أهمية الصدق وتأثير الكذب على الإنسان، فإن نهاية الخداع والكذب الوقوع في المصائب.
كان يعيش ولد يسمى شهاب في قرية صغيرة، ويعرف أنه طفل مشاعب يتمتع بروح الفضول ويحب تجربة كافة الأمور الغريبة، لذا دائماً يقع في مشاكل.
في يوم أراد شهاب الخروج إلى البحر من أجل التنزه واللعب، وأراد أن يسخر من الصيادين الموجودين بالبحر، لذا فكر في القيام بخدعة.
دخل شهاب إلى البحر وبدء في الصراخ” أنقذوني أنني أغرق”.
اسرع جميع الصيادين في إنقاذ الولد الصغير من الغرق، وحين أقتراب الجميع وجدوا أنه يمزح ويضحك بصوت مرتفع لأنه نجح في خداعهم.
كرر شهاب ذلك الفعل حتى علم الجميع بأنه شهاب الكذاب، لذا أصبح لا يصدقه أحد.
ذات مرة أثناء قيام شهاب بالسباحة لاحظ شدة تيار البحر، لذا لم يستطع التحكم في حركة جسده مما جعله أوشك على الغرق.
بدأ شهاب في الصراخ بشدة حتى يأتي الصيادين لإنقاذه، لكن لم يصدقه أحد.
كاد شهاب أن يغرق لولا اقتراب أحد الصيادين وإخراجه من الماء، وعلى هذا ذهب إلى المستشفى للعلاج.
تعلم شهاب من الدرس وأدرك أن نهاية الكذب سيئة وتؤدي إلى الهلاك، وقد أعتذر من جميع الصيادين وأصبح شخص صادق مع الجميع.
قصة التاجر الأمين
في بلدة صغيرة كان يعيش تاجر يٌعرف عنه بالأمانة والأخلاق والكرم، إذ أنه يملك محل لبيع الطعام بداخل السوق.
بعد فترة تعرض الرجل للخسارة، وأصبح لا يمتلك سوى القليل من البضائع، وبدأ الجميع يبتعد عنه بعدما أصبح فقير.
ذات يوم دخلت سيدة يبدو عليها الغنى والثراء، وطلبت أنواع من البخور المميز الموجود في محل التاجر، فكان الوحيد بالبلدة الذي يبيع ذلك النوع.
أخذت السيدة كمية من البخور ودفعت الأجرة للتاجر، وفي الليل أثناء غلق المحل وجد التاجر كيس ذهب ملقى على الأرض.
تذكر التاجر مجيء السيدة الغنية، وقال” بالتأكيد هي من تمتلك تلك الثروة”.
في اليوم التالي ذهب التاجر إلى شيخ البلدة وشرح له الموقف وشكل السيدة، وعلم أنها أميرة تعيش في أطراف البلدة.
اتجه التاجر إلى منزل السيدة، وطلب من الحراس مقابلتها.
حضرت السيدة وأعطاها التاجر كيس الذهب في يديها.
قالت السيدة” شكراً لك على أمانتك وحسن أخلاقك، وبسبب ذلك التصرف النبيل ستأخذ نصف الذهب من الكيس.
رفض التاجر وقال لها” أنني لم أفعل سوى الواجب، فلن أَخذ الكيس، وانصرف الرجل إلى منزله.
في صباح اليوم التالي وجد التاجر الكثير من الزبائن يترددون إلى المحل، مما زاد من سعادته.
كسب الرجل الكثير من الأموال، وأصبح غني وصاحب أملاك مرة أخرى، وعلم أن الصدق والأمانة سلوكيات حميده يجزى عليهم العبد، فمن تعامل بالحسنة سوف ينال الرزق والخير من الله.
قصة الخلق الحسن
كان هناك أخين صغيران أعتادا على اللعب بداخل المنزل، وفي يوم أثناء لعبهما كسر الابن الصغير زجاج النافذة.
أسرعت الأم حين سمعت الصوت لكي تطمئن على أطفالها، وقال من منكم المخطأ؟
نظر الصغيران لبعضهما البعض ثم قال الابن الصغير: أنا من كسرت الزجاج يا أمي.
لم تغضب الأم على الابن لأنه كان صادق معها ولم يكذب، لكنها نبهتهم بعدم لعب الكرة بداخل المنزل.
الصديق الأمين
في يوم أثناء لعب الطلاب في المدرسة، سقطت الأموال من حقيبة الطالب سامي وحين عاد للمنزل شعر بالحزن الشديد، فكان يريد شراء حذاء جديد.
في صباح اليوم التالي سأل سامي جميع زملائه وقال الجميع بأنهم لم يجدوا شيء، وكان زميلهم محمد غائب ذلك اليوم.
في المساء سمع سامي طرق الباب، وحين فتح وجد زميله محمد وقد أحضر الأموال معه.
سأل سامي: أين وجدت المال؟.
قال محمد: أثناء لعبنا في الحديقة قبل رجوعنا للمنزل وجد المال ملقى على الأرض ، فأخذته حتى أعطيه للمعلمه، لكني لم أستطع الذهاب للمدرسة بسبب شعوري بالتعب، لكني حرصت على إحضارها لك.
شكر سامي صديقه بشده على أمانته ومجيئه من أجله، ويتضح أن الأمانة صفة حميده يجب التحلي بها فهي ترفع من شأن الفرد وتجعله محبوب من الجميع.
