تقع عاصمة دولة البوسنة الهرسك في منطقة “وادي سراييفو” وهي تطل على نهر ميلجاكا، ويحيطها الجبال من أربعة جهات، وتلك الجبال تدعى جبال الألب الدينارية، وكانت تلقب حتى وقت قريب “قدس الغرب” لما تحتويه من تعدد عرقي وديني، فهي المدينة الوحيدة في أوروبا التي تجد فيها تنوع ديني في الحي نفسه، مسجد وكنيسة كاثوليكية وكنيسة أرثوذكسية ودير يهودي في ذات الحي، وهم الفئات الدينية الذين تعايشوا سويا في سارييفو لفترات زمنية طويلة، وتعد سراييغو هي نتاج مزدوج بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية.
ترجع أزمة سراييفو إلى الثامن والعشرين من يونيو للعام 1914 الميلادي، حيث اجتمع ست أفراد تابعين لتنظيم يدعى اليد السوداء السرية في سراييفو، وقرروا اغتيال وريث العرش النمساوي “الأرشيدوق فريناند” وكان ذلك أثناء زيارته هو زوجته لمدينة سراييفو، وعند مرور موكب “فريناند” قام نيديليكو- وهو أحد الستة- برمي أول الموكب بقنبلة، الأمر الذي أدى غلى إصابة ضابط الحراسة، وعدد من الأشخاص، ثم حاول آخرون اغتيال ولي العهد النمساوي ولكن السيارة استطاعت الهرب بسرعة من المكان.
قام بعدها ولي العهد بزيارة ضابط الحراسة للاطمئنان على حالة، وفي رحلة العودة مر الموكب بمنعطف خاطئ، والذي كان ينتظر فيه غافريلو، وكان مستعداً لإطلاق النار، وبالفعل أطلق رصاصتين الأولى أصابت بطن زوجة ولي العهد، والأخرى أصابت ولي العهد نفسه، وكانت إصابتهما حرجة فتوفيا إثر جراحهما.
قامت النمسا من جهتها بإرسال رسالة إلى الحكومة الصربية والتي كانت تشبه التهديد، فقبل الصرب بكل الشروط باستثناء شرط واح، فقامت النمسا بإعلان الحرب على صربيا، فتحالفت روسيا مع صربيا لنجدتها، فأعلنت الحرب على النمسا، وأعلنت ألمانيا بعده الحرب على روسيا بسبب دعمها لحرب النمسا، ثم دخلت فرنسا الحرب بعد أن أعلنت ألمانيا الحرب عليها، الأمر الذي دعا ببريطانيا إعلان الحرب على ألمانيا، ثم أعلنت النمسا الحرب على روسيا، ثم دخلت الدولة العثمانية إلى الحرب في التاسع والعشرين من أكتوبر بعدما قررت معاداة روسيا وقصف الموانئ الروسية على البحر الأسود.
يسود مناخ سراييفو مناخ قاري، وهو طقس مائل للبرودة، فهي تقع بين المناطق المناخية في أوروبا الوسطى والشمالية، ويعم البحر الأدرياتيك في سراييفو على اعتدال المناخ بشكل نسبي، فيبلغ متوسط درجة الحرارة سنوياً 9.5 درجة مئوية.
تتميز سراييفو بالعديد من المزارات السياحية الأخاذة، والتي منها ما يلي.
يعد أحد أقدم الأماكن السياحية في سراييفو، وهو عبارة عن سوق قديم، يوجد في مركز المدينة التاريخي، بحيث يعود تاريخه للقرن الخامس عشر الميلادي، ويوجد السوق على الضمة الشمالية لنهر ميلياتسكا في وادي سراييفو، ويجمع السوق الكثير من مجالات بيع الهدايا التذكارية والتحف القيمة، والتي ترتبط بشكل قوي بفنون وثقافة مدينة سراييفو.
هو جسر عثماني قديم، موجود على نهر ميلتسكا، وترجع أهمية هذا الجسر التاريخية أنه كان شاهداً على الشرارة التي أشعلت نيران الحرب العالمية الأولى، والتي بدأت عند اغتيال ولي العهد النمساوي، والذي يوجد بالقرب منه متحفاً خاصاً يوثق ذلك الحدث.
يرجع تاريخ إنشاء هذا المسجد إلى القرن السادس عشر ميلادياً، وهو أكبر مسجد في البوسنة والهرسك، ويعد شاهداً على فنون العمارة العثمانية في منطقة البلقان، ويعد هو المسجد المركزي للمدينة كلها، وهو حالياً المسجد الرئيسي للمسلمين في البوسنة والهرسك، ويقع هذا المسجد في حي بشارشيا التاريخي، ذلك الأمر الذي أكسبه شهرة سياحية كبيرة في سراييفو، وهو أول مسجد في العالم استخدم الطاقة الكهربائية للإضاءة عام 1898 ميلادياً.
تم إنشاء المتحف عام 1888 في عهد الإمبراطورية النمساوية، ويعد من الأماكن السياحية الأفضل في سراييفو، وهو أقدم متحف ثقافي وعلمي على الطراز الحديث في سراييفو، وتم بناء المتحف على الطراز المعاصر، ويتكون من أربعة أجنحة، لكل جناح فيها نمطاً خاصا، وتتوسط الأجنحة الأربعة حديقة نباتات.
يرجع تاريخ هذا السبيل إلى عام 1753، ويقع هذا السبيل في وسط المدينة التاريخي، وبالتحديد في الساحة الرئيسية بشارشيا، ويجذب هذا السبيل الكثير من الحمام بشكل كبير، وهذا التجمع للحمام دعى بالسياح إطلاق اسم ساحة الحمام على الساحة التي يوجد بها السبيل.
يرجع تاريخ هذا السوق المغطى إلى العهد العثماني، فقد بني في مدينة سراييفو عام 1551، وهو في قلب المدينة التاريخية بشارشيا، وبه الكثير من المتاجر التي تعمل في مجال بيع الهدايا التذكارية والتحف، بالإضافة إلى محلات الأقمشة والمجوهرات، كما يوجد به العديد من التحف الأثرية، والتي ترجع إلى العصور الرومانية القديمة والعثمانية، وصولاً إلى العصر الحالي.
بعد ما تم عرضه من معالم أثرية لا يظن القارئ أن المدينة ليست بها إلا آثار تاريخية وكفى، فتمتلك مدينة سراييفو العديد من المزارات والمعالم التي تهتم بالمناظر الطبيعية الخلابة، والأنشطة التي يمكن ممارستها في قلب الطبيعة الخلابة لسراييفو، ومنها ما يلي.
تتميز تلك الحديقة بالهدوء والمناظر الطبيعية الساحرة، والتي يحبها كثير من أهل المدينة أنفسهم، فهم يلجأون إليها هروباً من صخب الحياة وضغوط العمل.
يطل الجبل على مدينة سراييفو، ويقع في جنو شرق البوسنة والهرسك، على مقربة من مدينة سراييفو، ويصفه سكان المنطقة بجنة البوسنة والهرسك، لما فيه من جمال ومناظر ريفية خلابة، وهو من المناطق المفضلة لعشاق المغامرات وصعود الجبال، وفي فصول الشتاء القارس يتحول الجبل إلى ساحة للتزلج ضخمة.
يقع الجبل في وسط دولة البوسنة والهرسك، وعلى مقربة من مدينة سراييفو، ويتميز هذا الجبل بأنه يتغطى بالثلوج لفترات طويلة في السنة، الأمر الذي يجعله الأفضل لهواة التزلج على الجديد، واللعب بالثلوج، ومحبي تسلق الجبال، كما أنه يستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية.
يعد الشلال من اكبر واجمل الشلالات في البوسنة والهرسك، ويقع على مقربة من مدينة سراييفو، ويفصل بينهما مسافة 12 كيلو متر، وأجمل ما فيه أن الشلال تحيطه الغابات والعشب الأخضر من كل مكان، الأمر الذي من شأنه من تعديل نفسية السائحين وكل من يقرر الجلوس حوله قليلا.وهو منطقة سياحية مشهورة، بسبب جماله الاستثنائي، كما توجد أماكن خاصة للتنزه على طول طريق الشلال.
يعمل غالبية السكان في مدينة سراييفو بالزراعة، والتي تنتشر حول الأنهاء وممراتها، وتتميز المدينة بسهولها الخصبة التي يسهل فيها زراعة القمح والشعير والذرة والقطن والعديد من الخضراوات والفواكه والأشجار المثمرة، ويأتي مع زراعة مهنة الرعي، فيسهل في سراييفو تربية الغنم في سهولها وسفح العديد من الجبال، وتمتلك سراييغو العديد من المناجم المعدنية والحجرية، فتشتهر باستخراج المعادن والفحم الحجري، بالإضافة إلى صناعة المنسوجات الصوفية والقطنية، وصناعة المواد الغذائية وصناعة السجاد،
كما يعمل العديد من المواطنين في سراييفو ويمتهنون العديد من الحرف اليدوية، فيصنعون الأواني والخزف، بالإضافة إلى مجال التجارة، وهو المجال السائد في تلك المدينة، وتمتلك سراييفو الكثير من طريق المواصلات والاتصالات الحديثة، فقد قامت الدولة والإدارة المركزية للمدينة بالاهتمام بالنقل والاتصالات على وجه الخصوص، ناهيك عن المجالات الصحية والاجتماعية والتعليم.