تعرف معنا عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موسوعة معلومات عن ابو الهول ، وهو من أشهر المعالم المصرية التي يأتي إليه الملايين من الزوار في كل عام؛ لرؤيته هو والإهرامات الثلاثة التي تعتبر من ضمن عجائب الدنيا السبعة، وقد صنعهم الفراعنة في العصور القديمة من حوالي خمسة آلاف سنة، ويتواجدون في الناحية الغربية من نهر النيل بمنطقة الجيزة، وما زالوا محتفين برونقهم، وشكلهم الرائع الساحر والجاذب للأنظار.
وتم تحت أبو الهول على هيئة جسم إنسان ورأس أسد؛ للجمع بين حكمة الشخص، والقوة التي يجب عليه امتلاكها.
وهو تمثال أسطوري تم نحته على قاعدة حجرية عبر الاستعانة بالحجر الكلسي، وتم تغطيته بطبقة جص، ومازال هناك بعض الآثار الملونة بجوار أذن أبو الهول، وقد تم نحته باستخدام صخرة كبرى من الحجر الجيري، وهذا الأمر يدل على عظمة وقوة الفنون المعمارية عند الفراعنة، واشترك مائة فرد في صناعته باستخدام الأزاميل التي صُنعت من النحاس، والمطارق الحجرية.
وخلال السطور التالية سنتحدث بشيء من التفصيل عن هذا التمثال الرائع، والذي يعتبر بمثابة حارس لهضبة الجيزة، فقط عليك مُتابعتنا.
يعتبر من التماثيل الكبرى التي تم بناءها على مستوى العالم ، ويُقال أن بناءه احتاج لثلاثة سنوات، وعند النظر إليه تشعر بالهيبة والاندهاش، ويتميز بصلابته الشديدة التي ما زالت لم تتأثر حتى الآن بأي زلازل أو حروب، وهو لا يتواجد على سطحه أي نقوشات أو رموز؛ وقد يعود هذا الأمر لتعرضه للفيضانات التي حدثت بمصر، والتي ربما أدت لمسح أي دلالات، أو رموز.
هناك بعض الأقاويل حول العصر الذي يُني فيه تمثال أبو الهول فيُقال أن الأسرة الرابعة شهدت بناءه، أي بعصر الملك خفرع 2558-2532م، ولكن بعد ذلك كشفت الأبحاث المختلفة أن بناء هذا التمثال كان قبل هذه الفترة.
وهناك اعتقاد أخر بأن الملك خوفو هو الذي أمر بنحت هذا التمثال، لأن الوجه مُشابه بنسبة كبيرة له عن خفرع، ورجحت آراء أخرى أن تمثال أبو الهول وشكل الملك خوفو ليس بينهم أي تشابه، ومازال حتى الآن غير معروف من الذي قام ببنائه تحديداً.
يصل عرض تمثال أبو الهول 73متر، أما طوله فيبلغ حوالي 73.5متر، بما فيهم القدمين الأماميتين الذين يبلغ طولهم 15متر، أما عرضهم فيبلغ 19.3متر، وهو يرتفع عن سطح الأرض بعشرين متر تقريباً.
كان يطلق عليه حور في الأفق، وبالفرعوني اسمه حور إم أخت، و اعتبره البعض آله الشمس، وذك لوجود معبد في مُقابله كان قديماً مكان لممارسة الطقوس الدينية.
لم يُكتشف تمثال أبو الهول إلا مع حلول عام 1905م حينما جاء الاحتلال الفرنسي إلى مصر؛ فهو كان مُغطى بالرمال بشكل كامل، ولم يُلاحظ وجوده أحد.
ومؤخراً اكتشفوا قبر أوزوريس بعمق يصل إلى 95 قدم، بالناحية السفلى من تمثال أبو الهول، مما يُعيد سؤال متى تم بناء هذا التمثال.
تحدث الكثير من الأشخاص والباحثين وعلماء الآثار والمؤرخين حول أنف أبو الهول وسبب كسرها وتلاشيها من وجهه، والتي كانت تبلغ حوالي متر واحد.
فاعتقد البعض أن سبب تدميرها هو المدفعية التي جاء بها جنود نابليون، وهناك من قال أن البريطانيين، أو الأتراك، هم السبب في كسر الأنف.
ولكن الاعتقاد الأول ربما لا يكون صحيحاً فهناك بعض الرسومات لأبول الهول دون أنف وقد نُشرت بعام 1755م، ونُسبت لفريدريك لويس نوردين وهو مستكشف أمريكي.
وهناك آراء أخرى مختلفة عن ذلك منها أن عوامل التعرية والعواصف هي من تسببت في هذا الأمر وتسبب في تآكل بعض الأجزاء من أبو الهول ، أو أن التمثال تم صناعته بدون أنف من الأساس، وأيضاً يُقال أن أبناء ملوك الفراعنة كان يحبون لعب الرماية على الأنف، مما أدى إلى كسرها، وأشارت آراء أخرى لمحاولات سرقة تمثال أبو الهول بالعهد المملوكي وهذا ما تسبب في كسر أنف التمثال.
وذكر أحد الكتب أن أنف أبو الهول تم تكسيرها على يد صائم الدهر، والذي عُرف عنه التصوف، فكان يعيش بجوار هذا التمثال، ويعتبره من الأصنام.
ينظر أبو الهول نحو الشرق بشكل متأمل وحالم، ويتواجد أمام أشعة الشمس.
