اسباب تلوث البيئة لايمكنها أن تخرج عن الإنسان، فالحيوان قد يلوث ولكن بمقدار بسيط لايحقق خلل ملحوظ بالتوازنات الأساسية التي وهبت للمخلوقات أجمعين.
التلوث هوخروج عن مألوف بالنسبة لأصل المنشأ، أي أن أي اختلال في منظومة أصلية هو تلوث بغض الأنظار عن طبيعة الأصل، فالتلوث في الأخلاق هوخروج اللفظ أوالسسلوك غيرالنافع والعدواني والعنيف لفظا ببذاءة أوبتصرف فعلي بالجرائم والوقاحة والتعدي بمختلف شكله ومهما كانت مبرراته.
الخروج عن القواعد الجمالية هو تلوث بصري، بغض النظر عن الهدف والشكل والأهمية، كذلك ابتكار أشكال من الأزياء تناقض العرف وأصل الاحتشام والستر المفترض من الملابس، كذلك المحرضات على الفتن هي أسباب خرجت عن قواعد نظام ديني أوقانوني أوعرف مألوف بين الاجتماعات البشرية الحياتية اليومية.
يعد ذلك تلوث أخلاقي وبصريي في ذات الوقت، تغيير الرائحة واللون لمواد أصلها الصفاء والشفافية بلا طعم ولالون ولا رائحة هو تلوث، ولذا فتلوين المياه تلويث لها ماددام لم تدخل في صناعة مفيدة،الاستحمام وإخراج الفضلات بالمياه أو بالطرق النظيفة خروج عن الأصل، فهي تلوثات.
التلوث: إنتقاض ملحوظ للطبيعةوالفطرة في الماديات والنفوس البشرية، بحيث يحدث خلل يترتب عليه أثر لم يعهد في سابق الأصل، هذا الأثر نتائجه لا تنتمي بصلة للنفع أوالإفادة بل للضرر والخراب والأمراض.
اسباب تلوث البيئة لا تختلف عن ذاك التعريف فهي تعني الخلل الملحوظ الذي لم ينكر لكثرته في موارد البيئة الأصلية والمصنعة، ما نتج عنه ضررا بالغا ونتج بسببه ظهورأنواع مختلفة من الكائنات الضارة والمرض غير المعهود، فضلا عن نقص الإمكانيات عن المعالجة وإعادة الاتزان بسبب تكلفات باهظة أواستحالة التعويض عن المفقود من أصل المنشأ بسبب انقراض او تصرفات بشرية جارفة بلا تقنيين.
تتفاوت الأسباب من بلد لأخرى وبحسب سلوك لآخر من أفعال البشر، لكنها بالمجمل تتشابه وتتحد في أنماط معينة من السلوك منها:
(استعمال الأغراض غير الصالحة أوالشخصية للآخرين & استعمال طعام معد سريعا بطريقة غيرمقننة ولاصحية ومكررة القلي أوالتعبئة غير النظيفة & قلة أوانعدام النظافة وارتداء قفزات مطهرة تتجدد باستمرار في التعامل الغذائي & عدم إلقاء المهملات في أماكن مخصصة& عشوائية حرق المخلفات بالتعامل الخاص أو العام& الإسراف بالمياه واستعمالها كمراحيض بدلا من المناطق المخصصة، وقلة تلك الحمامات العامة & البصق بالطرق بدلا من المناديل& الكتابة عشوائيا على المنشأت عامة أوخاصة للإعلان أوغيره، والبذاءة اللفظية المكتوبة أوالمرسومة كذلك ملوثات خلقية وبصرية& التدخين&الإدمان على المخدرات…)
((البناء العشوائي بدون تخطيط عمراني مع سوء التصميمات وعدم تناسقها مع نظيراتها& التجمعات القمامية بأماكن غير مخصصة لها انتقاصا من أصل الطهارة والنظافة المكانية& الموضة المسيئة للعورات والأجساد ومثيرة الفتن مخالفة لقاعدة الستروالعفاف في النوعين الذكر والأنثى& مخالفات التصنيع والصرف بالأنهار العذبة مخالفة لقواعد معالجة المخلفات وترشيحها وكذلك تقنين وحفظ الموارد الصالحة للاستعمال& سوء التدوير للمخلفات القابلة للتدويرأوعدم فصلها عما لايمكن تدويره& الجهل بطبيعة التوازن البيئي وأهميته، وعدم إدراك عواقب اسباب تلوث البيئة & الخرافات المتعلقة بأمور غير معقولة والتمسك بها ))
( مخالفات المسئولين واستغلالهم للسلطة والنفوذ للفساد وتلويث البيئة بدون عقاب& سوء تخطيط الدولة للتدوير والإفادة منه& القوة العسكرية التهديدية للدول الأضعف واستغلالها في دفن نفايات تلك الدول المهددة بالقوة والسياسة الفاسدة& عدم أوتساهل الحكومات في معاقبة المخالفين بالتلويث البيئي& كذلك إهمال الوحدات المحلية لكل قرية في التنظيف وخاصة للشوارع والطرقات الرئيسية وتوفير مناطق مخصصة تنظف باستمرار& تكاسل عمالة التنظيف عن أداء أدوارهم…)
وفي الختام نسبح الإله الذي جعل كل شيء منظما وموزونا وقد حذرنا من عاقبة تلويثنا لما وهب لنا : “ظهرالفساد في البر والبحر بما كسبت أيد الناس”