الأمطار الحمضية خطر بيئي يزيد من شره الإنسان بممارسات خاطئة لا يتوقف عنها، وبالرغم من ظهور تلك المشكلة من فترة طويلة وتوصيفها وتفهم أسبابها، بل ووصف العلاج والإجراءات اللازمة لتوقف تلك المشكلة، إلا أننا لازلنا لم نحقق تقدم ملحوظ فى القضاء على الأمطار الحمضية، أو حتى التقليل منها، ما هو المطر الحمضي ومكوناته وأسباب هطوله، وكيف يمكن علاج المسألة والجهود المبذولة، كل شيء فى بحث كامل على موسوعة.
المطر الحمضي، هو هطول أمطار محملة بأحماض نتيجة لتلوث الغلاف الجوي، فعند تكون السحب يختلط بخار الماء بالملوثات ويتكون المطر الحمضي، ومعظم المركبات تكون عبارة عن غازي النيتروجين والكبريت، وهما ناتجين عن النشاط الصناعي البشري الغير صحي، وتتفاعل فى الجو مع باقي مكونات الغلاف الجوي مكونة الأمطار الحمضية التى تقضي على النباتات والحيوانات المائية وضارة بالحيوان والبشر.
تبدء الأمطار الحمضية فى التكون من تفاعل غاز الكبريت عن طريق الغازات المتكونة منه، واهمها غاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز الأكسجين، بوجود الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وحينها ينتج ثالث أكيد الكبريت، الذي يتحد مع بخار الماء المتصاعد فى الهواء، ليعطي حينها حمض الكبريت.
يبقى حمض الكبريت معلق فى الهواء، على هيئة رذاذ دقيق تنقله الرياح وفى حالة انتقاله يتحد مع بعض الغازات الأخرى فى الهواء كالنشادر، وفى هذه الحالة ينتج مركب جديد وهو كبريتات النشادر، اما لو كان الهواء جافاً ولا يوجد بشارة لأمطار، فإن حمض الكبرتيت ومركب كبريتات النشادر يبقيان معلقان فى الهواء على هيئة ضباب، لكن إذا تواجد بخار الماء بكثافة مع الرياح فأنهما يكونان المطر الحمضي ويسقطان على الأرض مع الأمطار.
وتشترك أيضاً أكاسيد النيتروجين، مع أكاسيد الكبريت، المتكونان من التفاعل مع الأكسجين، ومع أشعة الشمس يتفاعل كلاً منهما، وتحولان إلى حمض النيتروجين، الذي يؤدي أيضاً إلى الأمطار الحمضية.
تم رصد ظاهرة الأمطار الحمضية، فى أكثر من بلد صناعي، وبدراسة مكوناته التي ذكرناها تم إبداء ملاحظات هامة علي الظاهرة فى أماكن محددة:
الأمطار الحمضية لها عدد من الأضرار غير قابل ربما للحصر إلا فى مجلد!، لما لها من آثار مباشرة ثم غير مباشرة ممتدة ومتنوعة بين عناصر البيئة المختلفة وتؤذي بشكل مباشر التنوع الحيوي اللازم للتوزان البيئي، لكننا نعدد أهم الآثار السلبية التى تنتجها الأمطار الحمضية على البيئة:
في عام 1991م، وقعت كل من الولايات المتحدة وكندا على إتفاقية بخصوص نوعية الهواء، أتفقوا على تقليل الإنبعاثات الخاصة بغاز الكبريت ومشتقاته من الصناعات، وبموجب الإتفاقية، تلتزم الولايات المتحدة بتقليل إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون نحو عشرة ملايين طن سنوياً، كما ركزت المؤتمرات الدولية الخاصة بالبيئة على إلزام بعض الدول بتقليل إنبعاث غاز أكسيد النيتروجين، والعمل على تقليل المخلفات الغازية الناتجة عن الصناعات المختلفة.
تقليل إستهلاك الوقود الأحفوري، عن طريق تقليل إستهلاك السيارات وإطفاء الأنوار، والتكييفات وأجهزة التدفئة، وأي جهاز لا نحتاج لإستهلاكه بشكل مباشر، هي طرق بسيطة وفردية للإشتراك فى جهود المحاولة لتقليل الإنبعاث الخاص بغاز ثاني أكسد الكربون الضار.
دائماً هناك بدائل، قد لا تكون أسهل، لكنها أكثر آماناً، وتستحق الأرض محاولات الحفاظ عليها من الهلاك الذي سيطول الجميع إذا ما أستمر الإنسان فى تخريبها، مصادر الطاقة الآمنة، احترام المساحات الخضراء، استخدام أجهزة غسيل الغاز فى المصانع، الضغط الشعبي والدولي لتقليل المخلفات الصناعية المفسدة للبيئة، كلها جهود تستحق السعي لننجو من هلاك وشيك بسبب الملوثات البيئية ومظاهرها مثل الأمطار الحمضية.