إليكم بالتفصيل أثر الحروب على البيئة، خلق الله سبحانه وتعالى الكون في أفضل هيئة وأكثر نقاءً ووضع له القواعد والقوانين التي تُسير عمله وتضمن استمراريته بشكل دائم، ولكن جاء الإنسان ليغير ويدمر البيئة الطبيعية من خلال تغييره للفطرة الكونية .
حيثُ عمد الإنسان إلى الحروب والنزاعات وما يرتبط بقيامها من وجود أسلحة ومواد كيميائية وغازات سامة تؤثر سلباً على البيئة من حولنا بشكل كبير، فنجد أن الحروب من أكثر الوسائل تدميراً لعناصر البيئة المختلفة من ماء وتربة وهواء، ويظهر ذلك في تدمر النظام البيئي في مناطق الحروب والنزاعات بشكل كامل، لذا إليكم مقالاً عن اثر الحروب في تدمير البيئة مختصر من موقع موسوعة.
أثر الحروب على البيئة
الحروب البشرية والبيئة
أستخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان في الأرض لسبب رئيسي وهو التأمل في بديع خلقه لهذا الكون والمحافظة على طبيعته الفطرية الطيبة، ولكن جاء الإنسان ينشر مظاهر الفساد والدمار في مختلف أرجاء الأرض، وجاءت الحروب بمختلف أنواعها وأسبابها لتكون سبباً أساسياً في تدمير كافة العناصر المكونة للنظام البيئي من حولنا، وتمثل تعدي صارخ على توازن البيئة مما يخل بتوازن الحياة على الأرض وإفسادها، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:” كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ”
ولعل حادثة الحرب النووية الأمريكية على جزيرتي هيروشيما ونجازاكي الشهيرة أثبت دليلاً على صحة ذلك، حيثُ سببت مقتل ما يزيد عن 200 ألف فرداً من سكان المنطقة بالإضافة إلى تدمير كافة مظاهر الحياة بهما فظلت الأرض غير قادرة على إنتاج أية نبتة جديدة لما يزيد عن نصف قرن من الزمن.
ولا يشمل التأثير السلبي للحروب كافة عناصر النظام البيئي من ماء وهواء وتربة وإليكم في السطور التالية تفصيلاً عن تأثر كل عنصر على حدا.
تأثير الحروب على الهواء
ينتج عن التفجيرات الحربية واستخدام الأسلحة الكيميائية انتشار العديد من الغازات السامة في الهواء، وبالتالي التأثير على صحة الإنسان من خلال تعريضه للإصابة بأمراض الربو والالتهابات الرئوية كما أن أخطرها الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي.
ترتفع درجة حرارة الغازات المنبعثة من التفجيرات بشكل كبير، وتُحبس هذه الحرارة المرتفعة داخل الغلاف الجوي مما يسهم سلباً في زيادة حجم ثقب طبقة الأوزون الحامي للكرة الأرضية من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة، كما أنه يقلل من فرص سقوط الأمطار مما ينشر الجفاف في أرجاء الأرض.
تؤثر الغازات السامة على نقاء الهواء والذي هو أساس قيام النباتات بعملية البناء الضوئي والتي فبدونها لن نضمن استمرارية الحياة البشرية على وجه الأرض.
تأثير الحروب على الماء
الماء من أهم العناصر المستخدمة في صناعة وقيام الحروب وخاصة الحروب النووية، حيثُ يتم استخدام المياه في تبريد المفاعلات النووية بشكل مستمر وتبديلها دائماً، وذلك من خلال إلقاء الماء المستعمل في مصادر المياه القربية، مما يؤدي لتلويث هذه المصادر المائية بالمواد المُسممة والمشعة نووياً، وبالتالي القيام بالتدمير والقضاء على البيئة المائية.
تقوم بعض السفن والغواصات البحرية بالتخلص من فضلاتها الحربية في المياه مما يؤدي لتلوثها والقضاء على الأحياء المائية الكائنة بها.
يحدث في بعض الأحيان وصول هذه المواد الكيميائية والغازات السامة إلى المياه الجوفية في باطن الأرض بفعل الأمطار، والتي تُسبب عند عودتها مرة أخري العديد من المشكلات الصحية للإنسان، واخطرها فقدان الأجنة وتشوه الصفات الوراثية البشرية.
تأثير الحروب على التربة
تتسبب الحروب وما يرتبط بها من تفجيرات في التأثير على خصوبة التربة وتدميرها وبالتالي ضعف النباتات والقضاء عليها ويرتبط بذلك مشكلات انتشار الجوع والجفاف والأمراض.
ينتج عن استخدام الأسلحة الكيميائية والنووية الحديثة العديد من المواد الكيميائية السامة التي تلوث التربة والنباتات، وتنتقل هذه الملوثات إلى الإنسان عن طريق النباتات مما يسبب له العديد من الأمراض.
ينتج عن الحروب حرق وتدمير مساحات شاسعة من الغابات والغطاء النباتي للأرض، مما يُسبب خللاً في النظام البيئي بسبب كون هذه النباتات هي المسئول الأول عن إنتاج عنصر الأكسجين الضروري لحياة الإنسان.