نتعرف اليوم على مفهوم التلوث البيئي، فالتلوث من المشكلات التي يعاني منها العالم في السنوات الأخيرة، والتي أثرت بالسلب على التوازن البيئي، والإنسان منذ وجوده على الأرض قام بإدخال التغييرات السيئة على الأرض وتراكمت الآثار المختلفة لهذا التلوث، لتصل إلى أقصاها مع التطور الصناعي، والعادات السيئة التي تؤدي إلى تدمير البيئة، وعبر المقال التالي على موقع موسوعة سنتعرف بشيء من التفصيل على مشكلة التلوث، فتابعوا معنا.
مفهوم التلوث البيئي
البيئة هي المكان الذي يعيش فيه الإنسان، ويستطيع من خلاله الحصول على الأمور التي تعينه على المعيشة، والإنسان يؤثر في بيئته التي يعيش فيها، كما أنه يتأثر بها في الوقت نفسه.
تعريف البيئة وأنواعها
وهي تعرف أيضًا بأنها الظروف الطبيعية المحيطة بالإنسان، والتي تشكل الماء، والأرض، والهواء، والبحار، والمحيطات، والكائنات الحية بأنواعها المختلفة.
ويُعرف علم البيئة بأنه العلم الذي يبحث في العلاقة بين الكائنات الحية، والمكان الذي تعيش فيه.
ولذلك تتنوع البيئة إلى أنواع ثلاثة، هي:
البيئة الطبيعية، وهي الطبيعة التي تحيط بالإنسان، وما تحتوي عليه من الماء، والهواء، والأراضي، والكائنات المختلفة سواء كانت حية أم غير حية.
البيئة الصناعية، هي البيئة التي تضم المدن، والمصانع، والقرى، والمنشآت الصناعية المختلفة.
البيئة الاجتماعية، وهي البيئة التي يمارس من خلالها الإنسان المهارات الاجتماعية الخاصة به، وهي عبارة عن المدارس والجامعات والمستشفيات، ودور العبادة، ودور المناسبات، وغيرها من الأماكن التي يقوم فيها الشخص بممارسة العلاقات الاجتماعية.
مقدمة عن التلوث
التلوث هو التغيير الضار الذي يُحدثه الإنسان في الماء أو الهواء أو التربة، وقد بات التلوث سمة العصر الذي نعيش فيه، فقد قام الإنسان بدافع السير وراء رغباته إلى استنزاف المصادر الطبيعية الموجودة بالبيئة، مما أدى إلى الإخلال بالتوازن البيئي، مما ينذر بعواقب كارثية بدأت تظهر على الإنسان على هيئة الأمراض المختلفة، والكوارث الطبيعية المتكررة.
إن النفايات والمخلفات المتراكمة التي أصبحت حمل ثقيل على الأرض، تهدد بزوال الجنس البشري بأكمله، فهو يهدد حياة جميع الكائنات الموجودة على سطح الأرض.
إن المصانع التي تتخلص من الأطنان من العوادم، والأدخنة التي تلوث الجو، والمخلفات التي يتم ضخها في مياه الأنهار والبحار والمحيطات تؤدي إلى القضاء على الكائنات الموجودة في الجو، والكائنات الموجودة في البحر، مما يتسبب في الإخلال بالتوازن البيئي.
بالإضافة إلى أن استخدام الإنسان للمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية بدرجة كبيرة يعمل على تفاقم مشكلة التلوث، وبالتالي تهديد الحياة.
أنواع التلوث
تلوث البيئة لا يكون على شكل واحد، وإنما يكون على أنواع وأنماط مختلفة، وهي:
تلوث الأرض.
تلوث الماء.
تلوث الهواء.
تلوث البلاستيك.
تلوث الصوت (الضوضاء).
تلوث الضوء.
أسباب تلوث البيئة وحلولها
هناك العديد من الأمور التي يقوم بها البشر، والتي تؤدي إلى زيادة مشكلة التلوث، والتي من بينها:
الأدخنة الناتجة من المصانع.
المياه الملوثة التي تنتج عن ممارسة الأنشطة اليومية للبشر في المطابخ والحمامات.
الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية.
استخدام الأسمدة الزراعية.
عوادم السيارات.
الدخان الناتج عن التدخين بكافة أنواعه.
المخلفات الناتجة عن تصنيع المعادن بكافة أنواعها.
المخلفات التي تنتج عن تصنيع الكيماويات.
من الأسباب التي تلوث الهواء العوادم الناتجة عن الطائرات.
حرق الغابات من الأسباب التي تعمل على تلوث الهواء.
وكذلك الحرائق الناتجة عن التخلص من بعض المخلفات الزراعية.
أضرار التلوث البيئي
إن التلوث البيئي من أشد المشكلات خطورة، والتي يتأثر بها كل الكائنات الموجودة على الأرض، ولا يتوقف خطرها على الأجيال المسببة للتلوث، وإنما يمتد إلى الأجيال القادمة، الت يتم حرمانها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي، ومن أهم الأضرار التي يتسبب فيها التلوث:
وجود المطر الحمضي، وهو المطر الذي يمتزج بالمواد الكيميائية الضارة، مثل حمض النيتريك، وحمض المبريتيك، وهذه الأحماض تصل إلى الغلاف الجوي عبر احتراق نوع من أنواع الوقود وهو المعروف بالوقود الأحفوري، ويتشكل الضرر الناتج عنه على هيئة الإضرار بالمباني، وسرعة تآكلها، وكذلك تآكل التماثيل، والآثار، وهو ما يهدد بتدمير تاريخ دول بأكملها عاشت لآلاف السنوات.
يتسبب المطر الحمضي كذلك في إتلاف الأشجار، والمسطحات المائية، كما يعمل على زيادة حموضة التربة، وهو الأمر الذي يجعلها لا تصلح للكثير من الكائنات الحية.
تلوث الهواء يؤدي إلى عدم قدرة الأرض الزراعية على إنتاج المحصول الطبيعي الذي تنتجه عادة، كما أنه يؤدي إلى تلف الأشجار، وإصابة الزراعات المختلفة بالآفات، والأمراض، كما أنه يجعل المحاصيل الزراعية تفقد قدرتها على مقاومة الظروف المناخية المتنوعة.
يعتبر الاحتباس الحراري من أكثر الأضرار التي يتأثر بها كوكب الأرض بأكمله، فالغازات الدفينة التي قام الإنسان بإنتاجها على مدى سنوات طويلة أدت إلى إحداث خلل في توازن الغلاف الجوي، مما جعله غير قادر على حماية كوكب الأرض من أشعة الشمس الضارة، وهو ما تسبب في تغيرات مناخية على مستوى العالم، وهذه التغيرات أدت بدورها إلى التأثير بشكل سلبي على الصحة العامة للبشر، والمحاصيل الزراعية، والحياة البرية، وجغرافية المناطق الساحلية.
مخاطر التلوث البيئي
إنتاج واستخدام الإنسان لبعض المواد الكيميائية أثرت بشكل كبير على طبقة الأوزون التي تحيط بالغلاف الجوي للأرض، وهي الطبقة التي تقوم بحماية الأرض والبشر من أخطار الأشعة فوق البنفسجية التي تشعها الشمس، ولكن انحسار طبقة الأوزون بسبب التلوث أدى إلى الكثير من الأضرار والتي من بينها الأمراض التي يصاب بها الإنسان كالسرطان، ومشكلات العين، ومشكلات جهاز المناعة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على المحاصيل الزراعية الذي يضر كذلك بالصحة العامة للإنسان.
التلوث المائي يسبب تقلص كميات المياه الصالحة للشرب، وكذلك يؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان، وظهور الأمراض الكثيرة بسبب التلوث.
طرق المحافظة على البيئة
توجد الكثير من الأشياء البسيطة التي يمكن لكل شخص منا أن يقوم بها لكي يساهم في المحافظة على البيئة من التلوث، ومن تلك الأشياء:
إطفاء الأجهزة الكهربائية في حالة عدم استخدامها، كالتليفزيون، والراديو، والكمبيوتر، وغيرها.
عند الخروج من الغرفة ينبغي أن نقوم بإطفاء النور.
عدم وضع الأجهزة في الكهرباء في حالة عدم استخدامها، لأنها في هذه الحالة تقوم باستهلاك الكهربائ.
عدم إلقاء أكياس الساندوتشات، وعلب الوجبات الجاهزة في الطريق.
المحافظة على الطرق والمواصلات العامة.
عدم رفع الصوت في الشارع.
عدم إلقاء المخلفات في مياه البحار، والمحيطات.
التوقف عن التدخين.
الترشيد في استخدام الماء، وعدم الإسراف في استخدامه.
العمل على إعادة تدوير الأشياء المعدنية والبلاستيكية والزجاجية التي تكون قابلة لإعادة التدوير.
المحافظة على الطعام المتبقي وعدم إلقاءه في القمامة.
الحرص على استخدام الطرق البديلة للتنقل، كالدراجة، والمشي، أو استخدام الوسائل العامة للمواصلات، وهو الأمر الذي يقلل من الازدحام وعوادم السيارات واستهلاك البنزين، وهو ما يحافظ بدوره على البيئة.
الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الوقود والكهرباء بدلا من استخدام المصادر غير المتجددة والتي تعمل على تلوث البيئة.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا اليوم، والذي قدمنا لكم من خلاله معنى تلوث البيئة، وتعرفنا على أسبابه وأنواعه ومصادره، والأشياء التي يمكن القيام بها للحد من التلوث، نرجو أن يكون المقال قد نال إعجابكم، كما يمكنكم متابعة المزيد من المقالات حول الموضوعات المختلفة عبر الدخول إلى موقع الموسوعة العربية الشاملة.