يمر على الجميع مرحلة فتور وملل تجعلنا غير راغبين في العمل أو ممارسة المهام اليومية، ويرجع ذلك إلى الروتين اليومي الذي يقوم به الفرد بدون تجديد، وقد تساءل الطلاب حول كيفية استعادة الشعف في الدراسة مرة أخرى، وعلى هذا نعرض آراء علماء النفس فيما يلي.
الذهاب يومياً إلى المدرسة وحضور الحصص الدراسية والتركيز مع المعلمين والقيام بالواجبات المدرسية بدون راحة يزيد الشعور بالضجر والملل، وعلى هذا يشعر الطالب بضغط نفسي وفقدان الرغبة في الدراسة والتعلم.
يشير علماء النفس أن مكافأة النفس أمر لا بد منه، إذ يجب أن يحصل الطالب على جائزة عند إتمام المهام اليومية، فهذا يحفز العقل على المذاكرة والدراسة من أجل الحصول على المكافأة في النهاية.
التقدير من أهم العوامل التي تزيد من الشغف بالدراسة، ويأتي التقدير من الأسرة التي تمثل الداعم الأول للأبناء في الحياة، لذا يجب على الآباء تقدير مجهودات الابن مهما كانت النتيجة، فإن هذا يؤثر على نفسية الطالب بشكل كبير.
التركيز على الهدف من الأمور التي تزيد من الشغف، فإن وضع خطة تتضمن الطموحات التي يرغب الطالب في الوصول لها، يترتب عليه النجاح في الدراسة، وشعور الإنجاز اليومي يزيد من طاقة الطالب في التعلم والبحث.
التنظيم بين الحياة الشخصية والدراسة، فلا يجب التركيز على المذاكرة وإهمال الجانب الشخصي والاجتماعي وكذلك العكس، لذا يلزم تنظيم الوقت ما بين الدراسة وبين التمتع بالحياة، فذلك ينتج عنه توازن نفسي لدى الطالب.
الاستمتاع بالإجازات والعطلات والقيام بأمور جديدة ومختلفة مع الأسرة والأصدقاء، يزيد من شعور الشغف للدراسة والعمل.
علامات فقدان الشغف في الدراسة
يظهر على الطالب بعض العلامات التي تدل على عدم الرغبة في الدراسة أو الذهاب للمدرسة، وسوف نوضح تلك العلامات فيما يلي.
يتضح على الطالب بعض العلامات التي توضح فقدان الشعف في الدراسة، وقد حصر العلماء تلك الجزئية في ثلاث نقاط.
الجزء الأول قد يكون في مرور الطالب بمشكلة مع زملائه بالفصل، وهذا يجعله غير راغب في الذهاب إلى المدرسة، فربما يتعرض لأذى من أحد زملائه، أو لا ينجح في الاندماج معهم.
الشق الثاني يتمثل في الروتين اليومي الذي يؤديه الطالب بدون أي تجديد، فإن هذا يزيد من شعور الضجر والملل، وعلى هذا لا يرغب الطالب في دراسة المقررات.
إلى جانب هذا قد يكون الطالب يعاني من عدم فهم المواد الدراسية مثل أقرانه، وهذا يولد عنه الشعور بالإحباط والحزن، ومن هنا لا يريد الطالب الذهاب إلى المدرسة للتعلم.
ينصح علماء النفس بضرورة مراقبة سلوكيات الأبناء خلال الطفولة حتى المراهقة، فهناك بعض الأطفال الذين لا يذكرون السبب الحقيقي في عدم الذهاب للمدرسة، وعلى هذا يجب التحدث مع الطالب للوصول إلى حل صحيح.
من الضروري في حالة عدم نجاح الآباء في الوصول إلى حل مع الطالب والخروج من تلك الحالة، فلا بد من الاستعانة بأحد المختصين النفسيين، فقد يكون لديه اضطرابات نفسية ناجمة عن المحيطين به ويجب التعامل معها بصورة علمية.
أسباب فقدان الشغف في الدراسة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لفقدان الشغف في الدراسة، وعلى هذا سوف نعرض تلك الأسباب فيما يلي.
التعامل السئ في المدرسة: يصدر من بعض المدرسين سلوكيات خاطئة في أسلوب التربية والتعلم اتجاه بعض الطلاب مثل، السخرية على طريقة عرض المواد أو الإجابات على الأسئلة التعليمية، وهذا ينتج عنه نفور الطالب من الذهاب للمدرسة ولا يريد التعلم.
التنمر: تعد ظاهرة التنمر من أكثر السلوكيات السلبية التي يقوم بها بعض الطلاب على زملائهم في المدرسة، مما ينتج عنه ابتعاد الطالب عن الذهاب إلى المدرسة أو الدراسة ويلجأ إلى الهروب والمكوث في المنزل، وهذا يولد كره وبغيضة بين الطلاب.
بناء على هذا يجب على الآباء البحث حول السبب الحقيقي في رغبة الطالب بالابتعاد عن الدراسة لحل الأمر بشكل تربوي سليم.
صعوبة الدراسة: يعاني بعض الطلاب من صعوبة في الدراسة نتيجة عدم تفضيل المواد الدراسية والمقررات أو عدم فهم المادة من المعلم، لذا يجب على الطالب أن يتيح الفرصة لنفسه بالتعمق في المادة الدراسية وفهم جميع أجزائها مع الاستعانة بمدرسين آخرين، وعلى هذا سوف يصل في النهاية لإدراك المقرر والنجاح بها.
الروتين والملل: يعد الملل والروتين من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الرغبة في أداء المهام اليومية من عمل أو دراسة، بل وقد يزداد الأمر إلى أن يصاب الشخص بالحزن والاكتئاب.
علاج فقدان الشغف في الدراسة
نعرض علاج فقدان الشغف في الدراسة بشكل تفصيلي فيما يلي.
يقول علماء النفس أنه من الخطأ عدم أخذ قسط من الراحة والعمل بشكل مستمر، فهذا يزيد من الضغط النفسي والتوتر، مما يشعر الشخص بصعوبة في تحقيق المهام اليومية المطلوبة.
تخصيص وقت للراحة: من الضروري على الطلاب تخصيص وقت للراحة في اليوم من أجل مشاهدة التلفاز أو مقابلة الأصدقاء، فإن هذا يقلل من التوتر اليومي.
القيام بالهوايات المفضلة: يشير علماء النفس أن القيام بالهوايات المفضلة أمر ضروري للترويح عن النفس من أعباء الحياة اليومية، لذا يجب على الطلاب اللعب مع الأصدقاء أو قراءة الكتب والرسم والتلوين، فإن الهوايات تزيد من شعور السعادة والراحة، وعلى هذا يمكن للطالب مواصلة المهام اليومية من دراسة ومذاكرة بكل طاقة ونشاط.
قضاء وقت مع العائلة: ينبغي على الطالب تقسيم ساعات اليوم ما بين الدراسة وقضاء وقت مع الأسرة، وكذلك والاستمتاع بوقت الفراغ في الهوايات المفضلة، فتلك العوامل تساعد في تخفيف الضغط اليومي ويزيد من إحساس السعادة، وبذلك يصبح الطالب أكثراً نجاحاً.
اساليب لزيادة الشغف في الدراسة
هناك الكثير من المهارات والأساليب التعليمية التي تنمي من قدرات الفرد وتزيد شغفه في الدراسة، وعلى هذا نعرض تلك الأساليب في الفقرة التالية.
ألعاب الذكاء: تعد ألعاب الذكاء من أبرز الطرق التي تنمي قدرات الفرد، وتزيد من معدل الذكاء والتفكير، وكلما نجح الشخص في تخطي مرحلة في اللعبة زاد شعور الإنجاز والنجاح بداخله.
أن ألعاب الذكاء تقلل من التوتر والضغط، وفي نفس الوقت تحفز الفرد على إتمام المهام اليومية، فقد لاحظ الآباء أن الأبناء بعد إنهاء تلك الألعاب يرغبون في دراسة المقررات التعليمية من أجل النجاح بها، لذا تعد وسيلة لزيادة الشغف في الدراسة.
القراءة: أن القراءة من أهم الهوايات التي يجب على الآباء أن ينموها بداخل الطفل من الصغر، حيث تزيد من ثقافة الطفل وتوسع من مدارك العقل، ويصبح شغوف للبحث والتعلم، لذا ينصح الخبراء بالحرص على القراءة للطفل منذ الصغر.
الدورات التدريبية: تساعد الدورات التدريبية في زيادة القدرات الذهنية والمهارات الذاتية لدى الطفل خاصة إذ كانت في فرع من المواد الدراسية المحببة له، حيث تعد من أشهر الطرق التعليمية لزيادة شغف الطفل للتعلم والبحث والقراءة، وعلى هذا يجب على الآباء تنمية مهارات الطفل من خلال الدورات التدريبية سواء المتاحة على المنصات الإلكترونية أو عن طريق التسجيل في الفصول الدراسية.
الاستمتاع بالإجازات: تعتبر الاستمتاع بالإجازات من الطرق الناجحة في زيادة الشغف لإكمال الدراسة، إذ يجب على الشخص الحصول على قسط من الراحة والتمتع به بشكل كبير، وهذا يترتب عليه إكمال المهام المطلوبة من دراسة وعمل بشغف.
