بحث عن فلسطين الموقع والحدود كامل مكتوب ، من منا لا ينتفض قلبه لذكرها وتدمع عينه عند مشاهدة أحوالها ويدعو في سجوده بتحريرها ، فلسطين التي شغلت العالم بقضيتها والتي تنزف لنوال حريتها ، مهد الحضارات ومعبر الرسل ،هي فلسطين أول القبلتين وثاني الحرمين، فلسطين الأرض الطيبة التي هي مقصد الجميع على مرور التاريخ ، و وجهة الطامعين وهدف الحاقدين ، تلك الدولة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بأهميتها الغنية بتاريخها ، فلسطين المسلوبة والمنهوبة والمكروبة ، التي توالت عليها الشعوب وتراكمت الأزمات والخطوب ، فلسطين الصامدة والصابرة ، التي رغم استنفاد طاقتها واستنزاف قدرتها ما زالت تأبى الرضوخ وتتحدى الصعاب وترفض التسليم ، كل ما تريد معرفته عن فلسطين ستجده معنا في موسوعة.
تعتبر فلسطين من اكثر الدول التي حولها الكثير من الجدال وذلك إنما يعزى لعدة أسباب أولها موقعها الجغرافي المتميز وثانيها تاريخها المبارك حيث كانت أرض الأنبياء ومعبرهم ، وثالثها احتلالها من العدو الصهيوني بمساعدة الغرب كفرصة لتفريق وتشتيت العالم العربي والإسلامي.
فلسطين هي الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام ،تعتبر فلسطين حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا ، كما تقع في الركن الغربي من قارة آسيا وعلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط.
تعتبر فلسطين من اقدم المدن التي تم بنائها تاريخيا فيعود تاريخ بنائها لعام 8000 قبل الميلاد ، واقدم الشعوب التي سكنتها هم الكنعانيون الذين قدموا إليها من الرض شبه الجزيرة العربية في عام 2500 قبل الميلاد ولذلك أول الأسماء التي أطلقت عليها كان ارض كعنان.
تتعدد أسباب قدسية ارض فلسطين
أنها كانت ارض الأنبياء والصالحين ومعبرهم مثل:-
عبور سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم لها) في الإسراء والمعراج
سيدنا إبراهيم: عاش بمدينة الخليل
سيدنا يوسف : عاش بمدينة نابلس
سيدنا صالح : عاش بمدينة عكا
سيدنا لوط : عاش بمدينة الخليل
سيدنا سليمان : عاش بمدينة القدس
سيدنا داوود : عاش بمدينة القدس .
سيدنا موسى : عاش بمدينة أريحا .
السيدة مريم العذراء : عاشت ببيت لحم.
فقد اسري بالرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلي المسجد الأقصى بالقدس في رحلة الإسراء والمعراج ، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى فقد قال سبحانه وتعالى- يقول: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (لَيْلاً) مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ”
إنها كانت قبلة المسلمين لمدة 16 شهرا يتوجهون إليها في صلاتهم لحين نزول قوله تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ..) (البقرة/ 144) .
كما حث الرسول (صلى الله عليه وسلم ) على الصلاة في المسجد الأقصى فقال ” الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة ، وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ”
ستكون ارض فلسطين يوم القيامة هي ارض المحشر والمنشر حيث يجمع الناس للحساب فعن الصحابية ميمونة بنت سعد- رضيَّ الله عنها- قالت: (يا نبي الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال: (أرض المحشر والمنشر آتوه فصلوا فيه) رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه عن الصحابية ميمونة بنت سعد- رضيَّ الله عنها.
وفي رواية أخرى فقد قيل للنبي، (صلى الله عليه وسلم)، أفتنا في بيت المقدس، فقال: «أرض المحشر والمنشر»، سيحميها الله إن تقاعس الخلق جميعاً عن نصرتها.
يعيش اليهود حالها من الوهم والضلال التي بنوا عليها فكرة أحقيتهم بمكية فلسطين حيث أن الله قد وهبها لهم ووعدهم إياها وهذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ، وحقيقة الأمر أن الله تعالى قد عهد لبني إسرائيل بها حال صلاحهم وتنفيذهم الأوامر الربانية أي انه وعد مشروط انتقض بمعصيتهم ومخالفتهم أوامره ، أي أن المسلمين هم احق الناس بتنفيذ الوعد والتحكم بالأرض .
يذكر التاريخ ويؤكد على أن بني إسرائيل لم يحكمون فلسطين سوى مدة أربعة قرون فقط من الزمان مع الأخذ في الاعتبار انهم قد قاموا بحكم بعد المدن المتفرقة ولم يتم استيلائهم ولا تحكمهم في فلسطين بالكامل أما العرب فقد حكموها مدة ثمانية عشر قرنا متصلة قبل هجوم العصابات الصهيونية وطرد الفلسطينيين منها عام 1948.
في القرآن الكريم
تظل عودة فلسطين إلى القيادة العربية والإسلامية هي الحلم العربي والإسلامي والذي سيتحقق بعون الله وقدرته فقد قال رب العزة