يعد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية هو أضخم معجم عربي.
ووفقا لما أورده المؤرخون، فإن بداية العمل على تسجيل معجم الدوحة التاريخي كانت في سنة 2018 ميلاديا، وقد كان الأساس الجمعي لعلماء اللغة العربية أثناء بنائهم لهذا المعجم هو تسجيل كافة المعاني والألفاظ الخاصة باللغة العربية، وذلك بالشكل الذي سجلت به في المعجم العربي الخاص بالمعاني والمفردات.
ولهذا فقد شمل معجم الدوحة التاريخي معاني ومفردات وكافة السياقات التاريخية التي استخدمت بها هذه الكلمات، بالإضافة إلى ضمه للألفاظ العامة والدارجة للغة العربية.
علاوة عن إضافة كافة المرادفات العلمية والأدبية والفنية، بل والفلسفية أيضا، ولعل العامل الأكثر إقناعا في أنه يعتبر أضخم معجم عربي وأشملهم، هو أنه قد تم إنشاؤه عقب كافة المعاجم المتعارف عليها والكبيرة، مما أدى إلى استخلاص كافة المعلومات من هذه المعاجم، وتسجيل كافة المعلومات التي كانت تنقصهم داخل هذا المعجم.
ومن الواجب ذكره هو أن معجم الدوحة التاريخي، قد تم إنشاؤه اعتمادا على مفهوم المدونة، والتي بدورها تقوم على قاعدتين أساسيتين.
الأولى: هو العمل على جمع كافة النصوص العربية منذ قديم الأزل.
الثاني: وهو العمل على استخلاص النصوص من خلال المدونة النصية، والعمل على معالجتها بشكل إلكتروني، ومن ثم القيام بتسجيلها في المدونة المعجمية.
قاموس لسان العرب
من الجدير بالذكر هو أن المعاجم تلعب دوراً هاماً جدا في الحفاظ على لغتنا العربية والحفاظ على ثرواتها اللغوية، خصوصا وأن العامل الرئيسي في اللجوء إلى نشأة المعاجم كان عقب نزول القرآن الكريم ودخول العجم في الإسلام واختلاطهم بالعرب، فبالتالي صَعُب عليهم الكثير من ألفاظ القرآن، نظرا لكونه مُنزل باللغة العربية، وقد كان أكثر ما يشتهر بع العرب هو فصاحة اللسان وقوة البيان، مما أدى إلى لجوء العلماء لشرح غريب القرآن الذي استصعب علي العجم من لغتنا العربية بشكل مبسط، وبناء على هذا فقد تم وضع العديد من المعاجم، وفيما يلي سنتعرف على أشهر هذه المعاجم بادئين حدينا بمعجم لسان العرب.
لسان العرب
يعتبر معجم لسان العرب واحد من أكبر وأهم معاجم اللغة العربية، وهو من تجميع ابن منظور الأنصاري، وذلك في سنة 711 هجريا، ولعل من أهم التعقيبات التي قيلت في حق لسان العرب هو قول الزركلي فقال.
“بأن الأنصاري قد قام في كتابه بجمع أمهات كتب اللغة، حتى وصل بكتابه بأن يكون مُغني عنهم جميعا”.
ويعود السبب في جعل معجم لسان العرب من أهم وأكبر معاجم اللغة العربية، هو احتواؤه على ثروات اللغة والكثير من الشواهد الصحيحة، والتي تم جمعها من كتاب الله -عز وجل- وأحاديث رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، بالإضافة إلى أشعار العرب القديمة وأمثالهم.
علاوة عن كون أن بن منظور الأنصاري قد قام بجمع كتابه من خلال الاعتماد على خمسة مصادر مختلفة، ألا وهم.
المحكم لابن سيده.
النهاية في الغريب الحديث والأثر لعز الدين ابن الأثير.
تهذيب اللغة للأزهري.
تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري.
حواشي ابن بري على صحاح الجوهري.
وفيما يلي سنقوم بعرض صورة لمعجم لسان العرب.
أساس البلاغة
مؤلف معجم أساس البلاغة هو أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري، وقد توفاه الله سنة 538 هجريا، والجدير بالذكر هو أن معجم أساس البلاغة يعتبر واحد من أهم المعاجم القديمة التي قامت على حفظ متانة وقوة ألفاظ اللغة العربية وبلاغتها.
وهذا نظرا لكون أن أبو القاسم محمود قد قام بذكر المجازات اللغوية والمميزات الأدبية بجانب أبرز تعبيرات البلغاء حينها، زيادة عن قيامه بتقسيم المعجم وفقا للترتيب الأبجدي، ولعل أبرز وأهم ما في هذا المعجم هو أن المؤلف يقوم بشرح الكلمات في اللغة العربية مضيفا عليها شواهد من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأشعار والأمثال العربية القديمة، ومن ثم يقوم بتوضيح كافة الاستعمالات المجازية للكلمة التي قد تم شرحها.
والآن سنقوم بعرض صورة تشمل غلاف معجم أساس البلاغة.
تهذيب اللغة
معجم تهذيب اللغة من أهم معاجم اللغة العربية، وقد ألفه أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، وقد كان هذا المعجم من أكثر المعاجم التي شملت لألفاظ اللغة العربية، خصوصا وأنه قد قام بجمع كافة شتات اللغة العربية، وذلك من خلال قيامه بالترحال بغرض رؤية العديد من أكثر رجال العرب الموثوق في عربتهم، وذلك من أجل جمع الأساس اللغوي للمعجم.
وعلى الرغم من كون أنه قد تم الثناء على معجم تهذيب اللغة من خلال أبرز اللغويين حينها، إلا أن ابن منظور مؤلف معجم لسان العرب وصديق بن حسن القنوجي البخاري في كتابه أبجد العلوم قد أوردوا العديد من التعقيبات عليه.
مختار الصحاح
وهو من تأليف العلامة الكبير محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، وقد قام باستخلاصه من خلال الاعتماد على معجم تاج اللغة وصحاح العربية، إلا أنه قد قام بترك ترتيب أبوابه وفقا للطريقة التقليدية، وهي التي تقوم على أساس الحرف الأخير من الكلمة.
ويعود الفضل في جعل معجم مختار الصحاح واحد من أهم مراجع الألفاظ في اللغة العربية، هو أن محمد بن أبي بكر قد اعتمد في سرده على توضيح الألفاظ الضعيفة والرديئة وحتى المعربة منها، مع ذكر الألفاظ على متعارف عليها وتوضيح التضاد والاهتمام بكافة نواحي الصرف من حيث الاشتقاق والإبدال والإعلال.
وقد كان أول ظهور لمعجم مختار الصحاح، كان عبر مجلدين من خلال مطبعة بولاق المصرية، وذلك في سنة 1865، وقد أصدرت الطبعة الثانية له في سنة 1957، وذلك من خلال مراجعة أحمد عبد الغفور عطار.
المعجم المحيط
وهو من كتابة الإمام اللغوي مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الفيروزآبادي، والذي توفاه الله سنة 817 هجريا، والجدير بالذكر هو أن مصطلح المحيط هو اسم المعجم المختصر، وهذا نظرا لكون أن اسمه هو “القاموس المحيط، والقابوس الوسيط، الجامع لما ذهب من كلام العرب شماطيط”.
وهو من أشهر قواميس اللغة العربية، وقد وصل صيته لدرجة أن الناس قد بدأوا في استخدام لفظ قاموس بدلا من معجم.