لا تقتصر فوائد الترحال ، على تغيير الجو أو الحالة المزاجية كما يعتقد البعض فللترحال والسفر العديد من الفوائد التي تظهر على شخصية الإنسان وثقافاته، وتجعله يرغب في الترحال بكثرة، وتوجد العديد من المعلومات التي تتحدث عن أعظم الشخصيات التي كرست حياتها كلها للسفر بفضل فوائده العديدة التي سنتحدث عنها على موقع الموسوعة .
إذا كنت من محبي الجغرافيا ومعرفة المزيد حول عادات كل شعب وطرقهم المتبعة في حياتهم، فالسفر إلى أي دولة سيجعلك على معرفة واسعة بجغرافية البلدة بصورة واسعة، ويكون لديك معلومات ثابتة عن هذه البلدة، كما يكسبك خبرات حول كيفية التعامل مع الشعوب التي تسكنها وكيف يقضون وقت فراغهم، والأعمال التي يقومون بها، كما يزيد السفر من قدرتك على التحصيل والدراسة، ويزيد من عزيمتك على النجاح.
أغلب الناس يقومون بالسفر بدافع الفضل ومعرفة ما يحدث في بلاد ما وراء البحار وفي أعالي الجبال، الفضول الذي يدفع صاحبه إلى الرغبة في زيارة كل بلدان العالم والتعمق في الأمور الغامضة والبحث في الاهتمامات الخاصة به بما يعود بالنفع على حياته.
عندما يسافر الشخص فهو يحتاج لصرف المال بقدر ما لديه فقط، فيتنازل عن شراء الأشياء التي لا يحتاج إليها لكونه في غربة، وإن لم يتمكن من تدبير أمواله أو الحصول على طريقة لجلب المال فسوف يضطر للرجوع لبلده وهو ما يجعل الشخص يتحمل مسئولية نفسه ويضع الأولويات الخاصة به ويصبح حريصاً في إنفاق الأموال تبعاً لأهمية الحاجة التي يرغب في شرائها.
يواجه الإنسان خلال ترحاله الكثير من المواقف التي من الصعب المرور بها في موطنه الأصلي، ولا يجد فيها من يعاونه وهو ما يستدعي الكثير من الجرأة والشجاعة والحكمة والسرعة في التصرف وحل المشكلة.
الاختلاط يعد من أهم فوائد كثرة الترحال والتعامل مع شخصيات مختلفة لكل منها ثقافته الخاصة به المختلفة عن موطن الشخص الأصلي، حيث ستجد أن الشخص الذي يسافر بكثرة يصبح من السهل عليه تكوين صداقات جديدة، ويتعلم كيفية التعامل مع الأشخاص الغرباء وكيفية التواصل معهم وفهمهم بسرعة، لأن الترحال يعلم الشخص كيفية الاندماج في المجتمعات المختلفة، وهي خبرة قد لا يكتسبها الشخص الذي لا يسافر مهما اجتهد.
أثناء السفر قد يحتاج الشخص إلى كسب هوايات جديدة أو زيادة المعلومات التي لديه، وذلك بعد اكتسابه لأماكن مختلفة ولثقافات مختلفة، ومعرفة ناس جدد وقد تدخل الهوايات الجديدة الكثير من الفرحة إلى نفسه.
في حالة سفرك عليك أخذ بعض التطعميات وذلك للوقاية من الأمراض التي قد توجد في الدولة التي ستسافر لها مما يحميك ويحصنك من الأمراض ويجلب لك ميزة كونك محصناً من هذا المرض عند عودتك لبلدك.
في حالة السفر بكثرة تصبح فكرة حزم الأمتعة اعتيادية ويتم عملها بشكل بسيط وسريع، حيث يتعلم الشخص أن لا فائدة من جلب كل شيء وذلك سيعيق عملية تحركه ليس إلا وأن من الأفضل حمل الأمتعة التي يحتاجها فقط لتكون حقيبته شاملة كل أشيائه الخاصة الضرورية فقط وسهلة الحمل في الوقت نفسه.
الترحال يزيد من قدرة الشخص على التحمل ويزيد من قدرته الاستيعابية، سواء كان السفر عبر الجو أو البر أو البحر، فمع تكرار الترحال الذي يعاني من مخاوف ركوب الطائرة سيتوقف عن ذلك، ودوار البحر سينتهي ومخاوف حدوث حوادث ستنتهي، ويصبح الصفر أكثر راحة وأمان ومتعة.
يتعلم الشخص أهمية أن يفعل كل شيء بنفسه كغسل ملابسه الخاصة وطبخ الطعام لادخار ثمن تناول الطعام في الخارج وتنظيف غرفته لعدم وجود أحد لفعل ذلك كما يعتمد على نفسه في تناول جرعات التطعيم اليومية وتناول العلاج الخاص بالبرد في حالة أصيب به.
.. قم بأخذي إلى بلاد أخرى غير هذه البلاد..
لزمن غير هذا الزمان
ولعباد غير الموجودة في دي البلاد..”
من أشهر أقوال ابن بطوطة الرحالة الشهير: