عدد مرات فتح القدس كانت ولا زالت وستظل القدس هي القضية الأولى للعرب جميعهم علي اختلاف هويتهم تواجهاتهم وماهيتهم، عبر العديد من الأزمان التي مرت والتي من المنتظر أن تأتي، ولا يمكن أن نغفل أن مدينة القدس ذات مكانة جليلة وعظيمة لدى كل مسلم وعربي ومسيحي أيضاً نتيجة ما تحتوي عليه من مقدسات دينية منها الإسلامي والكثير منها قبطي.
اهتم موقع الموسوعة من جانبه أن يقدم هذا المقال الحصري عن عدد مرات فتح القدس علي مر التاريخ القديم وذلك من أجل كافة المهتمين بتلك النوعية من التاريخ.
من المعروف أن أول مرة قد تم خلالها تحرير القدس وفتحها قد كان ذلك علي يد أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وقد تم ذلك بعد إبرام صلح في ما بينه من ناحية وبين أهلها من ناحية أخرى.
ولكن وبعد مرور ما يقرب من أربعة قرون حيث جاءت الدولة الفاطمية والتي اتسمت بنوع من الضعف والاضمحلال مما نتج عنه سقوط مدينة القدس فريسة للفرنجة الصليبين الذين قاموا بدورهم باحتلالها وقد كان ذلك تحديداً في عام 1099م، حيث قاموا بمحاصرة القدس ما يقرب من شهر كاملاً.
ولعل السبب الرئيسي الذي يكمن وراء ذلك هو ذاك الاعتقاد الذي كان مترسخاً لدى الخليفة الفاطمي في ذاك الوقت بأن مدينة القدس ليست مقدسة وذلك وفقاً للمذهب الشيعي الذي كانوا يعتنقونه في ذاك الحين.
ويذكر التاريخ أن أهل مدينة القدس قد مودوا كثيراً من أجل بلدتهم وقاموا الصليبين علي مدار شهراً كاملاً وقد نجحوا في أن يحدثوا فيهم الكثير من الإصابات في ذلك الحين، ولقد مع مرور الوقت وهنت قوتهم وضعفت واستسلموا لقوة الصليبيين ووقعت مدينة القدس تحت وطأة الاحتلال الصليبي.
بعد مرور مدة زمنية كبيرة تقدر بحوالي سته وثمانون عام قد استطاع القائد العربي الأصل والمسلم الديانة القائد صلاح الدين الأيوبي أن ينجح في ما فشل فيه الكثير والعديد من القادة عبر كل تلك السنوات، حيث استطاع أن يخوض قتالاً عظيماً مع الصليبين المحتلين لمدينة القدس، حيث نجح في تحرير لبنان وفلسطين وتوجه إلي مدينة القدس وحدثت آنذاك مجموعة من المفوضات بينه وبين الصليبين والتي انتهت بأن يفدي الصليبين أرواحهم بأن يتركوا مدينة القدس، وبالفعل فروا هاربين إلي ديارهم تاركين خلفهم مدينة القدس في أيدي القائد العربي العظيم صلاح الدين الأيوبي.
وبعد وفاة القائد العربي صلاح الدين الأيوبي في عام 1193م، قد وقعت العديد من الاختلافات والانقسامات في ما بينه أولادة الإحدى عشر من ناحية وبين أخوه من ناحية أخرى، وقد استغل الصليبين تلك الاختلافات وقاموا من جانبهم بحملتين كبيرتيت علي مصر ونجحوا في ذلك الوقت من احتلال العديد من المدن التي تطل علي الساحل الشمالي لمصر.
وبعد ذلك جاءت نهاية الدولة الأيوبية وبداية دولة المماليك حيث الظاهر بيبرس والأشرف قلاوون الذين نجحوا من جانبهم في قيادة العديد من الحملات القوية والواسعة النطاق من أجل تحرير الكثير من المدن العربية من أيدي الصليبين المتحليين، وبالفعل نجحوا في ذلك حيث تم تحرير طرابلس ولبنان ودمشق، واستمرت تلك الحمالات إلي أن نجح الملك الأشرف قلاوون سلطان المماليك في أن يطهر كافة بلاد المسلمين وقطع دابر الصليبين من كل شبر يتواجد به عربي مسلم، واستمر ذلك حتى بداية القرن العشرين ونشوب الحرب العالمية الأولى ووقوع مدينة القدس فريسة للمغتصبين اليهود إلي الآن ونسأل الله أن يرسل لنا صلاح الدين من بيننا ليحررها.