كثيرًا ما يتساءل الحجاج عن ” ما هي أركان الحج ؟” حيث تُعتبر من الأركان الأساسية التي لابد للحاج عن يقوم بها لما لها من تأثير على قبول الله لحج المسلم، إذ أنها عبارة عن المناسك التي يقوم بها المسلم أثناء وبعد الحج تقربًا من المولى عز وجلّ، فيما تتفرع أركان الحج ومناسكه إلى ثلاثة أقسام حيث؛ الأركان والسُنن والواجبات.
فالأركان هي موضوعنا اليوم الذي نتحدث عنه بالتفصيل، إذ أنه عبارة عن الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والإحرام والسعي بين الصفا والمروة، أما عن الواجبات التي يتوجب على المسلمين القيام بها أثناء الحج فهي عبارة عن؛ الوقوف بالمُزدلفة، والمبيت المنى، بالإضافة إلى طواف الوداع، ورمي الجمرات، فيما نجد أن السُنن عبارة عن طواف القدوم، والتوجه إلى منى في الثامن من ذي الحجة، فماذا عن أركان الحج المفرد، وحكم من ترك ركن من أركان الحج هذا ما نعرضه عليكم من خلال موسوعة، فتابعونا.
ما هي أركان الحج
إذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن أركان الحج، فهي تُعتبر إحدى مناسك الحج التي من أبرزها؛ أشهر الحج، وأيام التشريق، والإحرام، والأنساك في الحج، بالإضافة إلى منسك التلبية والحجفة، والصفا والمروة، والفدى والهدى، وحبل عرفه، والوقوف بيوم عرفة، وحمرة العقبة، وحمرة العقبة الكبرى، وذا الحليفة، وذات عرق، فيما يتوجب على الحجاج التعرُّف على سُنن الحج، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع، إلى جانب مناسك الحج في عيد الأضحى، وقرن المنازل، والمزدلفة، ومنى وميقات، وميقات أهل مكة، بالإضافة إلى واجبات لحج، ويلملم، ويوم التروية، فهيا بنا نستعرض أبرز أركان الحج من خلال السطور التالية.
ما هي فرائض الحج
الفرائض هي مجموعة من الأركان التي لا يُمكن للحاج أن تُحسب له الحجة إلا إذا قام بها، وهم خمسة أركان نستعرضها فيما يلي:
الركن الأول الإحرام
يُعد الإحرام من أولى الأركان الخاصة بالحج، وهو عبارة عن قصد النية لأداء فريضة الحج، حيث لا يتم الحج من دون عقد نية الحاج أن يتوّجه لزيارة بيت الله، حيث جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى “.
إذ أن النية هي من الأركان الأساسية للحج والتي فرضتها المذاهب الأربعة في كل من الشافعية والحنابلة والمالكية، والحنيفية، فيما أن النية هي التي تجعل من العمل الذي يقوم به الإسلام عمل مقبول إلى الله من عدمه، فإن النية هي إرادة وقصد المسلم بأن يفعل أو ألا يفعل أمر بعينه.
أنواع إحرام الحج
تتعدد أنواع إحرام الحج ما بين؛ الإفراد، والقِران، والتمتُع، فماذا عن تلك المناسك وماذا يفعل فيها المسلمين، هذا ما نُسلط الضوء عليه فيما يلي:
الإفراد ؛ هي النية التي ينويها المُحرم في أداء الحج، حيث يقوم بأداء كافة أعمال الحج من دون أن يُحرم بأداء عمرة وأعمالها.
القِران ؛ هو عبارة عن إحرام المسلم بالحج والعمرة، بأن يقوم المسلم بأداء مناسك كليهما في ذات المنسك، بأن يقوم المسلم بأداء الطواف والسعي واحد لكل من الحج والعمرة، وذلك وفقًا لما جاء به مذهب الأئمة في الشافعية والحنابلة، والمالكية، وعلى صعيد أخر يرى الحنفية أن القارن هو الذي يؤديه المسلم عن طريق السعي والطواف مرتين.
التمتُع ؛ عبارة عن اعتمار المسلم في الشهور التي فُرض فيها الحج، بحيث يجمع المعتمر بين الحج والعمرة، إذ يبدأ بالعمرة، ومن ثم يأتي في مكة لإقامة شعائر الحج وأركانه، لتأتي تلك الأركان متضمنة فرائض الحج والعمرة.
ملحوظة: لابد على المسلم أثناء الإحرام أن يبتعد على كل ما من شأنه أن يُظهره في هيئة الترف وتحليه بالرفاهية، وذلك بهدف ألا يمس قلبه العلو والاغترار بما أتاه الله من قوه، فيما يجب على المسلم القيام بالإحرام عن طريق النية أولاً بأن تأتي قران أو إفراد أو تمتع،
الركن الثاني الوقوف بعرفه
يُعتبر الوقوف بعرفه من الأركان الأساسية للحج، بل يُعد من الأركان الهامة لإتمام الحج.
فيما أشار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أنه على المسلم الوقوف على جبل عرفة، إلا في موضع وادي عُرَنَة الموجود في مكة المكرمة، فقد قال عليه صلوات الله ” عرفةُ كلُّها موقفٌ، وارْتَفِعُوا عنْ بطنِ عُرَنَةَ”.
وجاء في أداء عرفه الذي يُعد من أهم أركان الحج وفرائضه أنه لابد من أداءه قبل طلوع الفجر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم” الحجُّ عَرَفةُ، مَن جاء ليلةَ جَمْعٍ قبلَ طُلوعِ الفجرِ فقد أدرَكَ الحجَّ”، وفيما يلي نوّضح ما جاء في تفسير هذا الحديث فيما يتعلق بالمواقيت الصحيحة للوقوف بعرفه كما يلي:
الركن الثالث مواقيت الوقوف بعرفة
يأتي الوقت المُحدد للوقوف بعرفه في اليوم العاشر من ذي الحجة وتحديدًا عند طلوع الفجر، وقد جاءت العديد من الآراء المتباينة حول الوقت وذلك وفقًا للعلماء في المذاهب الأربعة للشافعية والحنابلة والحنيفية والمالكية، ونوضح أبرز ما أشاروا إليه فيما يلي:
يرى مذهبي الشافعية والحنيفية أن الوقت المُحدد للوقوف بعرفة هو زوال الشمس في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة المُبارك.
أما عن مذهب المالكية فقد أشار إلى أن الوقوف بعرفه يأتي ليلاً.
أما عن مذهب الحنابلة فإن الوقوف بعرفه يأتي من فجر يوم عرفه.
الجدير بالذكر أن الوقوف بعرفه يوجد لها مجموعة من السُن يجب على المسلم الالتزام بها، من أبرزها ما يلي:
يوجد شرط الطهارة من أبرز الشروط التي يتوجب على المسلم الالتزام بها، والتي تأتي في قيامه بالاغتسال، والتطهُر من الحدث.
إفطار المسلم الحاج قبل التوّجه للوقوف على جبل عرفه؛ لكي يستطيع تحمُل الوقوف على الجبل في هذا اليوم المبارك.
الذهاب إلى جبل عرفه فور طلوع الشمس، والصلاة في مسجد نمِرة.
الالتقاء بالحجاج والخطبة فيهم عن الأمور التي تُبطل الحج.
يتوجب على الحجاج الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بالقصر التقديم، والوقف باستقبال القبلة.
كثرة الذِكر والتذلُل والخشوع لله تعالى، إذ أنها من الشعائر الهامة التي يتوجب على المسلم القيام بها بكثرة لنيل رضا المولى عز وجلّ.
الركن الرابع طواف الإفاضة
” طواف الزيارة، أو طواف الركن” عبارة عن سبعة أشواط أو أربعة وهذا م اختلف عليه العلماء، وهو الركن الثالث من أركان الحج، لذا نستعرض آراء الحنابلة والشافعية والحنيفية والمالكية من خلال السطور التالية:
يرى مذهب الشافعية أن طواف الإفاضة هو الذي يأتي في ليلة النحر، أو يوم النحر، إذ أنه عبارة عن التحلل من النحر.
فيما نرى أن المالكية عبارة عن قيام الحج بطواف الإفاضة في الفترة التي تتراوح ما بين يوم عشرة من ذي الحجة وحتى نهاية الشهر، وفي حالة عدم قيام الحاج بهذا الركن فعليه فديه.
أما عن الحنيفية فيرى المذهب أن طواف الإفاضة لا يتم إلا بعد الوقوف بعرفه أولاً.
فيما يرى مذهب الحنابلة أن طواف الإفاضة يتم في نصف ليلة النحر وحتى تمامه، ولا يتم قبل الوقوف بعرفه.
الركن الخامس السعي بين الصفا والمروة
هو من الأركان التي لا تتم أركان الحج من دونها، إذ يُفرض على المسلم القيام بالسعي بين الصفا وإلى المروة فبذلك يُصبح حصل على شوط واحد، ومن ثم يسعى من المروة إلى الصفا وبذلك يتم شوط أخر.
فيما أشار إلى الله هذا الركن في القرآن الكريم في سورة البقرة في الآية 158 في قوله تعالى” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”.
كما جاء عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بيان لأهمية السعي وذلك في قوله” اسعوا فإنَّ اللهَ كتبَ عليكمُ السَّعيَ”، كما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها ” ما أتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ، ولَا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ”.
عرضنا من خلال مقالنا أركان الحج والتي يتوجب على كل مسلم أن يدرسها بعناية قبل الإقدام على الحج وممارسة فرائضه وشعائره فهو من الأركان الأساسية التي تُقبل بها العبادة ، فيما يُمكنك عزيزي القارئ مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة تعريف الحج أركانه ومقاصده.