الحج فرض على كل مسلم ومسلمة يمتلكون القدرة والاستطاعة المادية التي تؤهلهم للقيام به. فهو من أركان الإسلام الخمسة، فُرض لمرة واحدة في العمر، وأما من يُزيد فله أجر ذلك. وهو الفرض الوحيد الذي ارتبط بالاستطاعة سواء كان الأمر متعلق بالصحة، أو القدرة المادية. ويتمثل في الذهاب إلى بيت الله الحرام من أجل الطواف به بعد الإحرام، ومن ثم الذهاب لمنى فرمي الجمرات، ومن ثم طواف الإفاضة، ثم قضاء أيام التشريق بمنى، وأخيرًا طواف الوداع، ويتخلل تلك الأمور مجموعة من المناسك كالسعي بين الصفا والمروة، وكذلك الذهاب للمزدلفة.
ومن المتعارف عليه أن الحج من الفروض التي فُرضت أيضًا قبل الإسلام، وذلك في عهد نبي الله إبراهيم فبالفعل كان المؤمنين يحجون ببيت الله الحرام، ولكن بعدها انتشرت البدع في البلاد، ودخلت عبادة الأوثان فأضلهم الشيطان عن تلك الفريضة، ليفرضها المولى عز وجل في العام التاسع من الهجرة على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
هناك مجموعة من الأركان التي يشترط أداءها لصحة الحج، وهي على النحو التالي:
يُعتبر الإحرام من أولى الخطوات التي لابد من القيام بها، وذلك من خلال الاغتسال، ومن ثم تطييب الجسم بالمسك دون الثياب، ثم ارتداء الملابس المُخصصة للحج وهي عبارة عن رداء أبيض غير مخيط بالنسبة للرجل، أما المرأة فلها أن ترتدي ما تشاء دون أن تتقيد بلون معين، ولكن عليها أن تستر كافة أنحاء الجسد. مع تجنب ارتداء النقاب. على الحاج بعدها أن يُصلي ركعتين، ومن ثم ينوي الحج، وفق نوعه سواء كان مفرد، مقرن، أم متمتع.
على المحرم فور أن أتم إحرامه أن يمتنع عن تقليد الأظافر أو قصها وكذلك إزالة الشعر، أو الجماع، وأيضًا يُمنع من وضع العطر، أو الصيد. فإن فعلها سهوًا أو دون علم منه فلا إثم عليه ولا فدية، أما إن فعلها لرغبته بها فعليه فدية.
ومن ثم يؤدي طواف القدوم، وهو عبارة عن 7 أشواط يطوف بها حول الكعبة، مرددًا “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والملك لا شريك لك”. وذلك بشكل جهري للرجل، وسري للمرأة.
هو اليوم الأول من عيد الأضحى الموافق التاسع من شهر ذي الحجة، وفيه يتوجه الحجاج من منى قاصدين جبل عرفة، فيؤدون صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ومن ثم يقف كل حاج على الجبل من صلاة الظهر ليتوجه بالدعاء للمولى عز وجل بما يشاء من أمور الدنيا أو الآخرة.
ومن الأمور التي لابد أن تكون على علم بها هي أن عرفة يُقال أنه سُمي بهذا الاسم لسببين الأول هو أن الله عز وجل جعله موطن تعارف كل من آدم وحواء، والثاني يُقال بأن سبب التسمية يرجع إلى أن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم فيه ليشرح له مناسك الحج، وكان يسأله “أعرفت”، فيُجيب سيدنا إبراهيم: ” عرفت عرفت”.
وعن فضل هذا اليوم حدثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا“. أما عن خير الدعاء في يوم عرفة فهو “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
بمجرد ما يحين موعد الغروب على الحجاج، يتوجهوا إلى المزدلفة فيُصلون فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، ويكثرون في هذا الوقت من الدعاء، ومن ثم يبيتون فيها، استعدادًا للتوجه إلى منى في اليوم التالي من أجل رمي الجمرات.
هو يوم 10 من شهر ذي الحجة وفيه يتوجه الحاج إلى منى ليبدأ وقت رمي الجمرات بدءًا من طلوع الشمس إلى زوالها وفق ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. ويجوز التأخير حتى قبل فجر اليوم التالي في حالة وجود عذر ما. وعليه أن يبدأ برمي الجمرات مع رفع اليد والتكبير قائلاً: “بسم الله، والله أكبر، رغما للشيطان وحزبه وإرضاء للرحمن”.
ومن بعدها يتسنى له الذبح، فيأكل منها، وكذلك يتصدق ببعضها، كما أن الذبح لا يقتصر على هذا اليوم وحسب، بل أنه من الممكن أن يمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك. ومن بعدها يتحلل المحرم وعليه أن يحلق شعره أو يقصره، أما المرأة فلها التقصير، ومن ثم يُحلل له كافة المحرمات عليه إلا الجماع أو الشهوة. وهنا يُمكنه استخدام العطور، وارتداء ما يشاء من الملابس التي تستر العورة.
وهنا يأتي طواف الإفاضة، بأن يطوف الحاج حول البيت الحرام سبعة أشواط تبدأ من الحجر الأسود، ويجوز له الصلاة في مقام إبراهيم والارتواء من ماء زمزم. ومن بعدها فعليه السعي ما بين الصفا والمروة، وذلك إن كان متمتعًا، حيث أن عليه سعي للعمرة وآخر للحج، أما في حالة إن كان مفرد أو قارن فعليه سعي واحد فقط. وللتفرقة ما بين الأنواع الثلاثة عليكم الرجوع إلى مقال أنواع الحج.
بعد السعي بالصفا والمروة يتحلل الحاج التحلل الثاني، حيث يجوز له القيام بكافة الأشياء التي سبق وحرمت عليه، وحتى الجماع.
هي تلك الأيام الثلاثة التي تلي أول أيام عيد الأضحى المبارك، والتي تبدأ من اليوم الحادي عشر وحتى اليوم الثالث عشر وهي تلك التي يقضيها الحاج في منى، وفيها على كل حاج أن يرمي الجمرات بشكل متعاقب في كل يوم، حيث يرمي الصغري، ثم الوسطى، ويختتم بالكبرى، مع التكبير عند رمي كل حصاة.
بعد الخروج من منى يعود الحجاج إلى بيت الله الحرام من أجل الانتهاء من مناسك الحج من خلال أداء طواف الوداع. وذلك اقتداءً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت“، أي لا يجب الخروج من مكة إلا بعد أداء طواف الوداع. أما بالنسبة للمرأة الحائض أو النفساء فليس عليها حرج فيه، ولا يتوجب عليها فدية.