شملت سورة إبراهيم على العديد من المعاني والأوصاف لحال الظالمين يوم القيامة، ومن ضمن تلك الآيات، الآية التالية:
“مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ“
(سورة إبراهيم: الآية 43).
كما أنه ومن المعتاد في آيات القرآن الكريم فسر النبي (صلى الله عليه وسلم)، معنى الآيات ونقلها لنا علماء الدين، فمنهم من قال التالي:
بعد ما تعرفنا على معنى كلمة مقنعي رؤوسهم، يلزمنا معرفة تفسير باقي الآية، والذي سوف نوضحه من خلال النقاط الآتية:
يؤكد الله -سبحانه وتعالى- على حالة الخوف الشديد التي تصيب الظالمين يوم القيامة من هول المنظر الذي يرونه بقوله لا يرتد إليهم طرفهم، أي أنهم ينظرون إلى المواقف من حولهم بهلع وخوف وفزع، ولا يستطيعون إغماض أعينهم عن النظر.
بسبب فقدانهم السيطرة عليه في هذا الوقت، فهي ترى فقط، ولا يمكنهم أخفائها عن ما يحدث حولهم، و إغلاقها أو غيره، فهي متسمرة لا يمكنها الحراك.
ينهي الله الآية الكريمة بقول أفئدتهم هواء، والذي أختلف العلماء في تفسيرها، وسنوضح ذلك فيما يلي:
“وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ“
(سورة القصص: الآية 10).
أي أن فؤادها أصبح خالي من أي معنى غير الهم والخوف على ولدها موسى (عليه السلام).
بعدما تعرفنا على تفسير الآية، يجب أنة نذكر المستفاد منها، وهو أن يوم القيامة ليس كمثله يوم في الدنيا، ففيه ترد الحقوق إلى أصحابها، ويقص المظلوم من الظالم، ويكون لعدل الله الكلمة الأولى، حيث يكون الصالحون ذوو وجهوه مستبشرة ضاحكة مطمئنة بما فعلته في الدنيا.
في حين أن وجوه الظالمين مسودة غير قادرة على رفع رؤسها من الذل والهوان، وحين ترفعها لا يكون لهم القدرة على خفضها أو إغماض عيونهم مرة أخرى، لذا يجب على كل فرد منا مراقبة أعماله في الدنيا والخوف من العذاب المنتظر لكل ظالم فيها.
وصف الله سبحانه وتعالى من خلال آياته الكريمة هول يوم القيامة، والأمور التي ستحدث فيه، كما حكى الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، عن بعض الأحداث التي ستحدث يوم القيامة، ومن تلك الأحاديث:
“- يَقْبِضُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى الأرْضَ يَومَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّماءَ بيَمِينِهِ ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ؟”
(أبو هريرة: صحيح).
” يَعْرَقُ الناسُ يومَ القيامةِ حتى يَذْهَبَ عَرَقُهُم في الأرضِ سبعينَ ذِرَاعًا ، ويُلْجِمُهُم حتى يَبْلُغَ آذانَهم”
( أبو هريرية : صحيح).
من الآيات الكريمة التي اشتملت على وصف الناس يوم القيامة، الآيات التالية:
“فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ“
(سورة المؤمنون: الآية 101).
منها أيضًا الآيات المذكورة في سورة إبراهيم، ومن الآية التي ذكر فيها الله أحوال الظالمين يوم القيامة، وهي:
“مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ“
(سورة إبراهيم: الآية 43).