يمكن التعرف على المكان الذي فُرضت فيه الزكاة من خلال السطور التالية:
أجمع الكثير من الفقهاء والعلماء أن المكان الذي فُرضت فيه الزكاة في المرة الأولى هو مكة المكرمة.
تم فرض الزكاة قبل الهجرة النبوية، حيث إن الزكاة تشبه فرض الصلاة في إنها قبل أن يتم فرضها يتم العمل على توضيح أحكامها، فهي كانت موجودة دون أن يتم توضيح أحكامها المخصوصة مثل بلوغ النصاب والحول.
اختلفت الزكاة بشكل كبير قبل السنة الثانية من الهجرة عن الزكاة بعد السنة الثانية من الهجرة.
وما يتم تطبيقه على الزكاة ينطبق أيضاً على الصيام والصلاة ، حيث إنه عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة وذلك للهروب من أذية المشركين في مكة المكرمة، قاموا بإخبار النجاشي أن الله سبحانه وتعالى أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام.
الصحابة كانوا يصلوا ويتصدقوا ويقومون بإعطاء المال من دون أن يكون لها أي مواقيت محدد أو حد معين، كما أنه لا يكن هناك وقت معين للصلاة حيث إن الصلاة تم فرضها بشكل إجمالي في مكة المكرمة، ولكن تم فرضها بشكل تفصيلي في المدينة المنورة من خلال الأحكام والشروط الخاصة بالزكاة.
في البداية تم العمل على فرض الزكاة بشكل مطلق في بداية الدين الإسلامي الحنيف، وترك مقدر الزكاة الذي يتم فرضه على المسلمين إلى مقدار ما يملكون وكذلك رغبتهم الداخلية في ذلك.
تم العمل على فرض الزكاة من كافة الأموال وذلك بأشكالها المتنوعة وكذلك الذهب والفضة والزرع والثمار في السنة الثانية من الهجرة.
الزكاة كانت مفروضة بشكل عام في مكة المكرمة ومن دون تفصيل، حيث إنها كان يتم ذكرها بجانب الصلاة ولكن من دون الكثير من التفاصيل التي تتعلق بها ولكنها كانت بحسب حاجة الناس وكذلك على حسب مقدار الكرم وما يملكه الشخص من مال.
قبل نزول آيات الزكاة والعمل على فرضها كركن أساسي ممن أركان الدين الإسلامي الحنيف، كان تم العمل على تشجيع المسلمين على التصديق، والعمل على إعطاء الفقير وذي القرب والمساكين وابن السبيل حقهم وكذلك إطعام الطعام.
توجد حكمة من الله سبحانه وتعالى لفرض كافة الأشياء من حولنا، حيث كانت الأحكام تنزل على الصحابة بشكل تدريجي، كما أن أحكام الدين الإسلامي لم تنزل كلها مرة واحدة وذلك للكثير من الحكم المختلفة ومن أهمها أن يتمكن عقلنا من أدراك ذلك.
الحكمة من فرض الزكاة
توجد العديد من الحكم المختلفة والتي فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة على كافة المسلمين من أجلها، ويمكن التعرف على الحكمة من فرض الزكاة من خلال ما يلي:
توجد العديد من الحكم لفرض الزكاة والتي تعود على الفرد والمجتمع بالخير والصلاح.
تعمل الزكاة على تطهير نفوس العباد والابتعاد عن البخل، كما أن الحكمة منها هي تعويد النفس المسلمة على إنفاق المال في سبيل الله سبحانه وتعالى والعمل على تزكية المال وتطهيره والحصول على البركة فيه.
من الأهداف السامية للزكاة هو تعزيز التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع والعمل على سد حاجات الناس الفقراء ومساعدتهم والتخفيف عنهم، ومن خلال الزكاة تساعد على تصفية المجتمع من الحقد والغل الحسد، ويسود الحب والمودة والرحمة والتعاون، كما أنها تجعل المجتمع يد واحدة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد ما يلي: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).
تنفيذ كافة أوامر الله عز وجل من خلال أداء زكاة المال، حيث إنها سبب أساسي من أسباب التكفير عن الذنوب، وكذلك التجاوز عن الزلات، ونيل الرضا والثواب الكبير من الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله عز وجل : (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ).
الحكمة من فرض الزكاة هي شكر الله سبحانه وتعالى على كافة النعم التي أنعم علينا بها، وشكره وحمده على عطاءه وكرمه وعطفه ورحمته.
الهدف أيضاً هو عدم بقاء المال في أيدي فئة واحدة من أفراد المجتمع فقط وهي الأشخاص الأغنياء، بل يكون هناك حكمة من توزيع المال على أفراد المجتمع كلهم للعمل على تحقيق السعادة والفرحة، ويكون هناك سبب لتقديم يد العون بين أفراد المجتمع، وهذا يساعد على اختفاء الحقد والجرائم والسرقة.
تذكير كافة العباد المسلمين بأن الله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن كافة الأموال ولا بد من شكر الله لحفظ تلك النعمة، حيث يسعى المسلم على إنفاق المقدار اللازم لكافة الأشخاص المستحقين ذلك كما أمر الله سبحانه وتعالى.
حكم الزكاة
الزكاة هي فرض على كل مسلم ومسلمة، ويمكن التعرف على حكم الزكاة من خلال ما يلي:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، حيث قال الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وأقام الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
الزكاة هي فريضة على كل مسلم ومسلمة بالغ وبالغة ولكن بشرط بلوغ النصاب، ولا بد من إعطاء الزكاة للمستحقين ذلك والذين تم ذكرهم في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
توجد للزكاة العديد من الآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع، ويمكن التعرف عليها وتوضيحها لك من خلال النقاط التالية:
تساعد الزكاة على القضاء على البطالة في المجتمع وذلك من خلال المال الذي يتم إعطاءه للمحتاجين، وهذا يساعد على السعي في طلب الرزق والعمل بالعديد من الأشكال المختلفة وبالمتاح.
يعد العمل على جمع وتوزيع الزكاة هي من المهن الشريفة، وبالتالي يعتبر هذا توفير فرص عمل وهم ما يطلق عليهم العاملين عليها، ولا بد من دفع أجورهم من أموال الزكاة.
القضاء الفقر، وذلك من خلال توزيع الدخل بين كافة الأفراد وهذا يساعد على ارتفاع الدخل.
أسئلة شائعة
ما هو بلوغ النصاب في الزكاة؟
النصاب هو قيمة الحد الأدنى الذي مر عليه عام كامل عن المسلم أو المسلمة ولم تنقص لا بد في تلك الحالة من إخراج زكاة عنها.
هل يجوز طلب المال من الناس؟
غير جائز في الدين الإسلامي العمل على طلب المال من الناس إلا للحاجة الشديدة.
هل يجوز إعطاء الزكاة لمن له راتب؟
لا يجوز للشخص الذي له راتب أن يأخذ من الزكاة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني”.
