يذكر العالم اليهودي برنار لازاريه في كتابه “مناهضة الشعوب السامية” في عام 1934، في طرحه لسحر الكابالا أنه قد اقتنع بالرأي العام العالمي، وذلك للعديد من الأسباب، وهي ميل اليهود إلى استخدام السحر، الأمر الذي يجعل الشخص قلقاً أكثر، وهو اقتناع غالبية اليهود بتلك الفكرة، وأن فكرة وجود السحر لها بها جزء من الصحة، بالأخص أن السحر كانت منتشراً في القرون الوسطى، وكان الناس يعتبرون السحرة اليهودي، هم سحرة ممتازين، كما أن السحر ذكر في التلمود، وأن التلمود يحتوي على دروس خاصة في الدجل، وما يزيد الأمر سوءً هو عجز العلم الحالي على تتبع مثل تلك الأعمال الشيطانية، وعلى وجه الخصوص سحر كابالا، والمعروف بأعلى درجات السحر، والذي يتم باستخدام دم الإنسان.
كما توجد مدرسة أخرى لكابلا، والتي كان رائدها إسحق لوريا، والذي اعتزل الناس، وعكف في كهف ودرس فيه مذهب كابلا، وخرج بفكر جديد لذلك المذهب، والذي أطلق عليه اسم “كابلا الجديدة، أو كابلا اللوريانية، والتي جعلها مدخلاً لعلم اللاهوت المعاصر، ومدخلاً للفلسفة وعلم النفس، كما قد تكونت له بعض الآراء في خلق الإنسان، والمعروف بالفراغ الميتافيزيقي، كما ظهرت له أقوال في الحكمة الإلهية، والأشبه- في رأيه- بالشرارة في الإنسان، واتجه إلى فكرة تحرير الإنسان من سجن الجسد، وتمكن من الحصول- على حد تعبيره- على مستويات أعلى من الكشف والصفاء الروحي، والمعروف باسم “الحدس”.
تم اختيار ذلك الاسم لأنه مخصوص بإحداث الضرر بالمسحور، وذلك الاسم عند اليهود معروف بلفظة “قبالة”، وعلى الرغم من كون لفظة كابالا تعني القبول في العبرية القديمة، إلا أن المفهوم هنا مغاير تماماً، فالمقصود من ذلك النوع من السحر هو قبول الحبيب لحبيبته، وذلك حتى لو من خلال الأذى، كما ذكر أن ذلك السحر في الأصل كان سحر الفراعنة، وأن اسمه منسوب لكتاب السحر الأسود، والذي تم العثور عليه في إحدى المقابر الفرعونية، وفيم يخص أعراض سحر الكابالاً، فهي ثلاثة أقسام، وهي كما يلي:
وهي الأعراض التي تظهر وكأنها أعراض نفسية، والتي من بينها التوتر المزمن، أو تدهور الحالة النفسية، والتي قد يتسبب في إيصال المسحور إلى الرغبة الملحة في الانتحار وكره الحياة، إلى جانب الإصابة ببعض الأمر التي يصعب على العلم الحديث تشخيصها، إلى جانب رؤية الكوابيس بشكل متكرر، والتي تتضمن حيوانات مفترسة في بعض الأحيان.
وهي أعراض يتوهم فيها المسحور بأنه يسمح بعض الأصوات الغير مفهومة تهمس له، أو أن يتمكن من فهمها، ويحس بأن هناك من يأمره بفعل بعض الأعمال الضارة، مثل الانتحار أو القتل، ومن الممكن أن يشعر المسحور في مثل تلك المرحلة بوقوف شخص بجانبه خلال نومه، أو يرى مجموعة من الظلال حوله.
ويوجد شبه اتفاق عام على وجود بعض الأعراض المشيرة إلى وجود مس شيطاني واضح، والتي من بينها ازدياد لمعان العين، أو ازديد معدل شرب الشخص للماء بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة مرات التثاؤب على مدار اليوم، وعدم قبول الشخص للروائح العطرية، ولا يستطيع تحملها، ويقوم العقل بتفسير تلك الروائح على أنها روائح كريهة، ومن الممكن أن يكون رائحة فم المسحور دائماً كريهة، إلى جانب الجفاف السريع في الجلد في بعض الأحيان.
تقوم حكمة سحر كابالا على سبب وجود الإنسان نفسه، سواء عن سبب مولده، أو وجوده على تلك الأرض، ولماذا يعيش، وما هو هدفه في تلك الحياة، من أي أتى، وإلى أين هو سيذهب بعد أن يكمل حياته الحالية على تلك الأرض، وفي هذا العالم؟ كل تلك التساؤلات تعمل ديانة كابالا أو سحر كابالا على التلاعب فيها، وإيجاد بعض الإجابات الخاصة بها.
فعلم كابالا ليس فقط دراسة نظرية، ولكنه دراسة عملية للغاية، فعن طريق ذلك النوع من العلوم يكون الشخص قد تعلم عن نفسه الكثير، وقد علم من هو، وما هي طبيعته، كما يكون على علم بما يحتاج إليه حتى يتمكن من تغيير نفسه بحسب كل درجة وخطوة يخطوها، وفي تلك المذاهب يكون الإنسان هو القادر على إدارة بحثه داخل خفايا نفسه، وليس شخصاً آخر قادر على ذلك، كل تلك الاختبارات العلمية يتم إجراؤها على المتعلم لتلك الأمور، وفي داخل نفسه، الأمر الذي جعل حكمة كابالا، يطلق عليها اسم الحكمة الخفية.
يذكر الإمام ابن باز بأن علاج السحر يكون بشيئين، أولهما الرقية الشرعية، أما الثاني فيكون باستخدام الأدوية التي جربت في علاج حالات السحر، والأولى والأنجح هي الرقية الشرعية، ومن الرقى التي يتم استخدامها في أن يرقى بها المسحور هي ما يلي:
وتلك الآيات بالترتيب هي كما يلي:
ويتم النفث بتلك الآيات الكريمات في الماء، ويتم صب ذلك الماء على ماء أكثر، ثم يتروش به المسحور، ويشرب منه بعض الشيء، كثلاث حسوات، وبإذن الله يزول السحر.