الخشوع هو شرط من شروط صحة الصلاة حيث ان الخشوع هو حضور القلب بين يدي الله سبحانه وتعالى ويقوم المصلى باستحضار ما يقوله وما يفعله من بداية الصلاة وحتي ان تنتهي. وقد جاء في ايات القراءن الكريم عن الخشوع في الصلاة في قول الله تعالى في سورة طه وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ [طه: 108] .وقال الله تعالى في سورة فصلت وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً [فصلت: 39].
• وحيث ان الخشوع هو محله القلب لأنه اذا خشع القلب واستكان تستكين معه جميع الجوارح فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته يقول في ركوعه: ((اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي، وما استقلَّت به قدمي)) أخرجه مسلم من حديث علي رضي الله عنه.
• كما قد جاء في كتاب الله تعالى عن فضل الخشوع في الصلاة في سورة المؤمنون قال الله سبحانه وتعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1، 2]. كما جاء في سورة الحج جزاء الخشوع والتواضع الى الله في قوله سبحانه: وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ [الحج: 37]. وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة: 45].
• وقد اشار الله سبحانه وتعالى في أيات القراءن الكريم في سورة الانبياء الى قيامهم بالمسارعة في الخيرات بالاضافة الى خشوعهم في دعاء الله تعالى. وقد جاء في قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90]. وكما قال سبحانه وتعالى في من قد اوتوا العلم في سورة الاسراء: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء: 107]. وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة: 138]،
• جاء في السنة النبوية عدد كبير من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تتعلق بالخشوع في الصلاة ومن هذه الاحاديث ما روي عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عايه وسلم قال: ((أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع، حتى لا ترى فيها خاشعا)) أخرجه الطبراني وحسنه المنذري.
• كما قد جاء في الحديث الذي يرويه حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وربّ مصلّ لا خير فيه، ويوشك أن تدخلَ المسجد فلا ترى فيهم خاشعًا)). وقد وَرَد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عايه وسلم يقول: ((إنّ الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها)) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
• وقد جاء في جزاء الخشوع عند الله ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم :((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) رواه الترمذي وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم : ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم)) رواه الترمذي. وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)).
• يقوم بعض المسلمين عند الصلاة وفي اثناء الجلوس لأداء التشهد الأخير بهز الرأس اثناء الصلاة. وقد تم سؤال علماء المسلمين حول مدي صحة هز الرأس في الصلاة وقت الجلوس لأداء التشهد الأخير وقت التسليم وكانت ارائهم متفقة فيما يخص تلك النقطة خاصة وفي حكم هز الرأس في الصلاة عامة لأي سبب من الاسباب.
• ما قام علماء الدين بأثباته في السنة النبوية الشريفة هو الخشوع في الصلاة فلا يجوز هز الرأس او هز الرقبة او الايدي. فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدم تحريك الايدي او الرؤوس اثناء التشهد الثاني وقبل السلام من الصلاة وقد جاء في حديثه عن من يقومون بهز رؤوسهم او ايديهم قبل السلام من الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما لي أراكم تومؤون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس).
• كما انه قد جاء في القراءن الكريم ما يثبت ضرورة الخشوع في الصلاة كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون : (قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون) (1-2) سورة المؤمنون. ونظرا لأن هز الرأس أثماء السلام من الصلاة ليس سنة مأخوذة عن الىسول صلى الله عايه وسلم لذلك فأن القيام بهز الرأس او تحريك الرقاب عند الصلاة هو امر مكروه وان كثر فأنه قد يؤدي ذلك الى ان يبطل الصلاة.