الكذب هو من الأخلاق الذميمة التي يجب أن يبتعد عنها المسلم. فإن الكذب يعتبر من مساؤي الأخلاق التي حذر منها الله تعالى كما حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أمر الله تعالى بتجنب الكذب حيث انه يؤدي بصاحبه الى عذاب النار كما جاء في الحديث الشريف على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم “كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار”.
• هذا وقد حرم الله سبحانه وتعالى الكذب حيث أن الكذب كان صفة الكفرة والملحدين. فقد كانوا يفترون على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الكذب كما جاء في كتاب الله العزيز في سورة النحل قال تعالى }إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون )[ النحل : 105 (. وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من عاقبة الكذب سواء في الدنيا او في الدار الاخرة.
• اما عن حكم الكذب في دين الله تعالى الإسلام فقد حرم الله تعالى الكذب في جميع الحالات حيث قد جاء في الحديث الشريف ان الكذب من خصال المنافقين. فقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان »رواه البخاري 33 و مسلم 59
• اما عن الحالات التي يجوز فيها الكذب فتكون الامور التي يكون فيها انقاذ للنفس او اصلاح بين شخصين او امور لا يترتب عليها أكل حقوق او سفك دماء او طعن في اعراض كما ان الحالات الجائز فيها الكذب هي حالات الموظة بين الزوجين. اما في حالة الكذب في غير من هذه الاسباب وهو يعتبر حرام وسوف يحاسب عليه المسلم حسابا شديدا في الدنيا وفي الاخرة.
• فقد جاء في القراءن الكريم ان عندما يكذب المؤمن فان الله سبحانه وتعالى يزيد قلبه مرضا ويعذبه بما يفعله. وقد جاء في قوله تعالى في سورة البقرة ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 8 – 10].
• الكذب هو شك واضطراب وانعدام للطمأنينة كما أن الكذب يؤدي الى ضيق الصدر وعدم هدوء البال. والأصل في تحريم الكذب هو أنه يتسبب في حدوث عواقب وخيمة على المجتمع الاسلامي حيث انه اصل كل شر. وقد قال الله تعالى في ايات القراءن الكريم في سورة طه قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].
• هذا ويعتبر الكذب السبب الرئيسي في نقص الرزق حيث ان الله تعالي لا يبارك في رزق شخص يكذب ويرتكب المعاصي. وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الاحاديث الشريفة التي توضح تأثر الرزق بالكذب فقد أخرج الأصبهاني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((برُّ الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء)). كما جاء الحديث الذي رواه حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((البَيِّعان بالخيار ما لم يتفَرَّقَا – أو قال: حتى يتَفَرَّقَا- فإنْ صدَقَا وبيَّنا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتمَا وكذَبَا، محقت بركة بيعهما)).
• هذا ويعتبر الكذب هو سبب لابتعاد الملائكة عن الشخص الكاذب كما انه يحرم بركتهم. وقد جاء فقد أخرج الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كذب العبدُ، تباعد الملك عنه ميلاً من نتن ما جاء به))؛ (قال الترمذي: “حديث حسن”).
• وقد حذرنا الله تعالى من الكذب حيث انه يؤدي الى الفجور ويؤدي بصاحبه الى النار. فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((… وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذبُ ويتحرَّى الكذب؛ حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا)).
• فقد لعن الله تعالى من هو صفته الكذب كما جاء في قوله تعالى في سورة ال عمران قال تعالى: ﴿ … ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين ﴾ [آل عمران: 61]. كما ان الكذب يؤدي أيضا الى الحرمان من هداية الله سبحانه وتعالى كما جاء في سورة غافر قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].