إليكم أسراء أسماء الله الحسنى للرزق السريع والواسع، يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأعراف “وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”، فقد وصف الله عز وجل نفسه بتسع وتسعين اسمًا، وكل اسم من تلك الأسماء يتحدث عن صفة يتفرد بها سبحانه وتعالى عن كل شيء، ولقد أمرنا الله بالتضرع إليه والتوجه إليه بالدعاء بتلك الأسماء من أجل قضاء الحاجات واستجابة الدعوات وطلب العون والمغفرة والرحمة، وهناك مجموعة من تلك الأسماء ما يضمنها العبد عند تضرعه لله من أجل جلب الرزق، تلك الأسماء التي سنوضحها لكم من خلال السطور التالية على موسوعة.
أسماء الله الحسنى للرزق السريع
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة”.
وهناك من أسماء الله الحسنى التي لم تُذكر في القرآن الكريم ولا في السُنة النبوية.
والدليل على ذلك ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك…” رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما.
فهذا يعني أن هناك أسماء استأثرها الله وجل في علم الغيب فلا يعلمها سواه.
ويختار العبد عند توجهه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الاسم الذي يناسب طلبه ورجاءه من خالقه.
ولكن يُشترط لاستجابة الدعاء أن يُحسن العبد ظنه في خالقه، وأن يكون متيقنًا أن حاجته لن يقضيها سواه.
وعلى سبيل المثال، فقد دعا سيدنا أيوب عليه السلام الله عز وجل عندما اشتد عليه الكرب، فناداه بأرحم الراحمين، “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” سورة الأنبياء.
فقد ألهم الله عبده أيوب أن يناديه بتلك الصفة، فاستجاب له ربه عز وجل وكشف عنه ضره، “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ” سورة الأنبياء.
أسماء الله الحسنى للرزق الواسع
خص الله سبحانه وتعالى نفسه بمجموعة من الأسماء التي تدل على أنه وحده من بيده أرزاق عباده، وهو من يرزق من يشاء بغير حساب، ومن أسماء الله الحسنى التي تجلب الرزق ما يلي:
أسرار اسم الله الرزاق
يقول الله عز وجل في سورة الذاريات “إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ”.
فالله سبحانه وتعالى هو وحده من يرزق عباده جميعًا بأقواتهم مهما كانت أماكنهم، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة هود: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”.
فقبل أن يخلق الله تعالى هذا الكون قد قدر للجميع أرزاقهم، ولن يموت أحد إلا بعد أن يحصل على رزقه كاملًا وليس منقوصًا.
ويظن الكثير أن الرزق مقتصر على المال فقط، ولكن إيمان القلب هو رزق، والصحة هي رزق، والأولاد هم رزق، وجميع نعم الله تعالى علينا هي رزق من عنده.
إيمان العبد بهذا الاسم واستغناءه عن الخلق بالخالق ولجوؤه إليه وسؤاله رزقه لهو سببًا في إجابة دعاءه.
فمن يتقين بأن الله تعالى وحده هو الرزاق وأن جميع خلقه لا يملكون شيئًا، وتضرع إليه وسأله من فضله وكرمه الواسع بأن يرزقه فسيعطيه الله ويحمده عبده على ما رُزق.
ففي حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: “لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت وارزقني إن شئت، ليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء لا مكره له”.
وعلى الرغم من ذلك فعلى الإنسان أن يسعى لكسب رزقه ولا يكتفي بالدعاء فقط حتى لا يكون متواكل.
ويظن البعض أن الادخار سببًا في حفظ الرزق، فعلى الإنسان أن ينفق مما رزقه الله ولا يدخر أغلبه حتى يحفظه.
فقد روى (البزار وصححه الألباني) من حديث ابن مسعود “أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صُبرة من تمر فقال ماهذا يا بلال؟ قال: شيء ادخرته لغد أو أعد ذلك لأضيافك قال: أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم يوم القيامة أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً”.
أسرار اسم الله الوهاب للرزق
والمقصود بالوهاب هو منح الله تعالى الرزق للعباد دون حساب ودون انتظار مقابل، ودون أن يطلب العبد هذا الرزق أو يسأل خالقه عنه.
فالوهاب اسم مشتق من الهبة أي المنحة التي تخلو من أي غرض ومن أي عوض، فيهب الله عبده لمصلحته فقط.
فقد قال الله تعالى في سورة الشورى: “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ”.
ففي تلك الآية وصف الله الأبناء بالهبة، لأن الأولاد فضل من الله عز وجل يسأله العبد حتى يعطيه إياها، فيهبها له لا لعوض ولا لغرض.
والله عز وجل يهب لعباده الكثير من النِعم، فيهبهم الأهل، فقد قال تعالى في سورة ص “وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا”.
ويهب لهم الزوجة، فيقول في سورة الفرقان “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً”.
ويهبهم الذرية الصالحة، فيقول في سورة ص: “وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ”.
وعندما يدرك العبد المعنى الحقيقي لهذا الاسم فعليه أن يتقرب إلى الله تعالى به، ويرى أنه هو فقط ذو الكرم الواسع؛ فيطمع في كرمه ويطلب منه أن يرزقه ويهبه ويعطيه، وسيستجيب الله لأنه الوهاب.
اسم الله الفتاح
قال الله عز وجل في سورة سبأ “قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ”.
كما قال في سورة الأعراف “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ“.
ومعنى الفتاح أن الله تعالى يفتح لجميع عباده أبواب الرزق والرحمة، ولا يمكن لأي أحد أن يمنع رزقًا فتحه الله على عبده.
حيث يقول المولى عز وجل في سورة فاطر “مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ“.
فعلى كل عبد أن يتيقن بأن الله تعالى هو الفتاح الذي يفتح أبواب الرزق لجميع خلقه، فيتوكل عليه هو وحده ويتعلق قلبه بخالقه فقط.
فمن انغلقت أمامه أبواب الرزق فليلجأ إلى ربه الفتاح، ويسأله بفتح أبواب الرحمة والرزق، وسيفتح الله عليه كل ما انغلق أمامه.
أسرار اسم الله الكريم
والكريم هو الذي يرزق عباده الرزق الواسع بغير حساب، فيقول عز وجل في سورة الأنفال “أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ”.
فهو الجواد الذي يعطي عباده ولا ينقطع عطاءه، والذي يكرمهم بسخاء لا ينتهي، فيعطي بلا عوض ودون سبب.
فعندما يلجأ العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى طلبًا للرزق؛ فعليه أن يطلب منه أن يرزقه من كرمه الواسع وعطاءه الذي لا ينقطع عن عباده حتى وإن كثرت ذنوبهم.
ولن يرد الله عبدًا مد له يده حتى يرزقه، وكيف يرده وهو أكرم الأكرمين!
فوائد اسم الله المنان
عن أنس أنه كان مع رسول جالسًا ورجل يصلي ثم دعا: “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات واﻷرض يا ذا الجلال واﻹكرام يا حي يا قيوم فقال النبي: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى”.
والمنّان تأتي من المّن، ومعناها أن الله تعالى يتفضل برزقه وعطاياه على عباده، فهو يعطي ويفتخر بما أعطى.
ويطلب العبد من خالقه أن يّمن عليه بما عنده من كرم واسع ونعم كثيرة، فيرزقه بغير حساب.
اسم الله الغني
فالله سبحانه وتعالى هو الغني من جميع الوجوه، فاستغنى عن الخلق جميعًا، وغني عن تأييد ونصر الخلق له، فلا يحتاج إليهم، بل هم الفقراء الذين يحتاجون إليه، لأن خزائن السموات والأرض والدنيا والآخرة بيده هو وحده.
ولذلك يفتقر كل عبد إلى الله سبحانه وتعالى في قضاء حوائجه وطلب رزقه، لأنه لا يملك لنفسه شيئًا.
وعندما يحتاج العبد إلى الرزق فعليه أن يستغنى بالله عن الناس لأنه الغني الذي يُسأل من فضله ومن فيض كرمه.
فعن علي رضِي الله عنْه – أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يقول: “اللهم اكْفِنِي بحلالك عن حرامك، وأغنِنِي بفضلك عمَّن سِواك”.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي عرضنا من خلاله أسرار أسماء الله الحسنى للرزق السريع، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.