هل المصحف الملون حرام هذا واحد من الأسئلة التي أثارت الكثير من الجدل الديني، وذلك بسبب انتشار المصاحف الملونة، والتسويق لها على أنها ملفتة للنظر، ومساعدة للأطفال في راحة العين والإقبال على القراءة، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بالحكم على طباعة المصاحف وشروطه.
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال أثاره مواطن حول حكم القراءة من المصحف الملون، خلال بث مباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”. وتمثل هذه الإجابة الموقف الرسمي لدار الإفتاء بشأن هذا الموضوع.
وأكد الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يوجد مانع شرعي من القراءة من المصحف الملون، سواء كان التلوين من الخارج أو الداخل، طالما أن النص موضح بوضوح والكلمات والمفردات والجمل موضوعة بطريقة تسهل القراءة والفهم، ولا يوجد أي تغيير في النص أو إضافة له.
وأشار الدكتور عويضة إلى أن الهدف من تلوين بعض الحروف أو الآيات هو تسهيل القراءة وتوضيح المفردات والألفاظ، وقد اعتمدت هذه الطريقة في الماضي في بعض النسخ القرآنية التي تم تداولها في بعض الدول الإسلامية.
سأل أحد السائلين الإمام ابن عثيمين حول ما مدى جواز بيع المصاحف الملونة، وصرح أن هناك بعض النسخ من هذا المصحف موجودة وتباع بالفعل على مقربة من الحرم المكي، وكانت إجابة فضيلته كما يلي:
يجوز بيع المصاحف الشريفة، وهذا يحدث في بعض الأحيان عندما يكون الشخص في حاجة للحصول على مصحف وليس لديه المالكة، وبالتالي يمكنه شراء المصحف إذا كان لديه النقود اللازمة. وبالتالي، فإن بيع المصحف وشرائه حلال ولا بأس به، لأن هذا يلبي حاجة الشخص إلى المصحف وليس له أي علاقة بتقليل قيمة المصحف أو احتقاره.
ومع ذلك، إذا كان هناك خطر على تشويه المصحف أو سوء استخدامه في حالة بيعه، فإن منع بيعه يمكن أن يكون مبرراً. وبالتالي، يجب التأكد من عدم إتلاف المصحف أو تشويهه عند بيعه، ويجب أن يتم الحفاظ على قدسية المصحف واحترامه في جميع الأوقات.
تعمل العديد من البلاد الإسلامية والعربية بوضع قوانين واضحة حول تداول تصاريح خاصة تسمح بطباعة المصحف الشريف، وعلى رأس تلك الدول هي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية “الأزهر الشريف” والإمارات العربية المتحدة، ونذكر مجهودات الأزهر الشريف في مراجعة المصاحف قبل طباعتها كما يلي:
توجد العديد من المصاحف الشريفة في المؤسسات الدينية والمنازل والمساجد، ويتم قراءتها من قبل المسلمين في أوقات مختلفة لتدبر كلام الله والعمل بأوامره. ولكن، كيف يتم طباعة المصحف الشريف في مصر؟ هذا ما سنستعرضه في هذا التقرير.
تأسست لجنة خاصة بطباعة ومراجعة المصحف في الأزهر، وهي تابعة لمجمع البحوث الإسلامية، وتعنى بدراسة طلبات النشر الشرعي ومراجعة وطباعة المصحف الشريف بشكل منضبط. إن هذه اللجنة هي جهة اعتماد ومراقبة للمصحف، وليست جهة طباعة.
من ناحية أخرى، يمكن للمطابع الخاصة ودور النشر طباعة وتداول المصحف الشريف، ولكن يجب أن يتوافق المصحف مع شروط الطباعة والتداول التي حددها الأزهر الشريف، والتي يتولى لجنة متخصصة تحديد منح أو سحب تصريح الطباعة والتداول. تتألف هذه اللجنة من كبار العلماء والخبراء في التلاوة وأحكامها، ويشترط للانضمام إليها أن يكون المتقدم متخصصًا في القراءات وعلومها وحافظًا للقرآن الكريم، وأن يكون ذو خبرة في علوم الرسم العثماني والضبط والفواصل والوقف والابتداء.
تمر عملية طباعة المصحف بعدة مراحل، وتتم مراجعة المصحف على مرحلتين مختلفتين من قبل نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وعند التأكد من عدم وجود أخطاء، يتم إصدار تصريح بالتداول للمصحف الشريف. ويتم طباعة أحجام مختلفة من المصاحف لتناسب جميع القراء.
يتم طباعة المصحف الشريف داخل الإمارات العربية المتحدة بعد الحصول على موافقة رسمية من جهاز الرقابة على طباعة المصحف الشريف، التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، والذي تتم فيه إجراءات المراجعة على 4 مراحل، وهي كما يلي: