نوع الجنين من الأمور التي اختص الله “سبحانه وتعالى” يهب لمن يشاء الذكور، ويهب لمن يشاء الإناث، وأكد لنا -سبحانه- أنه لا اختلاف بين إنجاب الذكور أو إنجاب الإناث، ولكن يفضل الكثير من الناس إنجاب الذكور عن الإناث، ذلك تتبعًا للكثير من العادات الخاطئة، والتي تفرق بين خلق الله بغير حق، حيث إن الله “عز وجل” كما فضل الذكور في الكثير من الأمور في الحياة الدنيا، فضل الإناث أيضًا في الكثير منها، وقد ساوى بينهم في الآخرة.
لذا تعد إجابة سؤال هل يجوز للحامل ببنت الدعاء بأن يكون ولداً؟ لا بالطبع، لا يجوز للمرأة الحامل أن تدعي الله بإنجاب ذكر بعد أن تتأكد من إنجابها أنثى، لما في ذلك من اعتراض على قضاء الله “سبحانه وتعالى”.
يسعى الكثير من الرجال لإنجاب الذكور في الدنيا، لاعتقادهم الخاص بأن الولد يديم اسم العائلة الخاصة بهم، ويزيد من النسل، ذلك من خلال حمل أبنائه اسم العائلة أيضًا، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بالطبع، ولا يمكننا الاعتراف به في الحياة، كما أن النبي الكريم “صلى الله عليه وسلم” أنجب الكثير من البنات، منهم ” زينب، ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم” “رضوان الله عليهن جميعًا”، وقد أكد في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على فضل إنجاب البنات في الدنيا، والتي سوف نعرضها لكم في النقاط التالية:
“ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم. ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة. فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا. ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا. ولنسائكم عليكم حقًّا. فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن”.
“عمرو بن الأحوص، حكمه : حسن صحيح”.
“مِنْ سعادَةِ ابنِ آدمَ ثلاثَةٌ ومِنْ شِقْوَةِ ابنِ آدَمَ ثلاثةٌ مِنْ سعادَةِ ابنِ آدَمَ المرأةُ الصالحةُ والمسْكَنُ الصالحُ والمركبُ الصالحُ، ومن شِقْوَةِ ابنِ آدَمَ المرأةُ السوءُ والمسكنُ السوءُ والمركبُ السوءُ”.
” سعد بن أبي وقاص، حكمه: رجاله رجال الصحيح”.
“من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبر عليهن وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهُنَّ مِن جِدَتِه كنَّ له حجابًا من النَّارِ يومَ القيامةِ”.
“عقبة بن عامر، حكمه: إسناده صحيح”.
تحب النفس البشرية الشيء وتدعي الله “جل جلاله” به فإذا كان خير لها رزقها به في الدنيا، أما إذا كان شر لها، بعد الله “سبحانه وتعالى” بينها في الدنيا، ورزقها بخير منها، ومن شيم استجابة الدعاء الإكثار منه، ذلك استنادًا لقول الرسول “صلى الله عليه وسلم”:
“إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ”.
“سلمان الفارسي، حكمه: صحيح”.
” يُستجابُ لأحدِكم ما لم يعجَلْ، فيقولُ : دعوتُ ودعوتُ فلم أرَه يُستجابُ لي، فيستحسرُ عندَ ذلك ويدعُ الدعاءَ”.
أبو هريرة، حكمه: صحيح”.
يجدر التنبيه على أن الدعاء من الأمور التي يجب أن يشعر المؤمن فيها بمدى افتقاره إلى الله “عز وجل” ومدى ضعفه أمامه، وأن يكون عبدًا مكثراً في دعائه، ويضم العديد من الآيات الحاملة للأدعية التي دعا بها أنبياء الله “صلوات الله عليهم وسلامه”، وهي كالتالي:
“يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7)”.
“سورة مريم، الآية:7”.
“وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5)”.
“سورة مريم، الآية:5”.
“وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)”.
“سورة الفرقان، الآية: 74”.
يجدر بنا الإشارة إلى أن الله يحب دعاء عباده له، ويحثهم على الإكثار منه، كما أنه ذكر لنا -سبحانه- الكثير من الأدعية التي دعا بها أنبياءه في حياتهم واستجابته لهم “سبحانه وتعالى” ذلك ليبن لنا إن بعد العسر يسر، وإنه قريب منا، ويسمع دعاءنا، كما أنه أكد لنا على هذا في الحديث القدسي الشريف:
” يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم اجتمعوا وكانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكم لم يُنقِصْ ذلك من مُلكي مثقالَ ذرَّةٍ ، ويا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإنسَكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني جميعًا فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَه لم يُنقِصْ ذلك ممَّا عندي إلَّا كما يُنقِصِ المَخيطُ إذا غُمِس في البحرِ”.
“أبو ذر الغفاري، حكمه: صحيح ثابت”.
أمرنا الله “سبحانه وتعالى” بالإكثار من الاستغفار، ذلك للنجاة من عذاب النار، وعذاب الدنيا، وقد أكد لنا النبي الكريم “صلى الله عليه وسلم” على أن الاستغفار من الأمور التي يجب أن يلتزم بها المؤمن في حياته، وقد أكد على أنه من موجبات الدعاء، ذلك لكونه يغفر الذنوب التي يمكن أن تقف بين استجابة الله دعاء المسلم، حيث إن ارتكاب المسلم للكثير من الذنوب في حياته، دون الاستغفار عنها من الأمور التي لها القدرة على حبس الدعاء، كما ذكر لنا الرسول الكريم، في أحاديثه التالية:
” يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك”.
” أبو هريرة، حكمه: حسن”.
“والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم”.
“حذيفة بن اليمان، حكمه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما”.
يقول البعض أن السور القرآنية لها الكثير من الفضل في الدنيا على الإنسان، فمنها من يزيد الرزق، ومنها من يزيد فرص إنجاب الذكور، ومنها من نجى من السوء من الأحاديث التي لا يمكن وصفها، إلا أنها هراء، وشطط من الكثيرين عن الدين وما أمر به، حيث إن القرآن كله مبارك لا يمكننا تقسيمه بحسب الأهواء والرغبات، ولا يمكن لنا تمجيد سورة قرآنية عن غيرها، عدا السور التي ذكر الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” فضلها في أحاديثه الشريفة، وهي:
“إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ وَهيَ سورةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ”.
“أبو هريرة، حكمه:ضعيف بهذا السند“.
“من قرأ سورةَ ( الكهفِ ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين”.
” أبو سعيد الخدري، حكمه: صحيح”.
“سورةٌ تشفعُ لقائلِها ، وهي ثلاثونَ آيةً ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ”.
“أبو هريرة، حكمه صحيح”.
تلك فقط السور التي يمكن أن يكثر المؤمن من ذكر فضلها في الدنيا، وليس إلاها، كما يجب علينا التأكيد على أن الرزق بيد الله لا يمكن لأحد أن يمنعه، فإذا أمر الله بإنجاب الذكور، لا مانع في الدنيا يمكن أن يمنع ذلك، وإذا أمر بإنجاب الإناث، فلا مانع له كذلك.