تُعد أسماك القرش من أكثر الحيوانات انتشارًا في عدد من البحور ومنها البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إذ تتعدد أنواعها وأحجامها وحتى درجة شراستها، وارتبطت أسماك القرش في الأذهان بعنفها تجاه الإنسان وهجومها عليه والتهامه بمجرد رؤيته، ولكن على الرغم من ذلك يظل من هواية الكثير اصطياد هذا النوع من الأسماك، ولكن ما هو حكم الإسلام في تناول لحمها؟ هذا ما سنوضحه من خلال سطور هذا المقال على موسوعة.
هل اكل القرش حلال
هناك خلافًا بين العلماء فيما يخص مدى جواز أكل لحم سمك القرش.
إذ يقول فريقًا من العلماء أن أكل لحم سمك القرش غير جائز لأنه من الحيوانات المفترسة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كل ذي ناب من السباع، فعن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كُلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ حَرامٌ )).
بينما يقول فريقًا آخر أنه يجوز أكل لحم سمك القرش، لأن الله تعالى أجاز تناول صيد البحر في العموم، إذ قال عز وجل في سورة المائدة: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحر: “هو الطهور ماؤه الحل ميتته” أخرجه الإمام أحمد في المسند والنسائي وابن ماجه في سننهما.
وبالتالي فإن الأرجح هو القول الثاني، لأن المُحرم من ذي ناب من السباع هو سباع البر وليس البحر.
هل يجوز اكل الاسماك المفترسة؟
نعم، يجوز أكل لحم الأسماك المفترسة ومنها سمك القرش.
إذ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ ) رواه ابن ماجة (3314) وصححه الألباني.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :”ليس ما يحرم في البر يحرم نظيره في البحر، فالبحر شيء مستقل، حتى إنه يوجد فيه مما له ناب يفترس به، مثل القرش … والحاصل أنه توجد أشياء تقتل، ومع ذلك فإنها حلال “.