قال الله تعالي: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
سورة الإسراء: 24
هذه الآية من أهم وأبرز الآيات التي أمرنا الله -عز وجل- بها في طاعة الآباء، وأنها فرض على كل مسلم ومسلمة تطبيقاً لشرائع الله عز وجل، كما أن الآية تحمل أمراً إلهياً استوجب تطبيقه على الجميع، ومن يعصي الله في أمره، فسوف يلقي عذاباً أليماً.
آية “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” من الآيات القرآنية الهامة التي تتحدث عن بر الوالدين وقام العديد من العلماء بتفسيرها لما جاء بها من أمر صريح لجميع الناس، تعتبر من الآيات الهامة التي تركز على أهم صفات يجب على المسلم أن يتحلى بها وهي صفة “الرحمة”
تفسير هذه الآية جاء من قبل العديد من مفسري القرآن الكريم، ويمكننا توضيح هذه التفسيرات عند المفسرين المختلفين خلال السطور التالية:
يأتي معنى الآية الكريمة في عنوان الرحمة والتواضع للأب والأم، حيث أمرنا الله عز وجل أن يكون العبد ذليلاً متواضعاً رحيماً بأبيه وأمه، وأن يطلب العبد من الله عز وجل أن يرحمهما برحمته الواسعة في حياتهم وبعد وفاتهم مثلما كانوا رحماء وصابرين عليك وأنت طفل ضعيف لا حول لك ولا قوة.
في هذا التفسير سوف نشرح معني الآية باختصار وهو:
أمر الله الإنسان بالتواضع للأب وللأم رحمةً بهما وقل يارب ارحمهما كما صبرا على تربيتي وضعفي وأنا صغير.
في هذا النوع من التفسيرات سوف يتم تفسير الآية الكريمة بالمعنى والتأويل فيما يلي:
ورد عن السعدي في تفسير الآية 24 من سورة الإسراء، أن في هذه الآية أمر من الله -عز وجل- واضح وصريح لعباده، وهو التواضع للوالدين والذل لهما ورحمة واحتساباً للأجر، وهذا بأمر الله الله -عز وجل- حتى يكون له الأجر والثواب من الله عز وجل.
كما أن في الجزء الثاني من الآية “وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا” أمر من الله أن يدعو الأبناء لآبائهم بالرحمة سواء في حياتهم، أو بعد وفاتهم جزاء تربيتهم لك وأنت صغير، كما أن عند زيادة التربية يزداد حقهما عليك في الدعاء والرحمة.
أوضح الإمام الطبري تفسير الآية 24 من سورة الإسراء، في هذه الآية أمر من الله -عز وجل- بالبر وخاصة مع الوالدين، حيث إن الضمير لهما يعود على الأب والأم، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة تحمل الأمر من الله -عز وجل- أن يكون العبد ذليلاً مطيعاً للوالدين وألا تخالف لهما أمراً.
أية وَقُل رَبِّي ارحمهما كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا من السورة المباركة سورة الإسراء في الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم، هي الآية رقم 24 من سورة الإسراء وهي أمر من الله -عز وجل- بالطاعة والرحمة للوالدين والدعاء لهما في حياتهم وبعد وفاتهم.
سورة الإسراء من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى مكة المكرمة وبعض الآيات منها نُزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى مكة المكرمة وبالتالي يكون بها بعد الآيات مدنية.
سورة الإسراء لم يكن لها فضل معين مثل تيسير الأمور في الزواج أو النجاح أو غيره من الأمور، ولكن يكون لها فضل العديد من السور في القرآن الكريم، وقد جاء فضل سورة الإسراء بالأحاديث النبوية الشريفة، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ علَى فِراشِه حتَّى يقرأ بَني إسرائيلَ ، والزُّمَرِ”
صحيح الترمذي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”
رواه: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة.
تناولت سورة الإسراء العديد من الموضوعات الهامة التي لها فضل كبير ومن هذه الموضوعات ما يلي:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ من سورة الإسراء آية 24، ويأتي معنى الآية بمجمل الطاعة والرحمة والمغفرة والبر بالوالدين حيث يعود الضمير لهما على الآباء والأمهات، كما أن هذه الآية بها أمر باللين لهما، وأن يكون جانبك ذليلاً لهما.
هي استعارة قرآنية تم اختيارها لتكون عنوان الرسالة التي أراد الله عز وجل أن يوصلها إلى عباده في الآية الكريمة: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ”
الجناح هنا بالمعنى الحسي هو جزء من الطيور مخلوق، حتى يساعدهم على الطيران، وتنتقل من مكان لمكان.
ولكن أضاف الله -عز وجل- المعني الحسي للجناح إلى السلوك الأخلاقي وهو الذل في استعارة واحدة لتوضيح العديد من المعاني، ومنها ما يلي:
الطائر حينما يريد أن يطير ويحلق يرفع جناحه إلى أعلي، وأن أراد الهبوط والنزول خفض ذراعه إلى أسفل، وفي هذه الصورة تذلل للوالدين وكأن الأبناء طيور، وأراد الخفض والخضوع لآبائهم.
ويرى البعض أن الطير حينما يريد أن يظهر العطف والحنان يقوم بخفض جناحه ليظهر الرحمة والشفقة، وهذا ما يتناسب مع التذلل للوالدين والرحمة لهم وكأن الأبناء طيور ولها جناحات تستخدمها لتظهر الحب والرحمة.