تحاميل البواسير هي مستحضر دوائي بحالة صلبة قابلة للذوبان في الجسم، وتدخل تلك التحاميل إلى جسم الإنسان من الدبر لتقوم بطانة المستقيم بامتصاصه ويذوب فيها الدواء، واختلف أهل العلم في حكم دخولها الجسم أثناء الصيام، وانقسموا إلى قسمين وهما:
المانعون
منع أهل العلم من فقهاء الشافعي والحنابلة والحنفية، وبعض فقهاء المالكية دخول تحاميل البواسير إلى الجسم، وأضافوا أن دخولها إلى الجسم يفسد الصيام، ويصبح الإنسان فاطر.
وقال الشافعية والمالكية أن ما يدخل إلى الجسم من الدبر يفسد الصيام، حتى لو أن رجلاً قد أدخل جزءًا من إصبعه فعليه الاستنجاء.
بينما كان للحنفية رأي مختلف قليلًا وهو أن لو ما دخل إلى جسم الإنسان من الدبر كان جامدًا، وبقي طرفه في الخارج، ففي تلك الحالة لا يفطر الإنسان، ويجوز هذا في الصيام، أما إن دخل الجامد كله إلى الدبر، وغاب فلا يجوز هذا في الصيام، ويبطل الصيام ويصبح الإنسان فاطر، أما إن كان ما يدخل في الدبر هو دهن، أو الجامد مبلول فذلك يبطل الصيام، ويفطر العبد، حتى لو لم يغب في الدبر.
وأضاف بعض فقهاء المالكية أن كل ما يدخل في الدبر يفطر ولا يجوز في الصيام، سواء كان مائعًا أو جامدًا، وسواء غاب في الدبر، أو لم يغب.
المجيزون
لم يجز أحد العلماء دخول شيء صلب إلى جسم الإنسان من الدبر، ولكن قال بعض العلماء أن الإمام مالك قال إن الذي يفطر عند دخول إلى الجسم عن طريق الدبر هو المائعات مثل الماء وغيره.
لذلك يقول الإمام مالك أن التحاميل لا تفطر، ويجوز استخدامها في وقت الصيام، وكان قول الإمام مالك هو “وَإِنِ احْتَقَنَ بِشَيْءٍ يَصِل إِلَى جَوْفِهِ، فَأَرَى عَلَيْهِ الْقَضَاءَ” واستند لهذا القول العديد من العلماء والفقهاء الذين يقولون أن التحاميل لا تفطر؛ لأنها لا تصل إلى الجوف، والله أعلى وأعلم.
هل التحاميل المهبلية تفطر الصائم
اختلف العلماء والفقهاء في حكم ما يدخل الجسم من خلال المهبل في وقت الصيام، واستقر في النهاية العديد من العلماء بالاستدلال بإثبات الطب أنه لا يوجد أي منفذ واصل بين جوف المرأة وأعضائها التناسلية، وبذلك يقوم العلماء والفقهاء أن ما يدخل إلى جسم الإنسان من خلال المهبل في وقت الصيام لا يعد مفطرًا.
وبالتالي كان الإجماع أن كل ما يدخل جسم الإنسان من خلال المهبل لا يفطر ليس الدواء فقط مثل التحاميل، بل أدوات الفحص المهبلية، والمنظار الطبي، والغسول المهبلي وذلك لأن المهبل لا يعتبر منفذاً لجوف المرأة.
هل التحاميل تنقض الوضوء
لم يذكر أحد من علماء أو فقهاء الدين حكم التحاميل على الوضوء، ولكن في حالة وضع التحاميل في الدبر فإن الإنسان في حالة ارتكاب ناقشة من إحدى نواقض الوضوء.
عند دخول التحاميل إلى الدبر من الممكن أن تقوم بمس حلقة الدبر وهذا يعني مس الفرج وهو ناقضة من نواقض الوضوء وبالتالي على الإنسان إعادة التوضأ مرة أخرى.
وإما قد يتعرض الإنسان إلى خروج التحميلة وبذلك يأخذ حكم خروج شئ من أحد السبيلين، وهو نقض للوضوء صرح به علماء الدين والفقهاء.
قد يرى البعض أن مس الفرج ينقض الدبر، بالتالي فإن مس حلقة الفرج ينقض الدبر أثناء وضع التحميلة ينقض الوضوء إن كان ذلك المس من دون حائل، وأما من يرى أنه لا ينقض الوضوع فقد قال العلماء أن خروج التحميلة من الدبر كخروج شئ من أحد السبيلين وبالتالي نقض الوضوء.
هل الحقنة الشرجية تفطر الصائم
اختلف العلماء حول إن كانت الحقنة الشرجية في وقت الصيام تفطر الصائم، أم لا، وتعتبر الحقنة الشرجية عبارة عن الحقن الحاوية على سوائل أو مواد غذائية يتم حقنها للمريض مثل المصاب بمرض الإمساك المعوي.
قال بعض العلماء والفقهاء أن الحقن الشرجية واحدة من المفطرات التي لا يجوز على الصائم أن يأخذها في فترة الصيام، وذلك باعتبار أن كل ما يدخل إلى جوف الإنسان من الطعام أو الشراب فهو من المفطرات.
وقال ابن تيمية “شيخ الإسلام” أن الحقنة الشرجية ليست من المفطرات أي أنه يجوز للصائم أن يأخذها دون القلق من إبطال الصيام، وذلك لأنها ليست من الطعام أو الشراب ولا بمعنى الطعام والشراب.
وأضاف العفاني أن حكم الحقنة الشرجية في وقت الصيام يعود إلى الطبيب فإن أكد الطبيب على أن تلك الحقنة تحتوي على مواد تشبه الطعام والشراب فهذا يعني أنها من المفطرات ولا خلاف في ذلك، أما إن أكد الطبيب أنها خالية من الطعام والشراب فهي بذلك لا تعد من مفطرات الصيام، ويمكن للصائم أخذها في وقت الصيام دون القليل من إبطال الصيام.
وينصح المريض بتأجيل الحقنة الشرجية إلى وقت الإفطار، إن كان لا يوجد ضرر من عدم أخذها في وقت الصيام وتأجيلها لوقت الإفطار، للابتعاد عن أي اختلاف أو قلق من إبطال الصيام.
كما أنه أثبت العلم والفحوصات أن الامتصاص يحدث في الأمعاء الدقيقة وأن الأمعاء الغليظة قادرة على امتصاص السوائل، لذلك نصح الأطباء بأخذها في وقت الإفطار لأنها تخرش القولون وتضعف عضلات الأمعاء وتستهلك كل الطاقة والقوة الموجودة عند الصائم، والله أعلى وأعلم.
هل المغذى يفطر الصائم
لم تكن الإبر أو الحقن المغذية متواجدة في ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتهد بذلك العديد من العلماء والفقهاء لمعرفة حكم الإبر المغذية في وقت الصيام، وهل هي تبطل الصيام ومفطرة أم لا، وتم تقسيم أنواع الإبر المغذية إلى قسمين لمعرفة ما تحتوي عليه والحكم عليها:
القسم الأول: يوجد بعض أنواع الغبر المغذية تحتوي على مواد غذائية مثل السكريات أو غيرها العديد من الأنواع الأخرى التي تشبه الطعام والشراب وتحل مكانه، بالتالي هي تعتبر من مفسدات الصيام فهي من المفطرات، مثل:
نقل الدم من جسم إلى جسم أخر يفسد الصيام وذلك لأنه يحتوي على الأملاح، ويعتبر كل من يغسل كلى فاطر لأنه يقوم بنقل الدم فهذا من المفطرات.
ويعتبر المحلول الملحي المغذي من المفطرات، وعل كل إنسان أفطر وأفسد صيامه بسبب تلك المغذيات يقوم بتعويض ذلك اليوم وقضاء صوم اليوم الذي أفطر فيه.
القسم الثاني: قد تحتوي الإبر المغذية على الأنسولين أو البنسلين أو العديد من المواد الأخرى التي لا تفسد الصيام، ولا تعتبر من المفطرات لأنها تعمل على تنشيط المريض أو تخديره، لكن لا تدخله أي مواد شبيه بالطعام والشراب لذلك فهي لا تعد من المفطرات ولا تفسد صوم الإنسان.
أسئلة شائعة
هل التحاميل البواسير مفطرة في رمضان؟
تحاميل البواسير هي بعض المواد الجامد تدل إلى جسم الإنسان من الدبر تساعد في علاج بعض أنواع الأمراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو البواسير، وقد قال بعض العلماء والفقهاء أن التحاميل الشرجية لا تفطر الصائم؛ لأنها ليست طعام أو شراب أو شبيه بالطعام أو الشراب، فقد حرم الشرع دخول الجسم أي نوع من الطعام والشراب أو ما يقوم مقامه، وقد اختلف بعض أهل العلم والعلماء في ذلك وقد قال البعض الآخر أنها من المفطرات؛ لأنها تدخل إلى الجسم.