الأحلام ما هي إلا مشاهد ورؤية أو سماع، وتعتبر من ظواهر فضول الفكر وفي بعض الأحيان يجد الإنسان راحة نفسه عندما لا يستطيع تحقيقه في الواقع.
ورد في السنة إن إذا رأي المؤمن خيرا فليحمد ربه، أما إذا رأى شرا فلا يخبر به أحد وليستعذ بالله من الشيطان.
فتعتبر أحلام اليقظة ليست من الشيطان؛ لأنها تعتبر عشوائية وتفكير من العقل الباطن.
كلما ضعفت نفس الفرد زادت الأحلام؛ لأنه يهرب من لواقع بها، لأنها تعتبر منفسا لما عجز عن تحقيقه في الواقع.
في بعض الأحيان يمكن أن يخرج العقل عن حدوده إلى حدود الخيال والأماني الكاذبة، وبعض الخطط والرسوم المستقبلية التي يحلم بها الفرد ويصعب عليه تحقيقها بالواقع.
إذا رأى الشخص شرا في أحلامه حين يستيقظ، ينفث عن يساره ثلاث مرات، ثم يقول “أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت”.
ثم ينقلب على الجانب الآخر ولا يخبر بحلمه لأحد، فقال رسول الله صلى الله عليه، وسلم “من رأى منكم رؤيا يحبها فليحمد الله وليخبر بها من يحب، ومن رأى رؤيا يكرهها فهي من الشيطان، فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا”.
وفي حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه، وسلم “الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضر ولا تخبر بها أحد”، والله أعلى وأعلم.
أحلام اليقظة
يعرف طبيب الأعصاب ميريان إن الأحلام عبارة عن عمل شاق بالنهار وخلال الاستيقاظ، وتخدم بعض الوظائف بشكل كبير، وذلك من خلال تذكر الماضي وتخيل بعض الأمور المستقبلية وبعض الأفكار المعقدة.
يتم توليد بعض الأفكار في الأنسجة الداخلية للدماغ، وتتغير هذه الأفكار نتيجة تغير المعلومات التي تصل إلى المسارات العصبية التي تصل لجسم الإنسان.
وأشار أن حوالي ما يقارب من 96% من البالغين يملكون حالة واحدة من الأوهام اليومية.
وتنتج ذلك خلال تذبذبات تحدث بداخل العقل، حيث كتب العالم النفسي الأمريكي ويليام عن نظرية الوظائف العقلية.
حيث أشار ويليام جيمس أنه يمكن تحول الاهتمام الفكري إلى أشياء غائبة عن الأذهان، أو خلق بعض الهفوات العابرة.
قد تؤدي هذه الهفوات إلى تحول الانتباه من العالم الخارجي إلى العالم الداخلي.
يمكن أن تتشكل أحلام اليقظة خلال تكون بعض الروابط القوية بالشبكة الافتراضية بالدماغ.
ترتبط هذه الروابط بأجزاء من القشرة الأمامية والعديد من الأجزاء الأخرى للقشرة الموجودة بالدماغ.
يحدث نشاط لهذه الشبكة حتى تولد وتحفز التفكير المستقل، وبالتالي ينتج أفكار مستقلة وهي التي تتشكل في الأوهام أو ما يسمى بأحلام اليقظة.
الحكم الشرعي لأحلام اليقظة
تجاوز الله أحاديث النفس ما لم تترجم إلى أفعال حقيقة، فلا يحاسب الإنسان عن أحلام اليقظة ما لم ينو بفعل معاصي أو أشياء مخالفة للدين والشرع، أما إذا كانت معصية وفعلها فليعاقب عليها، وقال العز بن عبد السلام “ولا عقاب على الخواطر، ولا حديث النفس لغلبتها على الناس، ولا على ميل الطبع إلى الحسنات والسيئات، إذ لا تكليف بما يشق اجتنابه مشقة فادحة، ولا بما لا يطيق فعله ولا تركه، ومبدأ التكليف العزوم والقصود، فالعزم علي الحسنات حسن وعلي السيئات قبيح وعلي المباح مأذون”.
قد تترتب أحاديث النفس إلى خمسة رواتب، وكل منها حكم يتعلق بها.
المرتبة الأولى: الهواجس، وهي كل ما في نفس الفرد وغير إرادته، ولا يعاقب عليه.
المرتبة الثانية: الخواطر، هي كل ما يلقى في نفس الإنسان، ولا يحاسب عليه الإنسان.
المرتبة الثالثة: حديث النفس، هو كل ما يتردد في نفس الإنسان، والأحاديث الداخلية له ولا يؤخذ الإنسان، لان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله قد تجاوز للناس عن ما يحدث به نفسها ما لم يتحول إلى واقع.
المرتبة الرابعة: الهم بالفعل، هو قصد فعل الأمر من غير فعله، فهو مرفوع عن الإنسان ولا يتم محاسبته على شيء.
المرتبة الخامسة: العوم على الفعل، هو القصد بقوة لفعل الشيء وانعقاد القلب على الإتيان به، وهو ما يؤخذ به الإنسان ويحاسب عليه.
أسباب اللجوء إلي أحلام اليقظة
يلجا بعض الأشخاص إلي عدة أسباب ولأحلام اليقظة.
إشباع بعض الرغبات المكبوتة والمحيطة
فقد يلجأ أغلب الأشخاص إلى إشباع نقصهم أو تحقيق رغباتهم في بعض الأشياء التي يصعب تحقيقها في الواقع.
ينغمس الإنسان في الخيال والوهم، وهذا من الأشياء الغير محمودة؛ لأنها قد تسبب تشتت الانتباه، فإن الشخص يصبح غير مخطط للحاضر أو يعيش بالواقع، ويظل تائها بين الاثنين.
التخطيط والتأمل في المستقبل
يلجأ الإنسان للهروب بأحلام اليقظة وليضع لنفسه خطة مستقبلية، أو يتأمل الخير في كثير من الأمور التي قد تصيبه.
هذه بعض الأمور الطبيعية التي يتعرض لها الإنسان، أو قد يسرح بخياله حتى ينجز الأمور بشكل جديد.
الهروب من الواقع
بعض الأشخاص يتركون بعض الضغوطات وتحمل المسؤوليات، حيث يلجأ لكثير من الأشخاص يعيشون بالوهم ويغرقون فيه.
قد يرى الأشخاص أن الانشغال بأحلام اليقظة قد يؤدي إلى ترك السعي بالدنيا، والتقليل في أداء الأمور والمسؤوليات.
أحلام اليقظة غير مرغوب فيها؛ لأنها قد تؤثر بشكل سلبي على الإنسان ويهدر من وقته.
فوائد أحلام اليقظة
تحسين عمل الذاكرة، تعزز أحلام اليقظة من عمل الذاكرة وتساعد على تقويتها، وقد أثبتت بعض الأبحاث أن جامعة ويسكونسن ومعهد ماكس بلانك للعلوم ووجود العلاقة بين الأحلام اليقظة وقوة الذاكرة.
استراحة الدماغ، تساعد على إعطاء الدماغ فرصة لكي يستريح، وهما: الجزء العاطفي والجزء التحليلي لصنع القرارات، مع توازن العمل بين هذين الجزأين.
زيادة الإبداع، تلعب أحلام اليقظة دوراً مهماً في زيادة الإبداع وتوليد الأفكار الجديدة بين الناس.
الحفاظ على الصحة، أثبتت الكثير من أحلام اليقظة أن التنويم المغناطيسي، ولكنها ذات مستو منخفض، حتى يساعد في تقليل التوتر وتعزيز الصحة وتقلل الإجهاد وتعزيز تحقيق الأهداف والنوم بشكل أفضل.
حل المشاكل بطريقة جديدة، ووجد العديد من مهام الدماغ، وتنشأ العديد من الأفكار العفوية التي تحفز الدماغ على تحسين الحالة المزاجية، وزيادة القدرة المعرفية.
زيادة الحب بين الناس، حيث تزيد الأحلام من السعادة والحب بين الناس والتفاهم وزيادة الروابط الاجتماعية والإيجابية بين الناس.
كما أن أكد العديد من العلماء على زيادة تحفيز الدماغ ونشاطه عند الكثر من أحلام اليقظة، حيث أنها تزيد من ترتيب الأمور الحياتية بشكل أفضل.
أسئلة الشائعة
هل أحلام اليقظة خطيرة؟
أحلام اليقظة سيئة السمعة، لكن بعض الأطباء المتخصصين بالأعصاب أن الأحلام أمر مفيد، لأنها تجعل الدماغ تستريح بعض الشيء، على العكس من الاعتقادات الخاطئة.
كيف أتخلص من أحلام اليقظة؟
تناول وجبة إفطار صحية. النوم جيداً ما بين مدة 7 إلى 8 ساعات بشكل يومي. لعب الرياضة بشكل مستمر خصوصا المشي. محاولة شغل النفس طوال الوقت.