يتساءل الكثير عن لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون ، يشير مفهوم الشرك بالله هو عبادة شريكًا لله سواء في الألوهية أو الربوبية وهو من الأمور المحرمة التي نهى عنها الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، وفي سورة النساء (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ)، فمن أبرز أسماء الله الحسنى اسم “الأحد”، كما أن سورة الإخلاص تناولت موضوع التوحيد بأن الله هو الإله الواحد الذي لا يماثله أحد (وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ).
ويدل مفهوم الشرك بالله على عبادة شريك لله في خلقه لهذا الكون، كما يكون الشرك أيضًا في صفات الله، ولكن ماذا عن سبب وصفهم في القرآن الكريم أنهم لا يعقلون ؟، هذا ما سنعرضه لك في السطور التالية من موسوعة.
لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون
يقول المولى في الآية الكريمة رقم 63 من سورة العنكبوت: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)، ففي تلك الآية يخاطب الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه إذا سأل المشركين عن من أنزل المطر من السماء فسيجيبوه الله من أنزلها.
وإذا أجابوا بذلك فليقل الحمد لله فهم قوم يجهلون بأمر دينهم ويعبدون مع الله آلهة أخرى ولا يدركون عقوبة ما يفعلوه وهو العذاب في النار.
أما عن سبب وصف الله للمشركين بوصف “لا يعقلون” لأنه على الرغم من إيمانهم بأن الله خالق هذا الكون وأنه الذي ينزل الأمطار من السماء وإيمانهم بأن دين الإسلام هو دين الحق إلا أنهم لازالوا يشركون به ولا يزالون يجحدون بنعمه.
أنواع الشرك
ينقسم الشرك إلى نوعين أساسيين وهما ما يلي:
الشرك الأكبر
الشرك في الألوهية: ويعني الشرك في الألوهية أن تتوجه عبادة المشرك وإيمانه إلى شريك آخر، وذلك مثل عبادة الأصنام، و زيارة أضرحة ومقابر الأولياء والصالحين والدعاء لهم دون الدعاء لله مباشرةً.
الشرك في الربوبية: وهو أن يؤمن بوجود إله آخر خلق هذا الكون ومُدبر لأمره ويميت الأحياء ويحيي الأموات، ومن أبرز الأمثلة على ذلك فرعون الذين جعل نفسه إلهًا وأمر قومه أن يعبدوه.
الشرك في الصفات: ويعني أن يؤمن المشرك بصفات لله في شخصٍ ما، مثل اعتقاد البعض بأن هناك أشخاص يعلمون علم الغيب مثل من يقرأون الفنجان أو ينظرون في كف اليد فهذا يعد من أبرز الأمثلة على الشرك في الصفات.
الشرك الأصغر
الرياء: ويشير مفهوم الرياء أن يؤدي المشرك طاعةً بغرض تحقيق منفعة ما وليس من أجل طاعة الله، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:”إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغرُ. قال: وما الشِّركُ الأصغرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا جزى النَّاسَ بأعمالِهم اذهَبوا إلى الَّذين كُنْتُم تُراؤُونَ في الدُّنيا فانظُروا هل تجِدونَ عندَهم جزاءً”.
الحلف بغير الله: وذلك مثل الحلف بالقرآن الكريم أو الكعبة أو بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:”إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ شئتَ”.
شرك التعلق ببعض الأسباب: وذلك مثل الاعتقاد بأشياء تحمي من الحسد مثل استخدام الخرزة الزرقاء، ففي تلك الحالة يتم اللجوء لرموز لا تنفع ولا تضر دون اللجوء والدعاء إلى الله بالتحصين من الحسد.
حكم الشرك في الإسلام
يعد الشرك الأكبر من أبرز السبع مهلكات التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم:”اجتنبوا السبع الموبقات قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.“، فالسبع موبقات تُعرف بالسبع مهلكات التي تؤدي إلى دخول النار، وذلك لأن الشرك يؤدي إلى الخروج عن ملة الإسلام حيث يكون المشرك في تلك الحالة كافرًا ومرتدًا عن الدين.
أما عن حكم الشرك الأصغر في الإسلام فهو كبيرة من كبائر التي لا تخرج المشرك من ملة الإسلام ولكنه من الذنوب العظيمة التي تستوجب التوبة إلى الله وطلب المغفرة.
وبهذا نكون قد أوضحنا لك إجابة سؤال” لماذا وصف الله المشركين بأنهم لا يعقلون ؟” وهو اللفظ الذي ورد في سورة العنكبوت، كما استعرضنا لك أنواع الشرك الذي ينقسم إلى الشرك الأكبر والشرك الأصغر، فضلاً عن حكم الشرك في الإسلام.
ولقراء المزيد عن الشرك والفرق بينه وبين الكفر يمكنك الإطلاع على المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة: