وبالأسحار هم يستغفرون ، كثيرا ما نستمع إلى قوله تعالى : (( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) لكن كثيرا منا لا يعرف في أي سورة تم ذكر هذه الأية، كما يجهل الكثير منا معناها و فضل الاستغفار فهو من أعظم الاذكار و أحبها إلى الله سبحانه و تعالى، فنجد ان سبحانه و تعالى أمرنا بالاستغفار في مواضع كثيره في القران الكريم مثل قوله تعالى : (( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ))، كما أن الاستغفار في وقت السحر على وجه الخصوص له فضل كبير عند الله سبحانه، و سنتحدث عن كل ذلك هنا في المقالة من خلال موقع موسوعة .
ذكر الله سبحانه و تعالى قوله : (( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) في سورة الذاريات الأية 18 .
يشير قوله تعالى : (( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) إلى أنهم كانوا يهجعون و يجتهدون في العبادة و و يرغبون في زيادة أعلمهم و أنهم يستغفرون بسبب تقصيرهم، و تلك من صفات الكريم يعمل كل ما في مقدرته ثم يراه قليل و يسنغفر على تقصيره، بعكس اللئيم يعمل القليل و يراه كثيرا، و في الايه نجد سبحانه و تعالى مدح عباده بالهجوع القليل و ليس النوم القليل فلم يقل : كانوا كثيرا من الليل يسهرون، فذلك يدل على أن نومهم فيه عباده، فمحدهم بأنهم هاجعين لأن الهجوع يجعلهم يكثرون من العبادة، و يمنعهم من أن يعجبوا بأنفسهم، و المقصود بالليل أي شهر رمضان، و معنى (( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) استغفار مستمر بالأسحار، كما أنها إشارة لأنهم لا يخلون وقتا عن العبادة ، فهم في الليل لا يهجعون ، و عند أول جزء من السحر يستغفرون، و يقول الضحاك الذين يقومون ليصلوا، و يقول قتادة أنهم أهل الصلاة، و يفسرها الحسن كانوا قليلا من الليل ما يرقدون و يستمروا بالصلاة إلى السحر ثم يدعون الله و يتضرعوا، و يقول زيد بن اسم هو الذين يشهدوا سلاة الصبح .
وقت السحر بدايته هو الثلث الأخير في الليل حتى قبيل الفجر، و يعتبر وقت السحر أفضل وقت لعبادة الله و للاستغفار، و قد ذكر الله سبحانه وتعالى وقت السحر في كتابه مرتين، في قوله تعالى : (( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ))، و في قوله تعالى : (( وَبِالأَسْحَارِ*هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))، حتى يأكد على فضل و عظم الأجر في هذا الوقت، فسبحانه يحب سماع أصواتنا عند قراءة القران في هذا الوقت، و في هذا الوقت يستجيب الله الدعواتن كما أن في هذا الوقت ينزل الله سبحانه و تعالى إلى الأرض و ينادي هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه هل من سأل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له، و ذلك إلى أن ينشق الفجر .
نجد أن للإستغفار فوائد عديدة لا تعد و من أهم تلك الفوائد الأتي :