نقدم لكم في المقال التالي في الموسوعة قصة سيدنا هود عليه السلام الذي أرسله الله عز وجل لقوم عاد، وقد كان قوم عاد أول قوم يكفرون بالله دون أن يتعظوا لما حدث مع قوم سيدنا نوح والطوفان الذي أغرقهم جميعًا ولم يبقي على أحد غير ذرية سيدنا نوح عليه السلام، وقد كان قوم عاد يسكنون في الأحقاف وبعث الله فيهم سيدنا نوح ليدعوهم لعبادة الله والتوحيد، وفي المقال التالي سوف نذكر نبذة عن نسب سيدنا هود، وماهي قصته مع قوم عاد.
ينتمي قوم عاد إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وقد عرفوا بطغيانهم وقوتهم، وفسادهم وبطشهم على الناس، وكانوا يمتلكون الكثير من الأموال والسلطة، وقد كانوا يعيشون في مدينة الأحقاف في مملكة إرم في اليمن، وقد سميت إرم ذات العماد بسبب طولهم ولكونهم كانوا يتمتعون بأجساد قوية وضخمة.
وقد ورث قوم عاد الأرض بعد قوم نوح، وكانوا خلفاء على الأرض، فقد كانوا أقوياء اقتصاديًا وعسكريًا، والأموال الطائلة وكانت لهم جنات ومواشي، وأموال طائلة، فقد كانوا يعيشون هم وأولادهم في حياة ترف فاحش، حيثُ كانوا يتنافسوا فيما بينهم لبناء الأبراج الضخمة، والمساكن حتى يتم تخليد أسمائهم في الدنيا.
وعلى الرغم من كل هذه النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليهم إلا أنهم كفروا بنعمة ربهم، وكفروا بالله، وعبدوا الأوثان وامنوا بها، وأنها تملك لهم النفع والضر، فبعث الله لهم سيدنا هود ليدعوهم لعبادة الله، ويحذرهم من غضب الله عليهم وعقابه.
بعث الله سيدنا هود إلى قوم عاد الذين انتشر بينهم الظلم والبطش، وكانوا جبارين، ويمشون بين الناس بالفساد، مستغلين نفوذهم وأموالهم الطائلة، حتى |أنهم قد كفروا بالله عز وجل وعبدوا الأوثان، وأغرتهم أموالهم ونفوذهم بين القبائل، وكانو يظنون انه لا يوجد أحد يقف أمامهم.
ثُم بعث الله النبي هود عليه السلام، ليذكرهم بوجود الله عز وجل، وينصحهم ليعودوا عن كفرهم ويعبدوا الله عز وجل ويتركون عبادة الأصنام، فأخذ نبينا هود عليه السلام يدعوهم إلى التوبة إلى الله عز وجل حتى يبارك الله لهم في رزقهم وأموالهم.
وكان سيدنا هود يُكرر عليهم أنه رسولهم من الله عز وجل، ودعوته لهم ليس لغرض أموال أو أ مصالح، لكنها دعوة في سبيل الله عز وجل، لكنهم سخروا منه واتهموه بأنه شخص مجنون وسفيه، وأصروا على كفرهم، وظل سيدنا هود سنين كثيرة يدعوهم لعبادة الله وللتوبة، حيثُ دارت بينهم العديد من المناوشات والمناظرات.
وقد اتبع معهم سيدنا هود وسائل متعددة ليعودوا عن كفرهم، فاتبع معهم اللين، والترغيب، والتخويف، لكنهم رفضوا الإذعان له أو الاستماع لما يقوله، بل أنهم قد تحدوه بأن ينزل الله عليهم العقاب إن كان دين آبائهم وعبادة الأوثان ليس هو الدين الصحيح.
فأمر الله عز وجل السماء أن تمسك عن المطر، ثم أمر الرياح أن تهيج عليهم والسماء تمطر فأصابتهم رياح عاتية لمدة 7 ليال و 8 أيام، كانت تحملهم لأعلى ويسقطوا فتنكسر أعناقهم.
المصدر: 1.