هل صوت المرأة يفطر في رمضان؟ إن مع اقتراب شهر رمضان المبارك تتساءل الكثير من السيدات عن مبطلات الصيام ومفسداته في هذا الشهر الكريم، والجدير بالذكر أنه من أبرز الأسئلة التي تدور حول مبطلات الصيام في شهر رمضان هو السؤال عن صوت المرأة، هل هو بعورة حقا؟ وهل يفطر؟ فمن خلال الموسوعة سنقوم بالإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها فيما يتعلق بمبطلات الصيام في شهر رمضان.
هل صوت المرأة يفطر في رمضان
يعتقد البعض أن صوت المرأة عورة، فبما إنه عورة فيفطر ويبطل الصيام في رمضان، والبعض الآخر يقتنع بغير ذلك وأن صوتا المرأة ليس بعورة، وهناك مجموعة من السيدات والرجال أيضا لم تكن تعلم بحكم صوت المرأة في العموم، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يتساءلون عن حكم سماع رجل أجنبي لصوت المرأة نهار رمضان، ولعلنا نقومن بالإجابة عن هذه التساؤلات من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في النقاط التالية.
في الحقيقة أن صوت المرأة ليس بعورة، إذن صوت المرأة لا يفطر في رمضان، ونوضح لك عزيزي القارئ الدليل على هذه الإجابة من خلال ما يلي:
يقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 32 من سورة الأحزاب: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا”.
نستنتج من قوله تعالى (لَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) مجموعة من الأحكام، وهي؛
إن صوت المرأة ليس بعورة، فعند قوله (بالقول) إشارة إلى صوت المرأة في العموم وهو أمر مباح.
إن العورة تكمن في خضوع وترقيق وتنعيم صوت المرأة، ونتيجة لذلك (يَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ).
فقوله تعالى (لَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) نهي من الله عز وجل واجب الإلزام، بألا تخضعن النساء وتترققن في كلامها مع أجنبي.
هناك دلالات أخرى على أن صوت المرأة ليس بعورة ولا يفطر إلا في حالة خضوعهن في القول، وتلك الدلالات هي؛
كانت أم المؤمنين السيدة خديجة رضوان الله عليها تعمل في الأمور التجارية وتخالط الرجال في مجال العمل، وبالتالي تلك المخالطة لا بد أن تكون بالقول، وهذا الأمر لا بأس ولا جدال فيه.
طلبت إحدى السيدات المسلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمعهن في مجلس كمجلس الصحابة والمؤمنين من الرجال، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
“قالت النساء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا، لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فَكانَ فِيما قَالَ لهنَّ: ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِن ولَدِهَا، إلَّا كانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: واثْنَتَيْنِ.
فاستجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن وكان يجمعهن أسبوعيا في مجلسا لطرح عليه التساؤلات عن أحكام الدين والشورى في بعض الأمور الدنيوية، وبالتالي صوت المرأة هنا لا بأس فيه.
خلاصة القول أن صوت المرأة لا يفطر في شهر رمضان أو غيره، وهذا لأن صوت المرأة ليس بعورة بشرط ألا تخضعن وتترققن في صوتها أثناء الحديث مع رجل أجنبي عنها.
حكم تسجيل صوت المرأة في قراءة القرآن
إن صوت المرأة لو كان عورة ما سمعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخصص يوما لكي يستمع لهن بخصوص الأمور الدينية والدنيوية.
وكما ذكرنا مما سبق من قوله تعالى “لَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا” أن صوت المرأة ليس بعورة إلا عند خضوعها في الحديث مع الرجل.
والجدير بالذكر أن المرأة عند قراءتها للقرآن الكريم لا سبيل لها من أن تخضعن وتترققن، فيكون حكم تسجيل صوت المرأة في قراءة القرآن الكريم جائز ولا بأس فيه، بل يكون من صالح أعمالها أيضا.
حكم صوت المرأة في وسائل الإعلام
ما نسير عليه في هذا المحتوى ونطبق عليه حكم صوت المرأة؛ قوله عز وجل الآية رقم 32 من سورة الأحزاب:
فحكم صوت المرأة في وسائل الإعلام إذا كانت الرسالة التي تقدمها واضحة ولا جدال فيها وتتناسب مع الشريعة الإسلامية، وكانت تتحدث بصوتها المعتاد من دون إذعان أو خضوع أو ترقيق وتنعيم في صوتها، فيجوز ولا بأس فيه.
أما حكم صوت المرأة في وسائل الإعلام واليوتيوب، إذا كانت الرسالة التي تقدمها لا تتناسب مع الشريعة الإسلامية، وبها ترقيق وخضوع في الصوت على غير المعتاد له، فلا يجوز، ويكون صوتها في هذا المحل عورة.
حكم سماع الرجل صوت المرأة
توصلنا من خلال هذا المحتوى أن صوت المرأة ليس عورة، ولكن علينا أن نذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا مَعشرَ النِّساءِ تصدَّقنَ، وأَكْثِرنَ منَ الاستغفارِ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أَكْثرَ أَهْلِ النَّارِ، فقالتِ امرأةٌ منهنَّ جَزِلةٌ: وما لَنا يا رسولَ اللَّهِ أَكْثرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثرنَ اللَّعنَ، وتَكْفُرنَ العَشيرَ).
فهناك أفعال يقمن بها بعض النساء منهي عنها في الإسلام تجعلهن من أكثر أهل النار، ومن أكثر هذه الأفعال هي فتنتهن للرجال.
فصوت المرأة للرجل وهي في حالة من الخضوع لا تجوز وقد نهى عنها الله عز وجل فيه قول (لا تخضعن في القول).
أما عن حكم سما الرجل لصوت المرأة فلا بأس فيه، فكانت النساء يحدثن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم في جل الأمر الدينية، وبعض الأمور الدنيوية.
فيقول أنس بن مالك رضي الله عنه : (قالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بنَا إلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كما كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَزُورُهَا).
ولكن حث الإسلام على أن يكون حديث المرأة للرجل ممن وراء حجاب وفي تستر بالقول والفعل، فيقول الله عز وجل في الآية رقم 53 من سورة الأحزاب: “وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ”.
كما يقول رسول الله عليه وسلم: (إذا نابَكم في صلاتِكم شيءٌ فليُسبِّحِ الرِّجالُ ولتُصفِّقِ النِّساءُ)، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن صوت المرأة يعد من أول الفتن الحسية للرجال عند ترقيق صوتها أو تنغيمه أثناء الحديث والتليين والتمطيط به.
ومن هنا، يمكننا القول أنه على الرجل ألا يخضع هو الآخر متعمدا إلى سماع صوت المرأة المذعن الناعم.
شروط الصيام للمرأة
هناك شروط لا يمكن التخلي عنها لكي تتمكن المرأة من الصوم، ولعلنا نتناول هذه الشروط التي تتجلى لك عزيزي القارئ من خلال النقاط التالية:
أن تكون المرأة مسلمة، بالغة، عاقلة.
النية الحاضرة للصوم.
ألا تعاني من مرض يؤثر فيه الصيام.
النقاء من الحيض والنفاس.
العلم بالوقت القابل للصوم فيه.
مبطلات الصيام للمرأة
التعمد في الأكل أو الشرب.
الردة عن الدين الإسلامي.
الجماع.
الاستمناء؛ وهو نزول الشهوة وخروج المذي بأي الوسائل متعمدة في ذلك.