سنتناول في مقال اليوم موضوع عن الصدق قصير ، فلا شك أن الصدق صفة يجب أن يتميز بها المسلم في كل جوانب حياته حتي ينعم بالعيش هنيئًا، فالإنسان الصادق يحبه الله، والناس، وينال رضا الله في كل شيء، وعلى النقيض، الكاذب يكرهه الله، والناس، ويعيش بائسًا، وغير راضي طول حياته نتيجة لغضب الله عليه.
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص هذا الموضوع : عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : ” إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا . وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ” . فالصدق منجاة من كل شر، وسوء، وطريق يسلكه المسلم ليدخل الحنة فيسلم المرء بالصدق في حياته، وعند مماته.
الصدق طابع فطري خلق الإنسان عليه لا يرتبط بدين، ولا بعرف، ولا بنسب، ولا بأي فئة فهو صفة مشتركة تجمع كل أطياف المجتمع، فالصدق هو الحياة فلا حياة بلا صدق، حيث أن الإنسان الصادق يعيش راضيًا مرتاح البال، والراحة لا تأتي إلا بالوضوح، والصدق، وعدم الكذب، والخداع.
فينقسم الصدق إلى ثلاثة أنواع نعرضهم بالتفصيل فيما يلي :
فالمسلم الصادق يستشعر ربه في كل شيء وفي كل فعل يقوم به فيكتبه الله مع الصديقين ويحشره مع الصالحين في أعلى مراتب الجنة. حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز “قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” سورة المائدة الأية 119 . فيخلص المسلم في عبادته لوجه الله دون رياء.
وهو أن يؤمن الفرد بكل ما يفعله فلا يقوم بشيء لا ترضاه نفسه ولا عقله فيفعله وهو يؤمن بشيء آخر دونه فيجب أن يكون الشخص صريحًا مع نفسه ومعترف بأخطائه ويسعى لتصويبها.
فالمرء الصادق هو من يعرف بين جميع الخلق بصدقه وأمانته مع والديه وأخوته وزوجته وأبنائه وأصدقائه وفي عمله وفي كل شيء فلا يغش ولا يخدع ويكون ملتزمًا في كل شيء في حياته فالصدق شجاعة وإصرار لدى صاحبه فلا يخشى شيء إلا رضا ربه وبركته.
وفي النهاية فالصدق صفة ملازمة للمسلمين منذ بداية الإسلام حيث لقب رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين.