من قام رمضان ايمانا ، شهر رمضان هو شهر الإحسان في العبادات، والطاعات؛ لتقوية الإيمان في قلوب العباد، وتقوية صلتهم بالله سبحانه وتعالى، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ما في شهر رمضان من أجر عظيم للعباد، حثهم على الكثير من الأعمال لكي يقوموا بأدائها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة بأسلوب الترغيب في العبادات، والتبشير بما فيها من أجر جميل جزاءً لما قاموا به، وهذا الحديث من أشهر الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر فضائل شهر رمضان المبارك؛ لهذا قد خصته موسوعة بالذكر في هذا المقال قبل قدوم شهر رمضان لتكونوا على أتم استعداد للشهر الكريم، فتابعونا من خلال هذا المقال.
رُوي في صحيح البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان:”من قامه إيمانًا، واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وبهذا الحديث، وبهذه الطريقة النبوية التربوية الحكيمة كان يحث رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأمته على ضرورة قيام الليل في شهر رمضان المبارك، وما له من عظيم الثواب، والأجر في مغفرة الذنوب، ومحوها جميعها، حتى تخرج من شهر رمضان بلا ذنوب مطلقًا.
فقيام الليل له العديد من الفضائل، وخاصةً إذا كان هذا القيام في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات، والأجور.
يبدأ وقت صلاة قيام الليل منذ الانتهاء من أداء صلاة العشاء، حتى بزوغ وقت الفجر، وأفضل صلاة القيام يكون في جوف الليل في الثُلُث الأخير من الليل؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر”. وبما في ذلك ليالي شهر رمضان المبارك.
ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ” فكيف إذا كان هذا السجود في وقت الليل، وفي الثلث الأخير منه فما تظن أن يعطيك الله من فضل، فكيف لا نغتم هذا الفضل العظيم في شهر رمضان المبارك ليكون قيامنا إيمانًا، واحتسابًا.
وصلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في الأساس، ولكن تُسمى تراويح لأنها تُصلى ركعتين ركعتين، ويفصل في منتصفها بحديث صغير من الإمام، وتتم إقامة صلاة التراويح في شهر رمضان في أول الليل، بعد الانتهاء من أداء فريضة صلاة العشاء،وليس في آخر الليل.
صلاة التهجد هي صورة من صور صلاة قيام الليل، ولكن التهجد في أصل اللغة هو الاستيقاظ من عمق النوم لأداء الصلاة في وقت الليل، فقال الله تعالى في الأية 16من سورة السجدة:”تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”.
فمن أحسن أداء صلا قيام الليل في شهر رمضان من تراويح، وتهجد فقد قام شهر رمضان إيمانًا، واحتسابًا، ليتحقق جواب الشرط، وهو الغران لما تقدم من ذنوب قبل هذا الشهر.