من البدع المحدثة في شهر رمضان الاحتفال بليلة القدر فما هو صحة هذا الأمر، وهل هي حقاً بدعة أم مناسبة دينية يجوز الاحتفال بها، وإن كانت كذلك ما هي مظاهر هذا الحفل، وكيف ينظر له أهل العلم، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم على موسوعة، فالكثير من الأشخاص يُقيمون الاحتفالات في ليلة القدر، وتحديداً في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وذلك لأنهم على علم ويقين تام بمكانة تلك الليلة عند الله عز وجل والتي يُضاهي العمل بها أعمال ألف شهر كما وُرد في القرآن الكريم. فإن كنتم تبحثون عن حكم الاحتفال بها فعليكم متابعتنا في السطور التالية.
من البدع المحدثة في شهر رمضان الاحتفال بليلة القدر
مما لا شك فيه أن الله عز وجل أخبرنا بفضل ليلة القدر، وكونها من الليالي المباركة التي تتنزل بها الملائكة إلى السماء الدنيا. وقيل أن بها يُغير المولى أقدار المسلمين إلى أحسنها، ولكن أخفى الله علينا هذا اليوم لنجتهد طوال الشهر التماساً وطلباً لنيل العفو والغفران. ليزداد الاجتهاد في العشر الأواخر من الشهر الكريم، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يجتهد في العشر الأخيرة من رمضان فيُحيي ليله ويوقظ أهله، من أجل أداء العبادات والطاعات، لكي لا يكونوا من الغافلين في تلك الليلة المباركة. فقال صلى الله عليه وسلم “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.
أما ما يقوم به العباد من احتفالات في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، فلا أساس له من الصحة إطلاقاً، ولم يرد في كتاب الله عز وجل، ولا في السنة النبوية، وعليه فإن الاحتفال بها من خلال إطعام الناس، أو توزيع بعض المشروبات، وغيرها من المظاهر المختلفة يُعد بدعة من البدع المحدثة في شهر رمضان. وذلك لأن الاحتفال لم يُذكر من قبل سواء في عهد الرسول أو صحابته رضي الله عنهم. كما أن تحديد ليلة مُعينة على أنها ليلة القدر أمر لا يجوز وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام ” إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر”.
مظاهر الاحتفال بليلة القدر
هناك العديد من المظاهر التي تدل على الاحتفال بليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وهي لا تجوز وفق ما ذكره أهل العلم، ومن بينها:
القيام بتلاوة بعض الأناشيد أو الابتهالات الدينية.
توزيع المأكولات والمشروبات على المُصلين في تلك الليلة.
مشاركة النصارى للمسلمين في الصلاة أو الصيام في هذا اليوم على اعتبار أنه من الأيام المباركة.
قراءة الخطب الرمضانية وتوزيع الهدايا وإقامة المسابقات.
الحكم في الاحتفال بليلة القدر
أجمع الفقهاء على أن الاحتفال بتلك الليلة المباركة لا يجوز، وذلك لأنه لم يرد في كتاب أو سنة، كما أنه لا يُمكن اعتبار ليلة السابع والعشرين من الشهر هي ليلة القدر بالتحديد، لأن ذلك لا أصل له في الشريعة الإسلامية؛ لأن رسول الله بلغنا ضرورة تحريها في الليالي الوترية كلها، وليس في ذاك اليوم، وحسب.
كما لا يجوز للمسلم الاشتراك في تلك الاحتفالات أياً كانت، لأنه بذلك يُشجع غيره على إقامة بدعة في الدين، ولا ننسى بأن كل بدعة ضلالة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”.
أعمال ليلة القدر
ليلة القدر مثلها مثل غيرها من الليالي الرمضانية علينا أن نجتهد فيها بذكر الله عز وجل، والصيام والقيام. هذا فضلاً عن تلاوة القرآن الكريم، والتقرب إلى الله تعالى بالدعاء، وفي هذا أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها أفضل صيغة للدعاء في ليلية القدر وهي ” اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني”.